عالمٌ غريب..!

اكتشفتُ أنني في عالمٍ غريب ومتناقض البشر فيه يكرهون سماع الحقيقة ولكنهم يحبون سماع الاكاذيب بل ويستمتعون بنشرها بينهم ايضا، ويفضلون ان يبقوا في الظلام وراء الستار، يغلقون اذانهم لا يريدون سماع الحقيقة، وكأنهم يحاصرون أنفسهم في داخل غرفةٍ صغيرة مهجورة ومظلمة بلا نافذة يدخلها ضوء الشمس ولا مخرج منه.

هل تسمعونني؟وكأنهم يحاصرون انفسهم في داخل غرفةٍ صغيرة مهجوره ومظلمة بلا نافذة يدخلها ضوء الشمس ولا مخرج منه .

في الحقيقة واحدة من الأسباب التي جعلتني ابدأ بكتابة هذا المقال البسيط والمتواضع هي انني اشعر بالشفقة والأسف على حالنا وإلى ما وصلنا إليه “مجتمعياً” والوضع زاد عن حده كما يقولون.

البشر تغيروا كثيرا أصبحنا غريبي الاطوار لم نعد كما كنا، لم يعد الطيب طيباً ولا الصادق صادقاً ولا المخلص مخلصاً، بل لم يعد الإنسان إنسانا! جميعهم تغيروا وتغيرنا معهم، ولكني اريد ان اكتب اريد التحدث اريد ان اعبر عن رأي في مجتمعي في اقاربي في أصدقائي فيني أنا، فهل ستسمعونني؟

الحقيقة صعبة

قول الحقيقة هي شيءٌ جميل ويترك أثر إيجابي وسلبي في بعض الأحيان ان لم يتم تقبلها بكل صدرٍ رحب وتفهّم لكن في النهاية هي “الحقيقة” وسماع الحقيقة أفضل من سماع الكذب ولو كان في سبيل اسعادك.

صحيح ان الحقيقة تكون صعبة احياناً ويصعب البوح بها او تصديقها فوراً.. ربما ستؤلمك الحقيقة وربما ستترك أثراً عليك لكنك في النهاية ستهدأ وتقتنع بالحقيقة فلا مفر منها.

إذاً لماذا لا نتقبلها من البداية؟ لماذا محاولة الهروب الى لا نهاية؟

بعد تفكيرٍ عميق توصلت إلى الجواب، وهي لأننا نحلم ونريد ان نعيش في حلمٍ لا ينتهي، حلمٍ جميل لا نستيقظ منه ولا نريد ان يوقظنا أحد لينتهي الحلم ونعيش الواقع، وفي حين يرتكب شخصٌ ما جريمة بشعة وقاسية ويوقظنا من هذا الحلم الجميل فإن الحرب العالمية الثالثة تبدأ وتقوم القيامة فجأة! نغضب لأنهم أيقظونا او بالأصح نغضب لأنهم أخبرونا الحقيقة فنحن لا نريد ان نسمعه لماذا يخبرونا، لماذا دمروا الحلم الجميل و أيقظونا نريد ان نعيش في الخيال.

فعلاً هناك بعضٌ من الناس يمارسون الكثير من الأخطاء ومقتنعون بها، بالطبع هؤلاء الناس بحاجة الى ارشاد ولكنك ان اتيت إليهم وصارحتهم وقلت لهم ان هذا الفعل كذا وكذا و كذا.. واخبرتهم بحقيقة اخطائهم وقدمت لهم نصيحة في آنٍ واحد فإنهم سيغضبون ولن يتقبلونها.. ولهذا فالناس في وقتنا الحالي لا يبالون لبعضهم البعض ولا يكترثون فقط يجاملون أنفسهم لان الحقيقة أصبحت نفره! أخبرهم الحقيقة سيكرهونك، لكن أخبرهم الكذب والاباطيل سيحبوك هذه هي مشكلتنا اليوم

كراهية ونفاق

أتعلمون ما الذي أرآه حولي الآن في وقتنا الحالي؟

أرى في الناس كمية الكراهية والنفاق والتناقض والمجاملات والابتسامات الزائفة والحقد والبغض، نعم بالضبط هذا ما أراه وبكل صراحه أخبركم واقولها عن تجربة.. أنا لن أدعي المثالية وأقول انني اختلف عن البقية. لا.. أنا لستُ ملاكً والباقون شياطين، أنا فقط اختلف بأنني أرى كل شيء وأدرك ما حولي.

بصراحة لن أنكر انني اجامل في بعض الأحيان لأنني لا أستطيع جرح بعضٍ من الناس او أرى ملامح الحزن في وجههم سيأنبني ضميري حقاً فأضطر ان لا أقول الحقيقة، ماذا بيدك تفعل ان كان الطرف الذي امامك لا يتقبل الحقيقة وكأنه يقول لك لا تكن صادقاً معي لا تخبرني الحقيقة جاملني ودعني أعيش حلمي واصدقه انني خائف من سماع الحقيقة. الحقيقة المره مخيفة ومؤلمه بالنسبة له.

في الحقيقة نحن جميعاً نرتدي أقنعه على وجوهنا ونخفي وجهاً اخر

ما العيب في ذلك؟لكنني مؤمنه وعلى يقين أن الحق سيظهر ولو بعد حين وسينتصر.

وأوجه هذه الجملة تحديداً لمعظم النساء اللواتي يعرفن أنفسهم ويختبؤون خلف الأقنعة، لا مشكلة ان قلتن اعماركن الحقيقية، ولا مشكلة ان قلتن كم عملية اجريتم، ولا مشكلة ان قلتن كم وزنكم الحقيقي، ما العيب في ذلك؟ وان كنتن ترونه عيباً اذاً فلماذا نكبر في العمر، ولماذا تجرون العمليات من الأساس، ولماذا يزيد وزنكم، كل الأجوبة موجودة ومقنعة ولا عيب بها، إذاً لا داعي لإخفاء الحقيقة والشعور بالخجل يجب ان نتقبل الحقيقة بروحٍ رياضية وصدرٍ رحب.

وفي النهاية أتمنى من كل قلبي ان نسقط اقنعتنا ونكن واقعيين أكثر، وأنا مؤمنه وعلى يقين ان الحق سيظهر لا محالة وسينتصر ولو مضينا الدهر كله في محاولة اخفائه.

فيديو عالمٌ غريب

أضف تعليقك هنا

خلود خالد

خلود خالد من الامارات العربية المتحدة