قانون الجَدَب – هل الجدب (الغباء) معدي؟

من منا لم يسمع بقانون الجذب! الزبدة من هذا القانون هو اننا إن فكّرنا بأشياء او مواقف سلبية اجتذبناها الينا وكلما فكرنا وحلمنا وتمنينا كل شيء جميل وجيد ورائع نريد الحصول عليه فإن قوة الافكار الصادرة من العقل البشري تجتذب اليها كل ما تتمناه.

كثير من الناس تعتقد بهذا القانون .لم تثبت صحته فعليا ، انا شخصيا لا أؤمن بالقوانين بجميع اشكالها، لكن اؤمن بقانون واحد لفت انتباهي لتفاقمه مع مرور الايام وازدياد التطور وهو ما اسميه ” قانون الجَدَب”!

الفرق بين قانون الجذب وقانون الجدب

طبعا لمم تسمعوا به من قبل ، لمن لا يعرف ما معنى ” الجَدَب” من فعل جَدَب والفاعل اجَدَبْ او اجَدَبَ وهذا له دلائل كثير في معجم اللغة ولست اقصده هنا. ما اقصده هو كلمة “اجدب” المستخدمة في اللغة المحكية اجدب بمعنى ” احمق، او غبي ، او أهبل”. ربما وقع الكلمة غير مرغوب فيه.

هل قانون الجدب معدي؟

فإذا كان قانون الجذب يجذب الا فكار والاحداث سلبية كانت او ايجابية ، كذلك قانون الجَدَب يجذب الغباء و الاغبياء وهو معدي تماما كالامراض بمعنى اذا كان تعاملك مع اشخاص لا يملكون ذكاء فكري ونضح ووعي عقلي فحتما ستتراجع قدراتك ويصبح تفكيرك شبيه بتفكيرهم ويكون بذلك زاد عدد الجُدَباَء واحد.

ظواهر الجدب

من ظواهر قانون “الجَدَب”في عصرنا الحالي وما نشهده في ظل شبكات التواصل الاجتماعي جَدَبٌ مستفحل فحين نصدق ايّة معلومة نقرأها ونقول سبحان الله هذا جَدَب ، وحين نأخذ اي فكرة او معلومة وننشرها ونعممها لمجرد ان قائلها كتب قبل اسمه دكتور او استاذ او كاتب او مدرب او او او …او ان نعتمد على عدد الاعجابات او المشاركات في تقييم الاشخاص والافكار من خلال سوشيال ميديا بعيدا عن نوعية المعجبين ونكتفي بعددهم هذا َجدَب، وحين ندافع عن افكار وآراء ليست افكارنا فقد طبقنا قانون الجَدَب دون ان ندري.

حين ننقد وننتقد ونستنكر لأي حدث او نشاط او رأي او موقف سياسي او اجتماعي اياً كان غير. مقبول اجتماعيا او اخلاقيا او دينيا او حتى مغاير لرأينا او برنامج تلفزيوني تافه او لا اخلاقي نكون بهذا طبقنا قانون الجَدَب فبدل ان نهملها حتى تتضمحل وتضمر نعطيها اهمية وقيمة وندعمها للوصل لاكبر عدد ممكن.. ونكون بذلك ساعجنا على نشر الغباء.

قانون الجَدَب يطبق كل يوم بكل نظرية صادرناها من الغرب لا تتماشى مع بيئتنا وطبيعتنا ولا يمكن ان تطبق ونريد ان نطبقها بالقوة _لانو منتعبر كل شي اجتبي منيح وبيفهم_ سواء اكانت نظريات اجتماعية، تربوية، سلوكية او حتى دينية.

أين يبدو الجدب واضحا جليا؟

من الغباء ايضا ان نعتمد على كل ما ينشر في السينما الاعلامية والاعلانية المرئية والمقروءة لنعطي حكما جيدا على ناشره من افراد ومؤسسات وشركات ومدارس وجامعات، الخ وهذا الهدف ان نرى فقط الصورة الافضل والاجمل من خلال ما يصوره هم وليس ما هو حقيقة.

من الحماقة ان نبذل جهداً شخصي للوصول لهدف ما وتظهر النتيجة اسم شخص آخر، لذة لا توصف.

من الغباء ان نظن ان الاخرين اذكياء ومفكرون ومبدعون ونحن التابعين لانهم اوهمونا بذلك ونحن قبلنا ان نكون كما ارادوا، تحرروا منهم.

بتنا نعيش في عالم من الغباء الاجتماعي والغباء الديني والتربوي والفكري والثقافي، وغباء اخلاقي.

اذا كنت لا تريد ان تكون ضمن قائمة هذا القانون فلا عذر لنا اليوم فسرعة الوصول الى المعلومات اليوم تدفعنا للبحث في الموروثات و المستحدَثات حتى لا يتمكّن منا “قانون الجَدَب”.

قانون الجَدَب افقد البعض نمط شخصيته واصبح شخص منافقاً يعيش في شخصية لا تمثله.

يمكنناان نمارس فعل الغباء ” ان نتغابى” لكن لا يجب ان نكون اغبياء.

كما قال الامام الغزالي” الغباء نقص، والتغابي كمال، والغفلةُ ضياع والتغافل حكمة”

فيديو عن الجدب و كيف يتصرف الأجدب

#قانون_الجَدَب
#ياسمين_الموعد

أضف تعليقك هنا

ياسمين الموعد

كاتبة فلسطينية