لقد حصل أبي على درجة ” المعاشية “

عبد الحكيم عبد الحميد إبراهيم علي ، موجه سابق بالتربية والتعليم . هل هذه النبذة المختصرة بوضعها الجديد التي تزيد بكلمة ” سابق ” تأتي بطاقة إيجابية لأبي ؟

الخميس ، 16 – 2 – 2017 م – هو يوم تخرج أبي من التوجيه بالتربية والتعليم ؛ ليحصد ثمار الخدمة بنيل لقب المعاشية . والدعوة عامة لحضور حفل التخرج – الجمعة – ؛ لأنه هو اليوم الفعلي لأخذ اللقب ، ولكنه أجازة رسمية . وشعار الحفل : أنتم السابقون ونحن اللاحقون .

أبي،،

عشت مرحلة الطفولة ، والدراسة ، والوظيفة . والآن تعيش مرحلة ” المعاشية “فهي المرحلة التي لم تعشها بعد ،بارك الله في عمرك وعمر أمي ، وأسعدكما وأسعدنا بكما في الحياة .  فهي طريق فسيح لإعادة التفكير في مجريات حياتك وتاريخك ، ما الذي لم يتحقق وتحاول تحقيقه – أعلم أن المرتب أصبح مثل وزني خفيف ، ولكن لا أقصد بالأموال فلا نعلم حسابًا للرزق – ، ما الذي ترجوه في وضع أهلك وأقاربك وتحاول أن تبذله في سبيل التماسك ، ما الذي تفعله لسد ما كنت مقصر فيه أثناء الوظيفة ، ما الذي تستطيع فعله لمن حولك بالنصح والإشارات الواعية؟

لا مفر أن نكون بمرونة في هذه الحياة . وعلى كل حال الذي يريد الزيارة فالحفل غير ملغي ؛ لأنه لم يعلن بعد ، فليزيدنا شرف وجودكم . فالحفل الحقيقي هو التعارف ، والحفل الختامي هو التقوى ، حيث : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ .

لنعرف أن حياتنا هذه نفهمها بمنطق جميل لكلام الدكتور الرضواني في مقالته عن أركان الإيمان – إلا أنني أختلف مع الدكتور في أشياء أخرى كثيرة، هي:

أن تؤمن بالله الذي أنزل ملائكته بكتبه على رسله ليحذروا العباد من اليوم الآخر، فإذا انتهى الناس بعد العرض والحساب، واستقروا في الآخرة للثواب والعقاب، عندها يتم قدر الله كما ورد في أم الكتاب، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وهذه حقيقة الإيمان بالقدر خيره وشره.

فمن حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في كتاب القدر أنه قَال: (سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صلي الله عليه وسلم يَقُولُ:كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلائِقِ قَبْل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلفَ سَنَةٍ)

وروى الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن سُرَاقَة بْنَ مَالكٍ رضي الله عنه قَال: (يَا رَسُول اللهِ بَيِّنْ لنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلقْنَا الآنَ فِيمَا العَمَلُ اليَوْمَ أَفِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ أَمْ فِيمَا نَسْتَقْبِلُ قَال لا بَل فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ قَال فَفِيمَ العَمَلُ؟ قَال: (فَقَال اعْمَلُوا فَكُل مُيَسَّرٌ لعَمَلهِ) .

بريق الأمل والحكمة من أبي

وعلى غرار منشورات أبي التي تمتاز ببريق الأمل والحكمة التي يشعها من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك ” ، بالرغم من أنه ليس بصديق لي إلا أننا بيننا متابعة متبادلة ؛ أبعث تكملة للنبذه المختصرة – أعلاه – لتصبح النبذه كاملة :

” عبد الحكيم عبد الحميد إبراهيم علي ، موجه سابق بالتربية والتعليم، وسابِق ؛ كلمة تحمل خير رسالة ، ليس معناها مضى فحسب ، بل تُعني : مُتقدِّم في الخير ، و الَّذي سَبق أي نال الهدف أولًا ” .

لهذا .. أقول : لقد حصل أبي على درجة ” المعاشية ” .

– ليس هناك درجة تسمى ” معاشية ” بل هي على هامش باشوية = مصطلح .

أضف تعليقك هنا