وظيفتك لا تناسبك اتركها وابحث عن ذاتك

اطلق العنان لطاقاتك ودعها تغرد الى ان تجد اللحن المناسب وتطلق الاصدار

رحلة البحث عن الذات تبدأ منذ الولادة حين نثبت اقدامنا في الوجود، ونستكمل محطاتها في كل مراحل حياتنا، في كل لحظة نمر بها، في كل مرة نحب انفسنا بها ونعرف حيقيتها. فلا يمكن ان نعرف ذاتنا الا اذا احببنها. حينها سنكتشف طاقاتها وامكاناتها، بسلبياتها وايجابياتها ، بعيدا عن نظرة الآخرين لنا ما يدفعنا للتقدم خطوة لا بل خطوات نحو ما نريد ونرغب.

خلال الدراسة

نتعلم في المدرسة حتى المرحلة الثانوية ثم نلتحق بالجامعة ربما لدراسة اختصاص نحبه وفي الغالب لا نحبه لكن الظروف ساقتنا اليه. ثم تبدأ الفرحة الكبرى تخرجنا من الجامعة باحلامنا الوردية والوظائف التي تنتظرنا.

خلال الوظيفة

ونبحث ونبحث الى ان نجدها. نعم إنها الوظيفة التي نعتقد انها تناسبنا او ربما نقبل بها لاننا نرغب بالعمل او بحاجة اليه. ولكن هل هذا كل ما نبحث عنه؟!

  • في المرحلة الاولى نسعى جاهدين وبحماس لمواكبة كل ما هو جديد لتطوير عملنا وتطوير انفسنا واثبات ذاتنا ونخقق ذلك. ثم ماذا؟
  • في المرحلة الثانية نبدأ باطلاق طاقاتنا ونرتقي بعملنا اكثر فاكثر حتى يصبح جزء منا سواء حصلنا على تقدير او لم نحصل. وبعد ذلك ماذا؟

تخرجنا ،عملنا، طرنا عملنا، طورنا انفسنا، قدمنا لوظيفتنا ما يجب ان نقدم واكثر واخدنا منها ما يجب ان نأخذ و ربما اقل.
نجد ان مرحلة التطوير والتطور وصلت ذروتها ولم يبق شيئا لنقدمه ولا شيئا لنأخذه ولم يعد هذا العمل يعطينا ما نريد – ولا اقصد هنا العطاء المادي- ولايزال لدينا طاقات لم تولد بعد، ولا يزال لدينا افكار لم تطبق بعد ولا زلنا لم نجد انفسنا في عمل بعد فماذا علينا ان نفعل؟!

ابحث عن ذاتك

اترك وظيفتك فربما هذه الوظيفة لا تناسبك. وابحث عن ذاتك عن نفسك عن هويتك بعيدا عن قيود الوظيفة وقوانينها وانظمتها اللامدروسة وغير مجدية ما هي الا استنزاف للوقت والطاقات. ولن تكتشف ذلك الا بعد ان تترك الوظيفة ستكتشف العالم من حولك بشكل اوضح.

ذاتك هي انت، هويتك بصمتك في هذا الكون فلا تجعل سقف طموها رهن للوظيفة.

ولا تجعلها رهن اشارة من احد ان يرضى عنك ظنا منه انه يعطيك ما تتمنى. ابحث عما يليق بك ما يمنحك قيمة لتعبك ومجهودك ووجودك الاجتماعي والثقافي والعلمي والفكري يما يتناسب مع اهوائك وقدراتك. لتكن نفسك.

اكتشف طاقاتكاطلق العنان لطاقاتك ودعها تغرد الى ان تجد اللحن المناسب وتطلق الاصدار

كل منا يملك طاقات مدفونة لا يعرفها ولا يمكن ان يكتشفها ويفجرها طالما انه مثّبت مكانه. تحرك وغير حاجاتك وافكارك ومكان عملك ستتغير حياتك واهدافك فلا تقف مكانك لانك بذلك لن تصل لشيء في هذا المكان مهما قدم لك فلن تعلو رتبتك الا بمجهودك .فقط انت الشخص الوحيد الذي يُعلي شأن نفسك لا مديح ولا تصفيق ولا مجاملة من الاخرين تعلو بك. انت من يصنع اسمك.

تغيير المعهود يفتح لك آفاق لم تكن لتدركها لو بقيت مكانك.

فاطلق العنان لطاقاتك وجد نفسك ، ستكتشف حينها نك لست انت ” عبد الوظيفة” ، ستكتشف كم الافكار التي تمتلكها ويمكنك استثمارها وستعرف مدى امكانياتك وانك تستطيع ان تكون انت في المكان المناسب في المجال المناسب.

من تجربتي اقول ابحث عن نفسك ولا تعلقها بوظيفة لا تحصل من خلالها الا على راتب في نهاية الشهر وغير ذلك لن تحصل.

اسع لتكون انت الشخص الذي تبحث الوظيفة عنك لا انت من يبحث عنها.

حين تجد نفسك وتعرف امكاناتك وتنطلق بطاقاتك وتصل للطريق الذي تحقق به ذاتك انت وليس ذاتك الوظيفية ، حينها لن ترتبط بوظيفة مدى حياتك بل ستسعى لعمل مشروعك الخاص بافكارك الخاصة وذاتك انت.

فقط اطلق العنان لافكارك ودعها تحلق.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

ياسمين الموعد

كاتبة فلسطينية