أفلام كالأحلام – فيلم باجرانجي بهايجان Bajrangi Bhaijaan

نُدرة الأفلام الجميلة

كثيراً ما انتقدتُ الإعلام الهابط, وهجوتُ الترفيه القبيح, وأقول ذلك صراحةً لا تلميح, وكتبتُ في ذلك عِدة مقالات, مُوضحاً النقائص والسلبيات, ولكنني في المقابل أفرح فرحاً شديداً إذا ما شاهدتُ فيلماً هادفاً, تُوظّف فيه الطاقات الفنيّة لخدمة القضايا الإنسانيّة, فيصبحُ أداة بناء لا معول هدم, ولهذا الغرض النبيل وُجدت الفنون وانتشرت, ثم أصابها شيءٌ من الجنون وانحرفت, وباعتقادي أن مُشاهدة فيلمٍ جميل تُعادلُ قراءة كتابٍ رائع, فما الفيلم الجميل إلا عبارة عن كاتبٍ مُبدع, ومُمثلٍ مُمتع, ومُخرجٍ مُقنع, يقول (ستانلي كوبرك): الفن هو إعادة تشكيل الواقع المُحيط وليس خلق واقعٍ جديد.

فيلم (Bajrangi Bhaijaan – باجرانجي بهايجان) قصة إنسانية وتمثيل مُبهر

وبهذه المُناسبة قد شاهدتُ فيلماً رائعاً قبل مدة, ولجماله أعدت مشاهدته في اليوم التالي, استوقفني وهز مشاعري وأجبرني أن أكتب عنه, الرائع في هذا الفيلم تلك العلاقة الإنسانية الجميلة التي جمعت بين رجل هندي (سلمان خان) وطفلة باكستانية خرساء تاهت عن أهلها, ثم جمع القدر بينهما على غير ميعاد, فأصبحت مهمة (سلمان) حمايتها ومحاولة إيصالها لأهلها, على ما في ذلك من مشقة بسبب اختلاف الثقافة والدين, وضراوة العداوة بين البلدين, وتستمر الأحداث وتتوالى بحبكة دراميّة رائعة, تتنوع فيها العوائق ما بين الديني والثقافي والجغرافي, ولكن ذلك لم يمنع البطل من أن يكسر القيود ويتجاوز الحدود, لأن الطاقة التي تُحركه مُستمدة من معانٍ إنسانيّة غاية في الجمال مزجت بين الرحمة والعطف والأمانة, في مقابل البراءة والخوف والحاجة التي تنطِقُ بها عيون تلك الطفلة الخرساء, ولا أجد حرجاً عندما أعترف بأن عيوني ذرفت الدموع أكثر من مرة خلال الفيلم, بل على العكس أجد هذا دليلاً على إنسانيتي, ومن منا الذي يمسك دموعه عندما يُشاهد أحد الأنجاس وهو يُسلِّم الفتاة الصغيرة لصاحبة دار الدعارة بيده ويستلم ثمنها بيده الأخرى القذرة, أو عندما يُشاهد الطفلة وأمها تتسابقان لاحتضان بعضهما بلهفةٍ واشتياق بعد غِيابٍ وفراق, ثم يُختم الفيلم بمشهدٍ مهيب لتجمهر الشعبين على طرفي الحدود, ليكونوا شهوداً على تلك العلاقة الإنسانية التي جمعت بين الرجل الشهم والطفلة البريئة, ليتذكروا أنهم في الأصل إخوانٌ في الإنسانية, وإن اختلفوا في الدين أو اللون أو الهويّة.

علاقة الأفلام بالأحلام

وفي الختام الأفلام كالأحلام تماماً, منها الكابوس المُفزع الذي تتمنى أن لا تُشاهده مرةً أُخرى, ومنها القبيح المُزعج الذي تُريد أن تنساه, ومنها الجميل المُمتع الذي ترغب في مُشاهدته دائماً, يقول المخرج الشهير(جورج لوكاس): السيناريو بمثابة حلم تراه بمفردك، أما الفيلم فهو حلم يراه الجميع.

فيديو فيلم باجرانجي بهايجان Bajrangi Bhaijaan

أضف تعليقك هنا