البنت زي الولد – أجمل أغاني الثمانينيات والتسعينيات عن البنات وأغاني اليوم

يرى أخصائيو التربية أن للأغاني تأثيراً كبيراً على الطفل وتساهم بتوجيهه إما بشكل سليم أو العكس ،فالموسيقى لغة عالمية توحد الشعوب وتنتقل بها الثقافة من جيل لآخر وقد يكون لها إستخدامات عديدة لشحذ همم بحروب مثلاً، أو إيصال فكرة معينة الأمر الذي يدعم إرتباطها بالمناهج التعليمية ،من خلال الغناء يستطيع الطفل أن يُعبر عن نفسه أكثر وينخرط بالمجتمع المدرسي مكوناً علاقات كثيرة وبالتالي يتخلص من عادات قد تعزله عن الناس كالخجل والإنطواء.

ومن هنا تنبع أهمية الخطاب الموجه للطفل عبر هذه الأغاني، أي الرسالة التي يحفظها ويتأثر بها من خلال ترديدها عن ظهر قلب ومايهمنا بهذا المقال هو ما يخص البنات تحديداً.

الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة:

سعاد حسني وصلاح جاهين والبنات في أغنية “ألطف الكائنات” عن البنات

برزت أسماء كثيرة بهذا المجال كمغنيين وشعراء تنوعت أعمالهم وإختلف محتواها حسب الزمن ،طبيعة المجتمعات وحتى التوجهات الفكرية والسياسية للكتاب أنفسهم ،فلو حددنا الأغاني الخاصه بالبنات والتي ناقشت قضايا تخص النساء من خلال زرع أفكار وقيم معينة منذ الصغر ،لوجدنا أن مقولة الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة حقيقة، فكل كاتب حاول تمرير رسائل للمجتمعات يختزل بها أفكاره وتوقعاته للبنات ومنهم صلاح جاهين الذي دافع عن المرأة وكتب عن حق خروجها للعمل بشكل سلس مع إيجاد مبررات منطقية وبسيطة وهذا ما وجدناه بأغنية (البنات ألطف الكائنات) والتي تغنت بها الراحلة سعاد حسني ،فقدم جاهين خلاصة جدال سنوات بمقطع (البنت زي الولد مهيش كمالة عدد بالإحتمال والجلد مذكورة بالمعجزات).

الخطاب الفني بالخليج بالثمانينات والتسعينات:

عبداللطيف البناي وهدى حسين في أغنية “هيا بناتي” عن البنات

بالإنتقال لنفس الفترة بالخليج نجد أن الخطاب كان ولا يزال أكثر حذراً و مكتفي بغرس قيم ومبادئ ،فدمج الترفيه بالتعليم والثقافة كما في كتابات عبداللطيف البناي سواء الأغاني المنفصلة لهدى حسين كـ (هيا بناتي) أو ما إختلط بالعروض المسرحية.

عوامل التقنية والعولمة:

مشاعل وحلا في أغنية “بنيتي الحبوبة” عن البنات

أما اليوم فالوضع إختلف تماماً وأصبح نجاح أي عمل معتمد على الألوان والصورة وفي كثير منها نفتقر للرسالة التربوية الكاملة ،ناهيك عن متطلبات السوق الأخرى وشروط شركات الإنتاج التي تُفضل تقديم الترفيه أو الإكتفاء به ببعض الأعمال مع الإستعانه بعوامل أخرى جاذبة للطفل وهذا ما رأيناه بالديو الذي جمع مشاعل وحلا بعنوان (بنيتي الحبوبة) صف كلام وغزل متبادل ما بين الأم والبنت بلا هدف.

نانسي عجرم وأغنية “يا بنات يابنات” عن البنات

و إذا عدنا لحقوق المرأة فـ (يا بنات يابنات) غناء نانسي عجرم تشبه إلى حدٍ كبير كتب المطالعة والقراءة بالمناهج القديمة حين كانت هند تطبخ ،تنظف ،تكنس، ترتب ولكنها أبداً لم تركب الدراجة فالأخيرة دائماً من نصيب خالد ،( مش خايفة ليه من الزفة؟ طول عمرك فاهمه وعارفه دايرة بطرحه ياعروسة من وإنتي يا دوب باللفة) تعبيرات بسيطة إتضحت أكثر خلال أحداث صُور معظمها بالمطبخ ،فهل هذه رسالة أم مجرد نص كُتب بحنية البنات وعطفهن ؟ هو مجرد تساؤل بريء فطبيعة المجتمع اللبناني مختلفة ونانسي أثبتت جدارتها بمجال أغاني الأطفال.

البنت زي الولد:

أنغام وأغنية “نص الدنيا” عن البنات

إيماناً بأهمية الموسيقى والأثر الإيجابي للمؤثرات السمعية والبصرية على رصد المعلومات وتنمية الفكر ،فيجب أن يكون الخطاب الفني الموجه للطفل عموماّ ترفيهي ،هادف ،تربوي وكامل فالأسوء من تقديم رسالة فارغة وجوفاء هو تقديمها ناقصه و الطفل يجب أن يعرف العالم ويتعرف عليه من خلال هذه الأعمال والتمني والأحلام حقوق مشتركة ما بين الجنسين ومن المُجحف أن نمنع أطفالنا العيش من خلال توجيههم أو تصنيف الميول والمهن مستقبلاً حسب بنت و ولد ،دعوا هند تركب الدراجة ولا ضير من أن يقلي خالد بيضة المهم يعيشوا ناجحين والبنت بشهادة أنغام نص الدنيا ومش محتاجة تثبت أن وجودها مهم ،هذا يعني أن الولد هو النصف الآخر و المجتمعات تنمو وتتطور بجهود كليهما.

 

فيديو البنت زي الولد

أضف تعليقك هنا

ابتهال العمودي

ابتهال العمودي