الحب الحي – قصيدة شعر حر (اثنان فى وسط البحر يتعانقا خلال الغروب ومن بعيد سفينة تمر)

على ضفاف شاطئ بحر التقينا .

البحر هادئ مسالم ينادينا فلبينا.

كم نادانا بحمرة مائه التى تلذّ ناظرينا ..

ولكنْ ..

اهى زرقاء ؟ ام حمراء ؟ ام تلونتْ بلون الغروب فاذهلتْ عيوننا فانتبهنا .

نعم , هو تشبّع بلون الغروب , فهل الشمس ودّعته ام هو المودّع ؟

ما اجملك ؟

هل تلبّستَ بالعقيق الاحمر ؟

هل تلبستَ بالمرجان الاحمر؟

ام تلونتَ حال غروبك بلون احمر لترسل الحياة فى العروق , ثم ما لبثتَ ان تشبّعتَ بلون الدم الاحمر؟

هل جمعتَ بين إحيائين ؟ إحياء بمائك وإحياء بدمك؟

ام تريد ايها البحر ان تُحيي روحيْنا بمائك وان تسيّر الحياة فى عروقنا بحمرتك؟

لا عليك ,

فقد فتنتنا دون جهد منك , فشمّرنا ونزلنا وسرنا حتى سوّرتنا امواجك فتنهدنا.

واستشعرنا ..

استشعرنا ذاتك فحلّ فى دمائنا وعروقنا , فعظُم حبنا , وكبُر ملكنا , وخرجتْ منا آهات اللذة زبد كذبدك بعد عناقنا .

نحن ارتوينا حبا حيا من وجداننا فكنا كنزيْن ككنزِك الدفين فى الاعماق .

غير اننا نُطعم ونُسقى من عظيم حبنا زخّات تتوالى كالمطر , او سنا كسنا الشمس بعد السحر.

وانت تطعم وتروى بما تملكه فى الاعماق من جميل الطعم والزينة وان فى ذالك لعبرة لاولى الفكر.

 

تحمل السفينة على ظهرك ما تكلّ ولا تملّ , فما الذّ جوارك ؟ وما اسلك سبيلك ؟ وما اكرم ضيافتك؟

عندما رضيتَ جنّبتها العواصف .
وشددتَ شراعها وحمّلتَ الحوامل.

كنت لنا ايضا قدوة فاقتدينا .

فحملنا حبنا فى وجداننا فكنا له نعم المخلصين.

وضيفناه واكرمناه , فكنا نعم المكرمين .

وسلكنا سبيله ليسرى فى العروق فى امن وسلام فكنا نعم السالكين .

وجنبنا حبنا العواصف بالصدق والاخلاص فكنا نعم الصادقين .

وتلامسنا , تلامسنا ,

فارتعشنا , ارتعشنا ,

فاستقينا فروينا من بحر الحب الحى فحيينا.

فتبعثرت مشاعرنا حتى امتزجت متلملة فتجانسنا.

فتوحدنا كالبحر فاحييتَ واحيينا .

وتجمّلتَ وتجملنا .

وسيّرتَ وسيّرنا .

وبعثّت وبعثنا .

واكرمْتَ واكرمنا .

وتلوّنتَ وتلوّنا

ورتلّتَ ورتلنا

فشدوتَ وشدونا.

وخلّدتَ وخلد حبنا عبر الازمان والدهورفنعمنا وانعمنا.

ما تموت ابدا ايها البحر كما لا يموت حبنا .

فكم انت عظيم .

أضف تعليقك هنا

إبراهيم أمين مؤمن

ابراهيم امين مؤمن
مصري
مواليد ابريل 1969.
اجيد فن الرواية بجميع انواعها والشعر بجميع بحوره ,. كما اني الجأ احيانا كثيرة الى التحرر من بحور الشعر واكتب الشعر الحر.
انشر فى العديد من المجلات والمواقع والصحف العربية منطلقا من نوفمبر لسنة 2016 وكانت اول قصيدة لى من الشعر الحر نُشرت فى اليوم السابع فى شهر نوفمبر لسنة 2016 واسمها اعيدينى الى ذاتى.
فى خلال خمس شهور فقط نشرت اكثر من اربعين منشورا ما بين قصة قصيرة وشعر عامودى وحر فى اكثر من ثلاثين صحيفة عربية.
واود ان اقدم رواية تمثل فخر الامة العربية مستقبلا , وتكون مرآة لنا نحن الادباء العرب امام ادباء الغرب الذين للاسف سبقونا حتى فى لغتنا؛ اللغة العربية .