الحب العذري والحب المادي

الحب العذري والحب المادي

أما الحب العذري فهو ماكان عذريا في أسبابه أو ذاك الحب الذي نجهل دوافعه فنجد أنفسنا نهيم عشقا في شخص لم نعرفه حق المعرفه ، ننجذب له و نختلق تلك الحجج الواهنة للقرب منه وقد نرى عيوبه مزايا وهذا الحب لايكون مبنيا على مخططات أولية أو مستقبلية.

المخططات الأولية للحب

المخططات الأولية هي تلك المواصفات والشروط التي يضعها كل منا في مخيلته لشريك حياته وفي حالة الحب العذري قد نحب شخصا ليس بالضرورة أن تتوفر فيه الصفات التي لطالما عشقناها ورسمناها في المخيلة ، فهو حبا عذريا لا يعرف للشروط سبيلا .

المخططات المستقبلية للحب

المخططات المستقبلية ويقصد بها تلك الوعود التي تجبر طرفين على الأرتباط ببعض ومايؤول إليه من زواج وعقد رسمي ومسؤوليات مشتركة وكل تلك الأمور قد تنقل بنا من الحب العذري الى الحب المادي.

الحب العذري

وهنا يكون الحب (العذري) أكثر صدقا فنجد المحب لايرتجي شيئا من حبيبه وليس بالضرورة أن يتم الوصال كي يستمر ذاك الحب فالحب العذري وجد دون أسباب وسيستمر دونها وهو قدر سماوي ، اذن الحب العذري هو كل شعور ليس بذي سبب مقنع ولا تفسير يمت للمنطق بصلة.

الحب المادي (حب العصر) وهو ذاك الحب الذي يقوم على أسس وشروط معينة فنجد طرفا ينجذب للطرف الآخر إعتمادا على تلك المواصفات التي رسمت في الذهن وما إن تتم المصارحة حتى تبدأ بعدها الوعود، وفي حالة غياب تلك الوعود سيختفي ذاك الحب المادي ويذهب كل طرف ليبحث عمن تتوفر فيه صفات مناسبة وعمن كان قادرا على تقديم الوعود والتعهدات وأهم مافي تلك الوعود هو الأرتباط الرسمي .

لسنا هنا في صدد التقليل من شأن الأرتباط الجدي في العلاقة وأنما أنا في صدد توضيح بأن تلك الوعود والشروط ستقذف بنا نحو زاوية الحب المادي ، وأؤكد هنا بأني لست في صدد التشجيع على الأستخفاف بشأن العلاقة ولكن أنا في صدد التشجيع على عدم الولوج في أي علاقة أذا لم نشعر بذاك الأنجذاب الغير مفسر ، تلك الكيمياء العالية ، فهي حتما دلالة على أعجاب عذري ربما سيغدو في المستقبل حبا عذريا .

أما تلك العلاقات التي تقوم على وعود وشروط فحتما هي ليست إلا علاقات مفبركة.

برأيي ليست هي إلا حبا ماديا لأنها وجدت لأسباب معينة وأستمرت لوجود مقومات وماإن غابت تلك المقومات حتى تداعى ذاك الحب الذي أعتبره إقناع للذات ومواساة للواقع .

الحب في الوقت الحالي

والحب العذري كثر تواجده في عصور الجاهلية أما الحب المتواجد في عصرنا فهو حب مادي بحت.

والحب العذري سيستمر حتى في حالة البعد وغياب الوصال لانه قدر إلهي أما الحب المادي فسيختفي بمجرد نفاذ وأختفاء أسبابه المادية ومعروف كل ماكان ملموسا هو مادي فليس بالضرورة أن نقصد بالمادة المادة لذاتها وإنما قد تكون الأفعال الملموسة والشروط والتعهدات فكلها ماديات .

فيديو الحب العذري والحب المادي

أضف تعليقك هنا

مريم فؤاد

كاتبة مهتمة بشؤون المجتمع