الدين المسالم

لا شك انه وبعد ان فشل العالم في تعريف محدد واضح قاطع للارهاب وبعد ان فاز الوقح المتعصب ترامب في فجاجة تاريخية غير مسبوقة فقد كادت كثير من الانظمة ان تفقد هويتها كنتيجة حتمية لنتائج الانتخابات الامريكية ثم مرت الايام وبدأ موسم الحج بالقرعة والانتقاء الى البيت الابيض ليهانوا ويأتوا باجندات وقرارات جديدة لا يملكون الا تنفيذها دون مجادلة.

والسؤال الذي يلازم هذه الحالة ما علاقة التطرف الاسلامي _مع التحفظ الشديد على المصطلح_ ما علاقته باعادة امريكا قوية مرة اخرى حسبما يزعم رئيسها؟
ولا بد انك تتسائل عن دافع الكتابة في هذا الوقت فانك ان لم تنتبه فان معظم الزعماء العرب اما قد احرموا او بدأوا بالطواف حول البيت الابيض والدافع الادق ان كل التفاهمات تشمل بصورة جلية بند مكافحة الارهاب وكذلك نبذ ثقافة العنف والتحريض ثم اتفاقات اقتصادية تعد بالعشرات في الجلسة الواحدة ولا ادري كيف تكفي ساعة من زمن لانشاء تفاهمات كهذه في حين لا تكفي الغرب عقود لتعريف الارهاب والتطرف؟

لقد قالها احد تابعي الانظمة من المتدينين بالمنصب لا العلم انه يريد مع سيده نشر الاسلام التنويري ومحاربة التطرف والارهاب والاعجب من ذلك ان دولة ما عقدت اتفاقية مع الصين كان من بنودها نفس الامر ولا اعلم ما علاقة الاقتصاد مع الصين بالارهاب وحرب الثقافات

السابق من القول اثار سؤالا جوهريا ما الاسلام المراد ليقبلنا العالم ولا ينعتنا بالارهابيين والمتطرفين؟ كأن السبة بالارهاب او التطرف ستؤذي مشاعر امة مشتتة ممزقة
تتبعت الاسلام الذي يراد تدجينه وظهرت بوادره فاذا القوم قد قطعوا شوطا كبيرا في ترسيخ مبادئه دون ان ننتبه لاننا نظن ان اعتقادنا الشخصي وتصورنا الفردي هو القيم المطلقة والحق الذي لا يمارى فيه يعني انه كما في كل المرات يحدثنا البعض عن مخططات للايقاع بنا ونحن واقعا في اخر لحظات مخططات الاستهداف وربما حدث التغيير الذي يريدونه ونحن نلغ في الجدال ومحاولة التنصل من التهم المكالة لنا

الاسلام التنويري 

من الاسلام التنويري ان تتحدث عن الرسول عليه السلام ليس كنبي مرسل بل رجل اصلاح وان تقبل كل كلام يسبق بقال الرسول عليه السلام حتى الاحاديث التي صاغها معمم او منتفع قبل اعوام لا قرون وهنا وقع كثير مما يسمى شيوخ الحداثة فهم يطرحون الاسلام كدين يقبل الاخر على علاته وعواهنه حتى لو كان محاربا وغازيا ومستعمرا والاساس صحيح لكن التمحل والالتفاف يضيف اليه ما يجعل الحق مخلوطا بالباطل

ثم ان من الاسلام التنويري اثارة عقيدة الشك بكل معانيها وهنا ومن باب خدعة العقلانية والمنطقية يصبح كل شيء تحت مجهر السؤال والبحث ولا يمكنك ان تجيب بنص قطعي او ظني بل بادلة توافق عقلانية السائل المادية البحتة فتصبح كل اية وكل حديث ان لم يتم لمس ادلته وواقعه المادي مجازا لا يقبل في الاحكام وكل كتاب قابل للطعن حتى وان تواطئت الامة على قبوله وصحته بل تعدى الامر ذلك حتى السلف تم تصنيفهم والطعن فيهم

لا بد ان عشرات الامثلة قد لاحت امامك الان وان تفكرت جيدا فستجد ان في كل بلد شخصية من هذا النوع تمتاز بالشذوذ في الاراء والمواقف والفتاوى والمخالفة وحتى في ادب الكلام وستجد انه مقرب جدا من الطواغيت الحاكمين ويشرعن لهم حتى الزنى ولديه الف دليل ودليل ملفق تليق بتزندقه

المفاصلة في الدعوة

خذ مثلا قولهم بانه لا يجوز المفاصلة في الدعوة ويتلون قوله تعالى “ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن” فهذا اخذه هؤلاء الشذاذ وحوروه الى درجة لا يتحمل تأويل النص في اغرب حالاته فلقد بلغ الامر ان يعقد احدهم صلاة مشتركة مع ملة اخرى وعلى الهواء مباشرة واخر يرى ان البوذيين اصحاب رسالة ويرى ملاحدة العالم متفكرين لديهم ما يقولون والاغرب ان هذا النص عندهم يتحمل كل الملل والنحل وحتى عبدة الجعلان ولكنه يضيق عندهم بالمخالف من نفس المذهب والملة والبلد وهو عندهم متطرف يشوه الاسلام ورسالته السامية ويطالبون الحكام بإبادته وتطهير الارض من دنسه وكل المسألة انه يصرخ في وجوههم نعم ان الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن لكن ان تمادى الاخر وتطاول وتكبر واساء جاءه الرد على لسان موسى عليه السلام”واني لاظنك يا فرعون مثبورا” هكذا بوضوح وصراحة وصرامة

بالاستقراء وبعد الحديث السابق ومن خلال متابعة الواقع فان الاسلام التنويري التابع للانظمة والنابع من اوامر السادة في الغرب ليس اسلاما بل مظاهر اسلامية خفيفة الوقع مطوية على جوهر علمنة خفية للاسلام

الارهاب

والارهاب هو كل رفض لثقافة التمييع والتخلع باسم التحرر والتقدم وحتى النضال للانعتاق من نير الحكم الاستبدادي الشمولي وهو منحصر وبكل فجاجة في اهل السنة فقط وان تحدثت النسخ غير الكاملة من الاسلام من مذاهب اخرى وتذرعت بادراجها على القوائم السوداء فيقال لها ولاراملها في المنطقة لا تنطوي علينا مثل هذه الخدع ولك ان تتجرد ولو لدقيقة وترى صدق ما قيل

والتطرف عندهم هو الالتزام والالتزام فقط دون فعل او قول

اذا فاتباع ترامب وعبيده في المنطقة سيحاربون التطرف والارهاب الذي تحدثنا عنه وحسب تعريفهم واستعانوا في ذلك بمأجورين عليمي اللسان منافقي القلوب وانت ما زلت تتحدث عن زلة اسلامي مسجون هنا او هناك وتتبع عثرة مقاتل منذ سنوات ست لانه لا يلتزم بقرارات اطفال الوهم وكذلك وللاسف تشرعن بصمتك حربا على دينك وامتك فإلى متى؟

فيديو الدين المسالم

أضف تعليقك هنا

مروان محمد ابو فارة

مهتم بالحالة الفكرية للأمة
أبلغ من العمر 35 عاما
أمضيت في سجون المحتل الصهيوني عشرة أعوام
أحمل شهادة البكالوريوس في المهن الصحية تخصص تمريض
من فلسطين المحتلة