العلاقة الرباعية بين الاثنين – الإنس و الجن

يعتقد البعض أن الجن طليق في الكون وأنه يستطيع طمث الأنثى أو بمعني آخر معاشرة المرأة في نومها، وهناك تحذيرات كثيرة للفتاة حتي تتجنب طمث الجن لها أو معاشرتها وهي نائمة وهذا قطعا كلام اقرب الى الخزعبلات منه الي الحقائق.

لكن لماذا ساد الاعتقاد في هذه الخزعبلات وأن البعض يصدقها ويرفض الأراء التي تدحضها؟ قبل الأجابة علي هذا التساؤل نعود الي أصل الاعتقاد وهو تفسير جانبه الصواب للآية الكريمة :

فيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ( الرحمن 56 )”، لم يطمثهن: لم يمسسهن أو لم يفتضهن قبل أزواجهن

وهذه الآية في سورة الرحمن تتحدث عن نساء أهل الجنة، وجاء في سياقها لم يطمثهن قبل أزواجهم في الجنة إنس أو جن مما جعل البعض فسر مقابل النفي الأثبات وقال بأن هناك نساء من غير نساء اهل الجنة يطمثهن انس وجان، هنا يجب ان نقف وقفة تأمل ونتساءل، كيف يطمثهن انس وجان ؟

إذا سلمنا بأن لكل انسان اخ من الجن فلماذا لا نقول ان الرجل يطمث المرأة في ليلة زفافها هو وخليلها وتكون في هذه الحالة هي وخليلة الرجل، ومنطقي ان نقول ان نساء اهل الجنة لم يطمثهن انس قبل ازواجهم ولاجان لأن الأخريات طمثهن الأنس والجن أي الزوج وخليل الزوجة، هذا هو الأقرب الي الصواب وأن طمث المرأة لا يكون ابدا من الجن منفردا وإنما يكون من خلال الزوج الذي يتحد مع جن هو خليل الزوجة .

لذلك يجب أن نستبعد تماما خزعبلات طمث الجن للأنثى أو الفتاة منفردا حتي نتجنب تأثير هذا الاعتقاد الخاطئ الذي يشكل هاجسا لدي بعض الفتيات . هذا الاعتقاد الخاطئ تسبب في قلق لدي الفتاة التي تأخذ للأسف التفسيرات علي عواهنها، وأن بعض رجال الدين لا ينكرون صراحة هذه الفرضية ولا يبحثون عن ادلة مقنعه لدحضها .

نظرية العلاقة الرباعية بين الاثنين تضع حدا لهذه الاعتقادات وتفسر الآية الكريمة تفسيرا جديدا يحمي الفتيات من الاعتقاد الباطل بقدرة الجن منفردا علي معاشرة الأنس.

نعود الي نظرية العلاقة الرباعية بين الأثنين ونفسر في ضؤها ظاهرة الحب الجامح بين أثنين او التنافر والتباعد بينها بعد الحب. عندما يتحد خليل المرأة الجن برجل من الانس فأن هذا الاتحاد يكون سببا في جعل هذه المرأة في حالة لهفة علي هذا الرجل الذي سيطر علي خليلها واقترن به وتكون دائمة التفكير فيه والتقرب اليه ورؤيته في ابهي صورة او بالمعني آخر يخلب عقلها.

وفي المقابل لو ان امرأة اتحدت مع قرينة رجل فان هذا الرجل يري هذه المرأة أجمل نساء الارض ويكون متلهفا لرؤيتها والتقرب اليها، هذه الحالة التي تنشأ هي حالة رباعية بين اثنين نتج عنها لهفة كل طرف علي خليله الذي اتحد مع الطرف الاخر وهذه اللهفة هي حب جامح قوي نتيجة للتبادل الذي تم والذي قد يستمر طويلا وقد ينفض سريعا .

عند استمرار هذه العلاقة الرباعية بين الاثنين يظل الحب ملتهبا والاشواق مشتعلة ويقضي الحبيبين اسعد ايام حياتهما ولكن في حال تدخلت بعض العوامل ونتج عنها انفصال خليل المرأة عن الرجل وعاد اليها فقد يحدث انهيار للعلاقة بشكل سريع وخاصة لو انفصلت عن المرأة خليلة الرجل ايضا.

العلاقة في هذه الحالة اصبحت في وضع جديد لايتحمل فيه اي طرف كلمة للطرف الاخر ويتم تصعيد المشكلات بشكل غير طبيعي وهذا ناتج عن انفصال خليل المرأة عن الرجل وخليلة الرجل عن المرأة

لكن لماذا تنفك العلاقة الرباعية بين الاثنين؟

هناك اسباب كثيرة منها الموضوعي والخاص بمشكلات الحياة ومنها الروحاني الذي تلعب فيه علاقات جديدة دورا مهما. وبالنسبة لمشكلات الحياة ندعها جانبا ونركز علي الأسباب الروحية التي تتصل بالخليل او الخليلة للزوج والزوجة.

بداية لو ان الزوج لفتت نظره امرأة اخري واستطاعت هذه المرأة ان تعطي خليلها الجني للرجل ففي هذه الحالة سوف تشعر الزوجة او الحبيبة القديمة ان الزوج تخلي عن خليلها هي، بالمناسبة هي تمتنع عن التواصل الحميم معه اذا كان فعلا احتل جسده خليل امرأة اخرى وتبدأ من هنا المشكلة.

الزوج هو ايضا لم يعد يطيق الزوجة لأنها استردت خليلها والذي يتحدى الخليل الجديد العالق او المتحد مع الزوج وتصل الامور احيانا الي ارتكاب جريمة قتل، والرجل الذي يستقطب اخلاء الاخريات يؤثر سلبا علي الحالة المزاجية للزوجة لان خليلها يتضرر من الغرباء الذين يأتي بهم الزوج الي البيت ما بين وقت وآخر.

في المقابل لو ان رجلا غريبا دخل حياة المرأة فان خليلته تزيح خليلة الزوج وتتحد هي مع المرأة وبذلك تتلهف هذه المرأة الي الرجل الآخر ويصبح هو شغلها الشاغل لان خليلته معها وتنفر من زوجها وقد تصل الأمور أحيانا الي القتل.

المقال القادم عن العلاقة الرباعية بين الاثنين ودورها في المثلية والشذوذ

فيديو القرين

أضف تعليقك هنا

د. الامير صحصاح

د. الأمير صحصاح