شعب يعلم ولا يعمل؟!

منذ ان دخلت الكاميرا مكان اغتيال الشهيد باسل الاعرج واكتملت الصورة للمتابع وغير المتابع من يكون وما الذي فعله وما الذي يحمله من افكار وما قام به بناء على ما يحمله من افكار, فان المتابعين بدؤوا كالعادة بصناعة الهاشتاقات الرد-فعلية وقالوا انه الشهيد المثقف والباسل الثائر الذي سبق الجميع.

سبق صحفي

غير انهم لم يتوقفوا عند كثير من اقواله التي بثتها المواقع وأحصتها المواقع الاخبارية التي يهما السبق الصحفي اكثر من المحتوى فمثلا من ذا الذي وقف عند قوله ان الثقافة تعني الاشتباك وإلا فلا نفع فيها, وقد اثبت صحة مقولته بفعله الذي يستغله معظم النشطاء الان ويستغلونه كمنصة لمهاجمة من كان السبب, ومن ثم يسحبونك في جولات طويلة من المونتاج لنفس الافكار والكلمات, والمهم من هذا المونتاج ان يتم تذييل المادة الاعلامية المكررة باسم ذلك الناشط او تلك الجهة.

وأما اذا انتقلنا للحديث عن الثقافة وكيف انها كما قال الشهيد  لا بد ان تؤدي الى اشتباك, فانك تجد من يستغلون حوادث الاغتيال والأسر في البلد المحتل يزعمون في حالة الرخاء انهم الملاك الاعلى في الثقافة وانه لا يشق لهم غبار، حتى اذا حمي وطيس المواجهة وبدأت الثقافة تطلب منك ان تشتبك مع حكم شمولي هنا او محتل غاصب هناك وجدتهم تحولوا الى مواضيع فرعية تعتبر من هوامش الهوامش في الثقافة الجدية الثورية، كأن يطلب منك هؤلاء التضامن مع سكان بكين لمحاربة التلوث في حين تعج سماء قراهم ومدنهم بغبار الاستيطان وغاز المواجهة مع المحتل، والضجيج الذي يهربون منه هو بكاء امهات الشهداء والأسرى، ولست ابالغ هنا فلك الان ان تعود للصفحات الالكترونية للنشطاء والمواقع المتابعة للشأن الفلسطيني، فتجد ان كل قضية اغتيال ومطاردة تكون مهمة ومن ثم اذا انهى المحتل وزبانيته المسألة باغتيال او اعتقال وجدت ان المواقع المتحدث والنشطاء البارعين قد غيروا وجهتم لأمر اخر يجلب لهم المتابعة والتهليل بمجدهم وذكرهم.

التحرر من دائرة ردة الفعل

اللوحة الفنية للشهيد باسل الاعرج مصدرها حساب الفيسبوك hasan abadi

 

والمطلوب ان نخرج من دائرة ردة الفعل التي تعتبر صنو المحتل في بلدنا المحتل، وذلك امر وثقه احد الشهداء المفكرين حيث قال الدكتور المقادمة في كتابه معالم في الطريق نحو تحرير فلسطين ما مفاده ان هذا الشعب ومنذ ان دنست اقدام الغاصبين هذه الارض يعيش في ردات الفعل، والمتتبع المنصف للتاريخ التفصيلي يجد ان الذي قاله الشهيد المفكر صحيح ولكن الى متى؟لا احد يعلم متى سنخرج من هذه الدائرة والمشكلة ان مواقع التواصل الاجتماعي قد زادت من هذه البكائيات واللطميات التي يقصد منه لا اظهار المظلومية نفسها او نصرة المظلوم نفسه، بل استغلال الحدث للوصول الى مبتغى في نفس الناشط وتحقيق مآرب لا تمت للقضية بصلة.

ان الشعب او بعضه يعلم جيدا حدود المعادلة وأطرافها ويعلم من الظالم المرتزق ومن المظلوم المطارد الذي يراد الغاؤه وإقصاؤه واذابته ومع ذلك ينحاز الشعب الى الصمت الى ان يموت المظلوم او يصفق علانية للظالم ويسبه اذا خلا بشاشته، وهكذا ستظل المسألة عالقة دون حل.

فهل يتحرر شعب يستغل شهداؤه بعد ان يقضوا ويقفل الابواب في وجههم أحياء، ام عله يتحرر وهو يلعن الظالم سرا ويهلل بأمجاده علانية؟ الذي نعلمه ان انصاف المواقف لا تجلب الا الذل

فيديو شعب يعلم ولا يعمل؟! – الشهيد باسل الاعرج

أضف تعليقك هنا

مروان محمد ابو فارة

مهتم بالحالة الفكرية للأمة
أبلغ من العمر 35 عاما
أمضيت في سجون المحتل الصهيوني عشرة أعوام
أحمل شهادة البكالوريوس في المهن الصحية تخصص تمريض
من فلسطين المحتلة