تجمع شيعي عربي

ليسوا سواء .. الشيعة في العالم العربي هم جزء لا يتجزأ من معركة الأمة العربية والإسلامية وهم في مقدمة المدافعين عن سيادة أوطانهم و أمنها في مواجهة الأخطار التي تواجهها خاصة من المخطط الصفوي الإيراني، وما دعوة الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان السيد محمد علي الحسيني وتأكيده على ضرورة إنشاء تجمع شيعي عربي يمثل الشيعة العرب تمثيلاً حقيقياً و يتصدى للمخطط الإيراني إلا بداية حقيقة نحو التوجه الصحيح لإخماد نيران الطائفية التي تؤججها إيران في عالمنا العربي و لتعزيز دور الشيعة العرب الرافضين لهيمنة نظام ولاية الفقيه والذي يستند عليه المشروع الإيراني لمد نفوذه في بلداننا العربية.

مشروع إيران الإمبراطوري 

و لقد تنبهت إيران مبكراً إلى أن مشروعها الإمبراطوري و التوسعي على حساب أمن واستقرار العالم العربي لن يقبل به كل الشيعة العرب ومنهم مرجعيات معتبرة لذا أنشأت وكما يؤكد السيد الحسيني هيئة قيادية في الحرس الثوري تصنف رجال الدين الشيعة العرب بين موالٍ ومعارضٍ ؟ وبين من يجب دعمه ومن يجب إقصاؤه وعزله و حتى قتله؟!

و لأن إيران لن تستطيع تمرير مشروعها إلا من خلال تأجيج الطائفية في عالمنا العربي ترتكز دعوة السيد الحسيني لإنشاء التجمع على قناعة راسخة بأنّه لا توجد مشكلة سنيَّة شيعية في المنطقة وإنّما المشكلة تكمن مع نظام ولاية الفقيه و أنّ الشيعة العرب في العديد من دول المنطقة كان لهم خلال المراحل التاريخية المختلفة دور كأي طائفة إسلامية أو مكون اجتماعي آخر في بلدانهم و كانوا كغيرهم عاملاً إيجابياً يسهم في بناء أوطانهم والذود عنها.

وكلنا نعلم ونرى ماذا فعلت إيران بسوريا و العراق واليمن ومن قبل في لبنان فحينما تهيمن على قطر عربي وتطلق العنان لنفوذها ومليشياتها ومرجعياتها و تفرض نظام ولاية الفقيه يعُمُّ الخراب والدمار ويكون الشيعة العرب المناوئين للهيمنة الإيرانية هم أوَّل الضحايا!

مرجع شيعي عراقي ومرجع شيعي إيراني

وهذا ما دفع مرجع شيعي عراقي كبير مثل السيد الصرخي الحسني على التأكيد أنّه عربي وليس إيرانياً و ينأى بتشيع العراق عن التشيع الإيراني باعتبار الأخير صفوياً والأول نجفياً علوياً خالصاً ويشدد على أنه لا يوجد خطاب ديني مذهبي شيعي عراقي فالخطاب الديني في العراق هو خطاب إيراني خالص وبامتياز و لا علاقة له بالمذهب الشيعي إلا بالمقدار الذي يخدم فيه سياسة السلطة الإيرانية الحاكمة وأمنها القومي التسلطي.

ويؤكد الصرخي أن السيستاني هو صنم إيران في العراق و أن مخابرات عالمية نصَّبته و قد ثبت بحقه الكثير من التجاوزات التي تؤكد أن دوره في العراق لا يتفق مع طبيعة و دور رجال الدين الشيعي ومن ذلك ما ثبت عليه من تلقيه رشوة من الامريكان بمبلغ 200 مليون دولار كما اضطر لدفع مبلغ 500 مليون دولار لحذف مقاطع فيديو إباحية إنتشرت على الشبكة العنكبوتية لوكيله ومعتمده لثلاث محافظات بجنوب العراق مناف الناجي.

و إنني لأتفق مع السيد محمد علي الحسيني على أن المملكة العربية السعودية بما تمثله من ثقل سياسي وديني وبما تتحمله من أمانة ومسؤولية تجاه نصرة الإسلام المعتدل والمتسامح وبما تمتلكه من الحكمة والعقل مؤهلةٌ أكثر من غيرها للقيام بهذا الدور الريادي على المستوى العربي والإسلامي خاصة في هذه المرحلة الحرجة والاستثنائية التي تواجهها الأمة ويجب أن تقوم بدعم ومساندة قيام هذا التجمع الشيعي العربي لتتحطم على صخرته كل مخططات الطائفية ومشروعها الفوضوي والتدميري.

وقد أعلن الأمين العام لـ«المجلس الإسلامي العربي» في لبنان عن تحويل المجلس إلى تجمع عربي شيعي واسع يحتضن كل الجهود والطاقات ويتفاعل مع كل الشخصيات والهيئات العربية الشيعية العاملة من أجل وحدة الصف العربي وأكد الحسيني أن هذا التجمع والذي مقره في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت سيكون الممثل الرسمي لكل الشيعة العرب من أجل التواصل والتنسيق مع كل الدول العربية وستكون استراتيجية التجمع هي استرجاع إخواننا من الشيعة العرب المنخدعين بالأضاليل من أحضان نظام ولاية الفقيه.

وإذا ما توفرت الإرادة في العالم السني لدعم هذا التجمع سيكون لهذه البادرة صدى كبير واستجابة واسعة لدى الكثير من المرجعيات الشيعية المعتبرة في عالمنا العربي والذين يتفقون على أن إيران المسؤولة عن تأجيج الطائفية في دولنا و في سبيل تحقيق أغراضها تستعمل الشيعة العرب وبعض المغرر بهم؟!

فيديو من يُمثِّل الشيعة في العالم العربي ؟!