هدى حسين قٌرابة نصف قرن من العطاء

بقلم: قصي عبدالله

إذا قرأت كلامي وأزعجك فتأكد بأنك المقصود.

لم أكن من متابعي هدى حسين حتى عام 2008م ،هذا العام الذي شكل نقطة تحول في مشوارها الفني ومن خلال (فايقة) و (عايشة) أعطت هدى حسين درس لكل مُشكك في قدراتها وأخرست كل الألسنة التي تطاولت عليها منذ عودتها للكويت في عام 2001م ،فبعكس ظنونهم قامت لهدى قومة و سجل مُحبوها أسمى درجات الوفاء والإخلاص بالتاريخ.

وبعد عدة تجارب لاقت نجاح جماهيري متواضع ،بدأت هدى حسين إستثمار سنوات الخبرة ورسم ملامح نجومية مُستحقة من خلال (أميمة بدار الأيتام) ،(الورثة) و (الملكة) الذي إرتبط بإسمها ومع توالي النجاحات عادت هدى لمكانها الطبيعي بالمقدمة ،المكان الذي ظل فارغاً طوال فترة غيابها بقطر.

حسب شهادة المخرج غافل فاضل فإنها لم تستهلك حتى اليوم كامل طاقاتها وهذا دليل على أنها كمنجم الألماس كلما حفر مخرج محترف به كلما زاد ثراءً .

هدى حسين بدور فاطمة أم عبدالله

و رغم تلون وتنوع ماقدمت خلال مشوارها الطويل إلا أن دور (فاطمة أم عبدالله) بخادمة القوم هو الأقرب لحال هدى، وما نراه من محاولات إعلامية للتقليل من حجم نجوميتها من خلال عدة طرق ،قد يكون أحدها هو مقارنتها بمن هم بعمرها الزمني وإهمال فارق الخبرة وسنوات العمل.

هدى الأُم التي أعطت أبنائها دون حدود ،فساهمت عبر مسرحها بإعدادهم و تكوين شخصياتهم وغرس القيم النبيلة داخل ذواتهم حتى أصبحوا فاعلين في المجتمع الكويتي ،والبعض منهم إمتهن المجالات الفنية والإعلامية وأصبح ذو شأن ،ولكن كفاطمة لم تلقى هدى سوى الجحود والنكران من البعض ،فحين تحتاج لموقف حق لا تجد منهم سوى مجاملات لا قيمة لها.

هل يحترم صغار النجوم كبار النجوم

خلال سنوات أُتابع بصمت ما يُكتب و يُقال عن هدى حسين بالصحف و وسائل التواصل الإجتماعي من صحفيين ،نقاد ،وفنانين وأستغرب كيف لفنانة بقامتها و موهبتها العبقرية أن تُعامل بجفاء بعد كل ما قدمت للفن بالكويت ! وهنا أخص هذا المجال والمشتغلين به لأن مُحبوها هم السند الوحيد لها في هذه الحرب إن صحت التسمية.

قرأت العديد من الإنتقادات التي طالت بعض أعمالها الفنية بالسنوات الأخيرة ولا ضير بذلك فالنقد وارد ولا يوجد عمل متكامل 100% ولكن عندما تُقدم هدى عمل جدير بالمتابعة والإحترام لا نجد سوى ملاحظات عابرة وتهانٍ خجولة من باب رفع العتب.

و على سبيل التشابه بينها وبين فاطمة ،فشكراً مفرح الشمري لكونك كسرت جليد ما حدث بكواليس العمل وطالبت صغار النجوم بإحترام الكبار عمراً وقدراً ومكانة ،لو لم تقلها لما سمعنا كلمة (عيب يا بنت) من أي أحد مع العلم أن الدنيا ثارت بوجه إحدى الإعلاميات عندما أخطئت بحق فاشينستا .

أما آن الأوان لتحصل هدى حسين على حصانة فنية تقيها طيش نجوم هذا الوقت وتمنحها إحترام صحافة برتبة فانز، وكتاب محتوى بوسائل التواصل الإجتماعي دخلاء على الوسط الفني و هم نِتاج غياب الحركة النقدية العلمية؟

هل القدارة مجرد صفة تسبق إسم الفنان ،أم أنها حق مُكتسب لمجمل عطائاته ويوجب الإحترام ،الدعم ،والتشجيع دونما غيرة ،أو حقد لأسباب لا تمت لمبدأ الفن يوحد الشعوب بصلة.

أم هل يجب على هدى حسين أن تشتري الأقلام كغيرها فتحصل بموجب هذه العملية على جيوش تساندها و تصفق لأخطائها وتتفنن بخلق المبررات والأعذار للعيوب الفنية بأعمالها؟

هدى حسين إما أن تكوني كطائر الفينيق يحترق عطاءً ومن رماد محبة الجمهور يولد من جديد أو أنتِ أُم لهذه الأجيال فقوّمي إعوجاجهم و وريهم العين الحمرا.

بقلم: قصي عبدالله

أضف تعليقك هنا