اعتقاد الفرقة الإمامية في القرن الرابع

نشرت مجلة المنار التي صدر أول عدد منها في 22 من شوال 1315هـ وبالتحديد في المجلد الثالث عشر رسالة من البحرين يتحدث فيها الكاتب عما سماه البدع والخرافات والتقاليد والعادات عند الشيعة وموجهة إلى الشيخ محمد رشيد رضا وهذه الرسالة أمانة وتحمل الكثير من الحقائق الهامة لذا وجدت نفسي مستأمناً لنقلها ومما جاء فيها :
نقلاً من كتب علماء ذلك العصر ـ طبعت في طهران و تبريز ـ قال الشيخ محمد بن بابويه القمي الشهير عندهم بالصدوق صاحب كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) في رسالته المطبوعة في طهران ( باب الاعتقاد في القرآن : إنه كلام الله ووحيه وتنزيله وقوله وكتابه وإنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم ، وإنه القصص الحق وما هو بالهزل ، وإن الله تبارك وتعالى محدثه ومنزله وربه وحافظه والمتكلم به .
باب الاعتقاد في مبلغ القرآن : اعتقادنا أن القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو ما بن الدفتين وهو بأيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ومبلغ سوره عند الناس مئة وأربعة عشر سورة ، وعندنا الضحى وألم نشرح سورة واحدة ، وألم تر ولإيلاف سورة واحدة ، ومن نسب إلينا أنَّا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب – إلى أن قال : باب الاعتقاد في نفي الغلو والتفويض – اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله جل اسمه ، وأنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلة وإنه ما صغر الله جل جلاله تصغيرهم بشيء كما قال تعالى ? { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا المَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ } ( آل عمران : 79-80 ) إلى أن قال : وكان الرضا يقول في دعائه : اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة ، ولا حول ولا قوة إلا بك ، اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نعلمه في أنفسنا ، اللهم لك الخلق ومنك الأمر وإياك نعبد وإياك نستعين اللهم لا تليق الربوبية إلا بك ولا تصلح الآلهية إلا لك فالعن النصارى الذين صغروا عظمتك والعن المضاهين لقولهم من بريتك ، اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك لا نملك لأنفسنا نفعًا ولا موتًا ولا حياتًا ولا نشورًا ، اللهم من زعم أن لنا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك منه برآء ، رب لا تذر على الأرض منهم ديَّارًا ، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا .
يقول كاتب الرسالة : فيا ليت علي بن موسى الرضا صاحب هذا الكلام يخرج ويرى ما يفعل عند قبره في طوس من الوثنية التي بعث جده صلى الله عليه وسلم لإزالتها والعجب من علمائهم كيف أنه لا يوجد كتاب من فقههم إلا وفيه : لا يجوز البناء على القبور والسرج عليها وتجديدها وبناء مساجد عليها ، ثم لا ترى منهم منكرًا لذلك بل يعدونه من أفضل القربات استدلالاً بما قال الشيخ محمد حسن النجفي صاحب كتاب الجواهر المتوفى في أواسط القرن الثالث عشر على عدم جواز البناء على القبور عند ذكر صاحب المتن أنه لا يجوز . وقال أمير المؤمنين لبعض أصحابه ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدم القبور وكسر الصور ، وقال أيضًا : كل ما جعل على القبر من غير تراب القبر فهو ثقل على الميت ، وقال الكاظم لا يصلح البناء على القبر .
وأضافت المنار على رسالة الكاتب : وفي كتاب محمد بن يعقوب الكليني عن سماعه قال سألت الصادق عن زيارة القبور وبناء المساجد عليها فقال : ( أما زيارة القبور فلا بأس ولا يبنى عليها مساجد ) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجدًا فإن الله لعن اليهود حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) , واستدل صاحب الجواهر على أنه لا يجوز حمل الجنائز بقوله وفي دعائم الإسلام عن علي أنه رُفِعَ إليه أن رجلا مات بالرستاق فحُمل إلى الكوفة فأنهكهم عقوتة وقال ادفنوا الأجسام في مصارعها ، وفي السرائر أنه بدعة في شريعة الإسلام ، والعجب من فقهائهم المتأخرين فإنهم حين يذكرون في كتبهم عدم جواز البناء على القبور وإيقاد السرج عليها يقولون : وينبغي أن يستثنى من ذلك الأئمة لأن قبورهم من البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، هذا هو دليلهم على عبادة القبور وجعلها أوثانًا تعبد من دون الله وأخبار أهل البيت مروية في كتبهم يضربون بها عرض الحائط .

فيديو اعتقاد الفرقة الإمامية في القرن الرابع

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان