الجاسوس إبليس …!

بقلم / حَــــسَـــنْ مُـــحـــمّـــد الشَبْوي

الشيطان والتمييز بين الطيّب والخيّب

سئمت من هذه الحياة ,غطّتْني سحابة من الهم, واعترتني الأحزان, لا أدري من أين أتيت! و لماذا جئت إلى هذه الدنيا! و كم سأبقى على هذ البقعة! و إلى أين أنا ذاهب! مشاكل وابتلاءات تزداد يوماً من بعد يوم ! الناس يعاملونني بسوء الأخلاق! القريب منهم أصبح بعيداً, والخيّر فيهم لم أعد أرى منه الخير, وأهل الشر يزداد شرهم ,أصبحت وحيداً في عالمٍ فسيح ,لا أرى منه إلا القبيح ,والصديق الجريح, لم أعد أستطع أن أميّز بين الطيّب والخيّب, صراعٌ في الفكر ,شتاتٌ في العقل, مشاكلٌ في الشرق, مشاكلٌ في الغرب, لا مودة, لا تراحم ,لا انسجام ,لا احترام,لا سعادة ,لا راحة هنا أو هناك ,لا أعلم ما الذي يحصل! أشعر وكأني في دوّامة من الترّهات, لقد تعبتُ كثيراً , ليتني أعود طفلا…

إبليس والشباب

نعم؛ قد تكلم قلب ذلك الشاب على لسان ابليس الغبي, شابٌ رأيت على وجهه الهم, خرجت تلك الكلمات من قلب مقيّد بسلاسل الأوهام, ومكبلٌ في إحدى الزوايا المظلمة والموحشة ,ذلك الشاب دفن نفسه بتراب البعد من الله, وانحنى برقبته لمكائد الشيطان ,بسوء ظن في ربّه, ويأسٍ دار حوله, فأعمى بصيرتهُ.

قلت له: أيّها الشاب المهموم لا تحزن إنّ الله معنا ,لا تيأس فالله معيننا, يقول الله تعالى: {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
أيّها الشاب: سأجيب عن تساؤلاتك حول سبب وجودنا في هذه الحياة بآية من كتاب الله يقول فيها: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
كلنا مسلمون نعبد الله ,نتفاوت في الدرجة, ونختلف في الدخول من أبواب الجنة.

وأما عن كثرة البلاء والامتحان في هذه الحياة فيقول ربي: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ}، ألم تسمع بقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم عندما قال: (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ، ولا سقم ولا حزن ، حتى الهم يهمه ، إلا كفر الله به من سيئاته).

أيّها الشاب: انهض و أنفض عنك غبار الذنوب , وسارع بتوبة لربٍ يسترُ العيوب, قفْ شامخاً لترى نور الفجر في أوّله, فقد زالت غياهب الظلمات , و أشرقت الشمس بنور ربها .

أنت شاب في عمر الزهور: اسبح في بحرك, وغص في عمق ذاتك, واخرج اللآلئ والكنوز, وحدد لك رؤيةً تسمو بها للمعالي, ورسالةً تعيش بها سعيداً وتحقق كل الأماني.

هو عبء على الحياة ثقيـل

مــن يظنّ الحياة عبئا ثقيلا

والــذي نفـسه بغـير جمــال

لا يرى في الوجود شيئاً جميلا

أيّهـذا الشّاكـي ومـا بـك داء

كن جميلاً ترى الوجود جميلا .

بقلم / حَــــسَـــنْ مُـــحـــمّـــد الشَبْوي

أضف تعليقك هنا

حسن محمد الشبوي

حسن محمد الشبوي

بقلمي همة تنطح الجبال ✍️️ و إبداعاً يفوق الخيال snap:h3sn7