الحب بين الأفلام والواقع

الحب في الأفلام

سعت الأفلام والمسلسلات لتسويق مفهوم محدد من الحب. حب لا تتخلله لحظة ضيق أو لحظة ضعف ،حب اسطوري يشقى الممثلون شهورا تحت الإعادة مرارا وتكرارا ليخرج لنا ساعتين من السعادة الخالصة التي لا تتعكر بأمزجة المختلفة لطبائع البشر، ذلك البطل الاسطوري الذي يكون دائما حاضرا لحظة تفكير محبوبته به ،الذي يأخذها لمغامرات لا تعرف إلى أين ولكنها تذهب وتضعه هي في مصائب كثيرة ولكنه يتقبل كل ذلك دون أن يوجه لها نظرة إنزعاج أو ضيق بسبب حماقتها .

يترسب مفهوم إن الحبيب هو إله الذي يغنيها عن أهلها واصدقائها وعلاقتها بالمجتمع بأكمله فصار الاب والابن والاخ والحبيب والصديق وربما يكون الطباخ والنادل والبواب إذا لزم الأمر وكذلك العكس للبعض فيصير كل منهم محور حياة الآخر وهذا ما سيؤدي حتما فيما بعد إلى الانفصال .

تبدأ العلاقة إما بإعجاب ثم إرتياح وصداقة ثم تنقلب الموازين بتصريح بالحب كل منهم للآخر. يجد كل منهم امام قائمة من الملزمات الموروثة من الأفلام عليه فعلها بحذفيرها وإلا يطعن في حبه للآخر فيثقل كل منهم بقدر يفوق تحمل الانسان الطبيعي.

كن حر في حبك

لذلك قلت “وليستمر الحب لا تخبرهن بذلك فهم يلقون بموروثهن في وجهك كدفتر مليئ بأحكام لم تنفذ بعد. وينتظرون منك أن تعاملهن كما يرونه هم أنه حب …تذكر دائما إنك أفضل بدون البوح …لا أقول أن تستغل حبهن لك بل أخبرك بأن تعاملهن كما يملى عليك مفهوك للحب…كن حر في حبك أحتفظ بكثير من صورتك التي ألفوك عليها لا تفتح لهم خزائن أسرارك فهن يضحون بكل شئ مقابل الفضول فضحي أنت بكل شئ من أجل استمرار الفضول .” وهذا لا اعتبره حل جذري لما نحن فيه من مغالطات لمفهوم الحب الذي أدى لكثير من العلاقات الفاشلة بسبب عدم قدرة الطرفين على الاستمرار في العطاء .

الحب في وجهة نظري هو التمسك بالآخر دون شرط أو قيد وبدون ظن سوء وقدرة على تحمل الآخر بكل ما هو عليه وإلى ما سيتعرض له من تغيرات سواء كانت إيجابية أو سلبية وتقبلها هو الظن الحسن في كل الأحوال والعفو الشامل هو العطاء على قدر المستطاع وعدم المقارنة بين أيهم يحب الثاني أكثر هو خوف كل منهم على أن يثقل على الآخر هموم فوق همومه هو المودة والرحمة والتقدير والاحترام فالأحبه أولى بالاحترام من الغريب هو تجاوز العقبات وعدم التضييق هو الثقة العمياء والتقدير في الغياب بإختصار هو حب الروح هو حب صوفي خالص نقي وليست منافسة من أحداهم أو تعقب أخطاء.

بالتأكيد سيمر لحظات ألم ولحظات ضيق وتعب لن يكون أحدهم قادر على أن يكون بجوار الآخر ولحظات يكون كل منهم بداخله ما يجعله غير قادر على رؤية إحتياجات الآخر ورغم ذلك تمر دون أن تنقص من حبهم شئ .

والاهم من ذلك الا تقطع صلاتهم بالأقارب والاصدقاء فحبهم يدفهم ليعيشان الحياة متشاركان وليس ان يعتزلان عن العالم بأكمله .

فيديو الحب بين الأفلام والواقع

أضف تعليقك هنا