الولاية الاسلامية تاريخاً وتكويناً – #ايران #ولاية_الفقيه

بقلم: كمال انمار

الدولة الإيرانية مثال على الولاية الاسلامية

الخلافة بعد الرسول (ص)

لطالما كانت الولاية محط خلاف ونقطة نقاش واجتهاد ومركز تحارب ولعن ورجم وأمر يغيض البعض ويثير نزعة التهاجم بين المسلمين وخاصة المذهبين المعروفين ولطالما اجتهد العلماء الفقه والدين لتوضيح النص القراني وفهم محتواه الفعلي على الوجه التكاملي فلا تخبط فيه ولا تنصل وفهم أية الشورى التي تنص على الولاية والتناظم في الشؤون لم يخص الرسول ص احد بعد وفاته وهذا مااتفق عليه أغلبية أئمة الفقه والعلوم الاسلامية والحديث واصحاب الحديث على ان الرسول لم يحدد احدا للولاية وترك المسلمين يجتهدون في تحليل النص القراني وتفسيره وفق ذلك العصر والذي اجمع على ابو بكر الصديق رض خليفة وتمت بعده اختيار الخلفاء الراشدين رض ولطالما كانت هذا النقطة هي نقطة اختلاف فقهي بين العالم الاسلامي والمذهبين فيه .

خلافة أبو بكر

ولكن فلنتدبر الامر في عقولنا ونفكر فيه الرسول لم يترك ولي بعده وهذا تطبيقا للنص القراني في ولاية وخلافة المسلمين أنفسهم بأنفسهم بعد وفاته ص فمن المستحيل على العقل تصديقه او قبول النقاش به هو ان ابو بكر قد اخذ الخلافة في محط طمع حاشا مقامه منزلته العالية في لن يكون طامعا في حكم ومنصب بعد ان كان خير صحاب ومرجع للرسول ص وايضاً يستحيل على العقل ان يكون عمر او عثمان (رض) ان آخذا المنصب طمعا او تفردا واستبدادية فهذا غير صحيح وغير ممكن في مكانتهم الشريفة.

الخلافة في العصرين الأموي والعباسي

ولاية المسلمين لم تكن موجودة في العصر الأموي والعباسي في الحقيقة ولا غيرها من العصور وكانت مبادى تلك العصور هي مبدأ الوراثة الذي يعد مخالفا لامر الشورى ومحيط خلاف اخر للمسلمين وعدم مناهضتهم لامر مثل هذا على الرغم من ان علماء الفقه قد كثروا في العصرين الأموي والعباسي لكن من لعجب انهم لم يدعوا لإقامة حكم شورى فيه ولا يحاولوا قط وهذا دليل واضح على القبول الوقتي والخوف من الزوال الاسلامي جعل الحكم وراثي ليضمن سلامة من كان يجري ودر الخطر ولو لفترة وتحرير اكبر قدر ممكن من الاّراض فاعتقد ان هذا ماجعل العلماء الفقه والدين من الضغط على إقامة حكم شورى الذي نصت به الآية على إقامته بين صفوف المسلمين.

الخلافة (الولاية)

ان مسالة الولاية هي مسالة متجذرة تاريخيا من الناحية الوضعية والتكوينية ولم يجتمع علماء وفقهاء الدين الاسلامي واصحاب الشريعة ورواة الأحاديث لتحديد الولاية من حيث البناء العميق والوجودي ولم تتخذ مفاصلها اجمع في عصور سالفة الا ان هناك توجيهات لبناء الولاية العمقي و تثبيت دعائمها الشرعية في البلدان الاسلامية عامة فالولاية اصلها الولاء والولاء هنا يكون جماعي متعدد اي الولاء بالنسبة للناس والولاء بالنسبة للشخص الذي سيكون وليا اي ولاء الامر وتسليم الرعية امرهم لهذا الوالي.

ولم تكن الولاية قائمة لزمن طويل من النشأة الاسلامية فهي قد بدأت منذ وفاة الرسول ص وتسلم الخلفاء الراشدين أمور المسلمين نلاحظ ان هذه الخلافة الفريدة هي مبدأ للخلافة الصحيحة التي تقوم على مبدأ الشورى والرجوع اي التشاور في اي امر اجتماعي كان او سياسي او اقتصادي او عسكري كان في الدولة ولذا نلاحظ ان عصر الراشدين قد كلن ذهبيا بمعنى الكلمة ووجود الفتوحات التي امتدت الى خارج شبه الجزيرة وأنجز العرب في تلك الفترة انتصارات عسكرية لتمثيل لها وأنجبت الأمة ابطال خالدين وسبب ذلك التقدم العسكري والاجتماعي هو أصل الولاية واساس عملها المتبع آنذاك وكانت الخلافة قد بدأت من ابي بكر الصديق انتهاء بالحسن بن علي رض ومن هنا كانت بداية الولاية ونهايتها والولاية الصحيحة تتبع الشورى اولا واخرا.

ولاية الفقيه في إيران

حكم إسلامي

ولكن لو راجعنا التاريخ سوف لن نجد اي ولاية او دولة قامت على أساس الشورى والديمقراطية وتعددية الرأي والمشاورة بين الجميع وضرورة تسليم الولاية اذا كان الولي غير كفوء او مجتهد او ما الى ذلك ولكن في عصرنا الحديث ظهرت ولاية بنوع اخر وصورة مختلفة عن ماكانت تعرف وهي (ولاية الفقيه) هي اول ولاية إسلامية في التاريخ الحديث قامت في ايران والتي تعتمد أساسا على الحكم الاسلامي وترشيح ولي من المسلمين المجتهدين اي خط الشهادة وكذلك خط الخلافة (كما ذكر محمد باقر الحكيم (النظرية الاسلامية بين النموذج والتطبيق ) والتي تنص هذه النطرية على ان ايران يرأسها ولي منذ الثورة الإيرانية وإخراج الشاه وتحول الحكم من استبدادي الى حكم إسلامي يتبع الولاية والشورى في قراراته كما بين (محمد باقر الحكيم)

أسلوب مختلف عن الولاية الاسلامية الراشدة

ولكن ان النوع والصورة التي طرأت على ولي ايران هو انه يكون من خط الشهادة اي مجتهدا دينيا وإسلاميا ويكون متبعا لمبادى الاسلام وليس علمانيا كما في اغلب بلدان العالم فولي ايران هو إسلامي ديني، ونرى ان ايران الدولة الوحيدة التي نظام حكمها إسلامي يأخذ بمدا الشورى على الأسس المتبعة في القران والسنة وقد حققت ايران انجازا كبيرا في تحويل حكمها الى هذا النظام الذي يأخذ بتعددية الرأي والاختلاف في السياسات ولكنه لديه شروط ايضا وواجبات وحقوق على مواطنيها (الرعية) بأسلوب مختلف عما كان في الولاية الاسلامية الراشدية كما ان اختلافات الولاية بين تلك وهذه هو مجريات الزمن وماطرا على الأمة من تغيير تركيبي وعقلي وتصاعد التطور والابتكار اثر كبيرا على بنية المسلم والإسلام .

بقلم: كمال انمار

أضف تعليقك هنا