بالتوبة مطالب المرء فى كل لحظة من لحظات حياته, إذ لا حياة كاملة أو لا حياة تتشبع بالفضائل , لذا وجبت التوبة وانتفى بالمقابل الغرور بالعمل مهما علا وفضل .
التوبة
يصارع الإنسان دوماً , فتارة يصارع الشيطان وتارة يقاوم هواه وتارة يغالب نفسه التى غلبته وقهرته , إنه دائماً فى صراع ما دام بالقلب حياة ومن الأنفاس بقية , إذن توجيه الله للإنسان بدوام التوبة كان فضلاً منه ورحمة وكان أفضل الفضل قبوله – جل شأنه – لها بكرمه , فكان الفضل له فى المبدأ والختام ” ثم تاب عليهم ليتوبوا ” .
ولكن لا يستوى من أخطأ مرات ومرات ذات الخطأ بمن أخطأ مرة واحدة عن غيرما قصد , فكانت التوبة عليه سبحانه أى استحقاق التوبة منه على عبده للذى عمل السوء بجهالة ثم تاب من قريب , أما غيرهم فإن توبة الله عليهم توبة شاملة ( يشعرون بها ) تبعد عنهم بمقدار نقضهم عهد الله الفينة بعد الفينة ” فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ” , إذن فقساوة القلب التى تجدها فى قلبك أخي المؤمن إنما هى من عقوبات معصيتك المتكررة , وكل منا على نفسه بصيرة , فلتصبر كثيراً فى بداية توبتك الحقيقية الصادقة , ولتكن هذه المرة آخر عهدك بالمعصية واطلب لجوءاً دائماً إلى جوار الله وادخل فى حمى الملك .
ولكن إن دهاك من نفسك مرة أخرى داهى الطبع فارجع وتب , ولو فى اليوم ألف مرة , فإن الله غفور رحيم , ولكن لو صبرت قليلاً وشكرت لهو خير للصابرين , وتذكر دائماً أن الله يحبك ويعطيك ويسترك ويتفضل عليك على الدوام فاستح .
الصبر
الصبر مثل اسمه مر مذاقته … لكن عواقبه أحلى من العسل
وكما قال الشاعر :
قد كان ربى واللطيف من اسمه … ما غاب عنىوالسحاب مطيــر
عبدى إليك أمد طوق كرامتى … وأنا خلقتك غايتى التعميـــــــــــر
عبدى الزمان خلقته وجعلته … طوع اليدين أتاك منه نذيــــــــــــر
إن الكريم إذا أتاك نذيره … فاحذر لأن المفنيات كثيــــــــــــــــــــــــــر
عبدى حمتك من الذنوب محبتى … ولأنت فى هذى الديار نزيــــــل
وغداً يعرفنى الحقيقة سيدى … وأنا لرب العالمين ذليـــــــــــــــــــل
إنى أتيت من الذنوب مهالكاً … هذا وظنى فى الكريم جميــــــــــل
وغداً سيشملنى الكريم بعفوه … إن الكريم لكل ذاك مزيـــــــــــــــل
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم