إلي رفيق


كنت أعلم أن أفراحنا ستنتهي ذات يوم ، وكان خيالي الواسع جدا يتجهز لذلك، فكرت في كل شئ لكن لم أتوقع أن ننتهي بتلك الطريقة الكاسرة .

عندما افترقنا في ذلك المساء الحزين عندما داهمني الشوق والحنين دفعة واحدة بلا هوادة، حيث يتوقف كل شيء في حلق الضجر ونختنق باحثين عن سبيل أمل علهم يعودون
كنا نسوس الوقت ونقتبس الفرح حتى من أشد الليالي قلقا، كنا نبني أكواخنا المنفية في غياهب الأدغال البعيدة لنربي أحلامنا ونزرع الورد على ضفاف نهر من نسج خيالنا نرسم مساراته بأعيننا  ونكتب قصائد للتائهين والغرباء ندعوهم إلى حفلات باهرة بعيدا عن صخب الحضارة
كنا وكنا، إلى أن غِبتُ فجأة وانسحبت لتترك قلبي مبتورا مُعلقا في منتصف الدرب مُنتظرا النهارات الطويلة حد السأم متعلقا بكل خيط ممكن أن ينجو به من اليأس متسائلا عن الوعود التي بُليت والآمال التي تذوي كل غروب والتريُث والغد الأفضل وكل تلك الأشياء الغبية التي تتركننا معلقين في قاعات الإنتظار ببلاهة لأعمار تتواصل إلى ما بعد الموت .

كنتَ كاذبٌ جدا تبحثُ طيلة الوقت عن بطولة زائفة , لم يكن الأمر يتعلق بذكري أو وعد كان الأمر يتعلق بشئٌ آخر لا أدري , أنا الآن حزينة جدا لم يعد لكل الوجود معنى حتى أنني فكرتُ في الإنتحار ذات ليلة . اكتب لي ، حادثني ولو لمرة واحدة صادقة ، أقنعني بجدوى وجودي في هذا العالم وأنك لا تزال هنا  بكل صدقك وحبك وأن كل شيءٍ كان كابوسا مُرعبا.
اكتب لي !

فيديو إلي رفيق

أضف تعليقك هنا

إيمان مصطفى محمود

إيمان مصطفى محمود

من مصر - الأسكندرية تكتب في جريدة شباب مصر الإلكترونية وصحيفة الحوار المتمدن.