الإسلاموفوبيا

كنتُ أنظر إلى مصطلح (الإسلاموفوبيا) نظرتي إلى مدينة أفلاطون الفاضلة، كليهُما محض سفسطة لا أكثر، ولكن هل هنالك إسلاموفوبيا حقاً؟ هل تتذكر يا صديقي المثقف رفضك لما كان يُقِعهُ النظام المصري على عاتق (جماعة الإخوان) من عقوبات وإتهامات دون أدنى دليل؟ بعض الشواهد التي لا تمت إلى المنطق بأدنى صِلة لا اكثر ويصدق العوام ويصفقون ويؤيدون كالعادة كل ما يقع على المذكورين أنفاً، إن الأمر لا يختلف كثيراً إذا ما عقدنا مقارنة صغيرة بين ما حدث لهذه الجماعة وبين ما يحدث للإسلام والمسلمون من إضطهاد غير مبرر ما دامت لا تتوافر الأدلة على إدانتهم، ولكن هل هنالك مغالطات في الإسلام؟ هل تتحملون النقد حتى أخبركم بما يلوج في صدري وعقلي؟ هل تم إستغلال هذه المغالطات من قِبل البعض لحصد الثروات والنجاح السياسي؟ ماذا يحدث بمِصرنا؟ هنالك أجوبة لما طُرِح من تساؤلات ولكنني سوف أقتصر بالرد على أخرهم، أليس من الإجحاف أن نُلبِس الأحداث الجارية لباس الصراع الديني والعنصرية المذهبية؟ ما هي مصلحة المسلمون في مصر بما يحدث الآن؟ هل ينشدون التفوق العددي؟ ولكنهم متفوقون بالفعل، إذاً هم لا يرغبون بوجود (الأقباط) داخل وطنهم؟ ولكن ألا يتنافى هذا مع ما نلاحظه في واقعنا من الصداقات المُنعقدة بين الطرفين؟ أنا لا أنفي وجود الخلافات بين الطرفين في بعض الأحيان، بل وتوجد بعض الأحقاد كذلك والسخرية، ولكن أليست هذه المفاهيم متبادلة بين المجتمع ككل؟ نحن نسخر من بَعضُنَا البعض في معظم أوقات يومنا، ويحقد البعض على الآخر بل ويتمنى هلاكه، ولكن هذه صفات بشرية وليس من الصواب الخلط بينها وبين الإسلام، الإسلام ليس البئر الذي تخرج منه هذه المفاهيم بل الإنسان هو البئر، ولكن هذا لا ينفي تورط الإسلام أو علماء الإسلام بصورة مباشرة أو غير مباشرة فيما حدث وسيحدث، ما الذي ينشده المسلمون من القتل؟ بمصلحة من تصب هذه الأحداث؟ ألا تصب في مصلحة النظام؟ لماذا كثرت هذه الأحداث مع إقتراب الإنتخابات الرئاسية؟ هل تشعرون بالفزع؟ هل تريدون الأمن؟ هل أنتم مضطربون؟ حالة من الإكتئاب الوجودي تسيطر عليكم؟ هذا ما ينشده النظام، يرغب النظام بقطع جميع الألسنة وقطع الأيادي التي لا تلوح بالموافقة على ما يفعله وما لا يفعله، التصفيق للفشل وتحويله إلى نصر عظيم، هل فشل النظام المصري خلال الأربعة سنوات؟ كيف يبرر الفشل؟ نحن نحارب الإرهاب، ولكن هل نجح في محاربة الإرهاب؟ الأزمة سياسية من الدرجة الأولى، قد تكون سياسية دينية، من اليسير إستغلال الدين من أجل تحقيق بعض المصالح السياسية والإقتصادية والشخصية كذلك، ولكن كوّن الدين مُستغّل لا يخرجه من دائرة الإتهام، يوجد في الدين ثغرات من اليسير أن يستغلها إنسان لديهِ بعض الفِطنة، ليس من الخطأ معالجة هذه الثغرات، ليست الديانة الإسلامية وحدها من تحوي ثغرات بين جنباتها، الثغرات متواجدة في جميع الديانات التي لا تقبل الإصلاح، عدم قبول الإصلاح ورفض العدول عن معتقدات عفى عليها الزمن هو ما يجعلنا نقبع داخل مؤخرة العالم ويساعد على التعصب بطريقة غير مباشرة؟ مما يثير إعجابي هو سرعة قذف الإتهامات، أرجوك ضع مشاعرك ومعتقدك وكل شيء جانباً واستخدم عقلك ابحث وفكر واستمع، إقرأ للفهم وليس لرغبتك في وجود مبرر لإتهاماتك ومعتقداتك، يجب أن تعلم جيداً أن كل شيء قابل للنقد، لا تحزن عندما تتحطم معتقداتك أمام عينيك عندما يوجد ما يدحضها، يجب أن تشعر بالسعادة لتحررك من أغلال الوهم.

فيديو الإسلاموفوبيا

 

أضف تعليقك هنا

محمد رضا

محمد رضا