البارحة عدت من القيامة

من لايؤمن بالقيامة فهذا شأنه ولست ضد أحد لكن ماذا عمن يؤمن بها ؟!!
هل فكرت يوما في عظيم المتاعب والرعب الذي يخطف القلوب والأبصار؟
فقط تخيل للحظات أنك تُصعق بصوت يضاعف أصوات الدنيا المرعبة ملايين المرات وتخرج تائها بين الزحام ضائعا إلا من الرقيب العلام.. ترى الدنيا والحياة وكل ماألفت يهتز ويرتج ضاربا بشعورك عرض الحائط والأشياء التي اعتبرتها عظيمة تتلاشى بسهولة وخفة مع ذهول الحيارى الخائفين.. هل تصورت مشهد يوم الحشر وأجواءه المختنقة وعمره الطويل بحرّه وشمسه ورعب الحناجر وأوقات الإنتظار المميتة وأعصاب لم يعتد على احتمالها جسمك.. الأعصاب مؤذية في أمر دنيوي تنتظره فكيف بمشهد يحدد خلودك الأبدي إما هنا أو هناك!..
يالصعوبتها بانتظار ناتجك النهائي حينما تتذكر سيء عملك وتقارنه بجميله ويحتار فيك الفكر ثم لاتبقى إلا رحمته…يومٌ مرعب طويل مليء بالغرائب ومشاهد جديدة لن يستوعبها استيعابك..
كون المحشر موجود في مكان آخر فوق السماوات هو بحد ذاته أمر معقد على التفكير مخيف للفؤاد فمابالك وهو كخمسين ألف سنة إلا على من اختصهم الله..وأنا أتكلم عن تصورات القيامة لن أنسى استشعار ماسوف يدور في رأسك الصغير لحظة إعلان عبورك إلى أحد الدارين.. هل ستفرح بالقيادة أم منهارا بالانقياد؟… فقط تخيل أنك بكل هذا مررت.

من شاهد عظم الكون ومليارات المجرات التي تكلم عنها العلم وكلها نقطة في بحر الحقيقة الكاملة أيقن أن ذلك اليوم ليس يوما للمرور وبه تجتمع المخاوف والظنون وفي طياته منتهى الغرائب..

فيديو البارحة عدت من القيامة

أضف تعليقك هنا