الفنان التشكيلي سامر عبد الغني بين الواقعية والواقعية المفرطة

إننا نجد عند الفنان عبد الغني التصاقاً شديداً فيما بمناحي المدرسة الواقعية وطرق تناولها المتنوعة من الناحية التقنية والأسلوبية والمواضيع التي تعالجها ..

حيث نلتمس في مرحلة من المراحل الأولى لديه الموضوعات الواقعية الطبيعية التي ترصد الأحياء الشعبية والبراري الزراعية بأسلوب واقعي يقترب من لوحات الانطباعيين المحدثين في أوربا حيث تظهر الضربات اللونية السريعة والاختزال في التفاصيل على حساب المشهد العام والتركيز على الخاصية الشرقية للوحة الفنية فنرى ذلك الفيضان الضوئي المنبعث والذي يفرض على اللوحة تضاد لوني حاصل بين قيم داكنة تجاورها قيم ودرجات لونية فاتحة تسهم في إبراز الكتل المعمارية لديه وتصبغها بخصوية متفردة مع زهد لوني يبتعد عن يفتقر إلى الألوان الزاهية تركز على  الحالة اللحظية التي تعتبر لمحة بصرية مشهدية خاطفة كما هو ظاهر في اللوحتين التاليتين:

ونرى كيف تتنوع المراحل  التي يمر بها الفنان ببعدها الزمني والمفاهيمي ولعل من أولى المراحل التي يمر بها الفنان كمرحلة ابتدائية هي المرحلة الواقعية ليتخطاها إلى المراحل المفاهيمية والتي ترتبط فيها اللوحة بالبعد الفلسفي وطروحات الرؤى الفنية وهذا ما يحاكي تطور مدارس الفن الحديث والمراحل التي عبرتها

أما من الناحية التقنية والأسلوب المتبع في التكنيك اللوني والتعاطي معه فسوف نجد ذلك النفور اللوني على مساحة اللوحة على هيئة ضربات لونية دقبقة تختزل العديد من التفاصيل ولكنها تبقى محافظة على البعد التصويري المشهدي كما يظهر في تفاصيل اللوحتين التاليتين :

 

 

هذا ماتمثله المرحلة الأولى في التعاطي مع المشهد الواقعي والأسلوب المتبع ونرصد فيما بعد تطوراً ذهنياً وبصرياً يتماشى مع ما يشار إليه حديثاً بالواقعية المفرطة التي انتشرت على شكل مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي  ضمت فنانين من شتى أنحاء العالم .

ويتسم هذا الأسلوب بالمحاكاة الدقيقة للأشياء والعناصر التي تتضمنها اللوحة مع التركيز الغير محسوس أو الغير مرئي للمؤثرات الضوئية على الأجسام والأطياف الضوئية واللونية التي تمثل بعداً يعتبر هو الجديد في هذه المدرسة والفنان هاهنا لايفتأ في البحث والملاحقة لفوتونات الضوء التي تتخلل المادة وتلعب دوراً هاماً في ابراز احساس الخامات بشكل دقيق  ليدخل الفنان هنا في مرحلة من مراحل العمل المضني والذي يحتاج للكثير من الصبر والتأني في رصد درجات اللون وتحليلها ومقاربتها مقاربة دقيقة تماثل مقاربة الصورة الرقمية للكاميرات وتحاكيها في التعاطي مع المشهد الواقعي كما تظهره هذه اللوحات :

 

فيديو الفنان التشكيلي سامر عبد الغني بين الواقعية والواقعية المفرطة

 

أضف تعليقك هنا

يوسف حلاق

يوسف حلاق