المواقيت

هل نصوم وقت الصيام ونحج وقت الحج؟

الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (*) [ سورة الرحمن] الآية 5

إن تعاقب الليل والنهار ناتج عن دوران الشمس حول نفسها مما يغير وجهها نحو الشمس فالجهة المقابلة للشمس تكون نهارا والجهة المعاكسة هي ظل الأرض من أشعة الشمس فيكون الليل أما تعاقب الفصول الأربعة فناتج عن دوران الأرض حول الشمس في مدار بيضاوي اهليحي تقترب من الشمس في جزء من المدار فيكون الصيف وفِي جزء آخر تبتعد فيكون الشتاء وما بينهما المنتصف فيكون إما خريفا أو ربيعا.

هذه الأمكنة للأرض في هذا المدار حول الشمس هي أماكن كونية فلكية دقيقة فيها مواقيت للناس وللحياة على وجه الأرض وأهلة فكل مكان على هذا المدار له ارتباط بالأرض وبالناس فنعرف من مكان الأرض في هذا المدار مواقيت الصلاة المتغير من يوم إلى آخر كما نعرف مواسم الزراعة والحصاد لكل أنواع الزرع كما أن هذه الأماكن لها يستشعرها الحيوان فيعرف ميقات التكاثر والولادة والرضاعة والهجرة.

دخول وقت الإمساك عن الطعام

كذلك الله جعل مكانا للأرض من الشمس فيه مواقيت من الآية المباركة أن (الشمس والقمر بحسبان) أي بحسابات دقيقة وأماكن محسوبة ففي مكان للأرض نحج وفِي آخر يكون الانقطاع عن الشرب والأكل وهو الصيام.

وعليه فمربوط هذا الإمساك عن المأكولات والمشروبات بموقعية الأرض بالنسبة للشمس وعليه فموقعها هو الميقات وفيها يكون لكل بلد ظروفه الجوية من برد أو حر ومن اختلاف الطقس من بلد لآخر .

فمن يقول أن لدينا قيظ أو لدى الأسكيمو صقيع فذلك مربوط بموقع الأرض من الشمس لجميع من عليها من البشر للإمساك عن المفطرات.

وكذلك الأشهر الحرم الأربعة في التوقف عن الصيد لكي يتم موسم تكاثر الحيوانات جميعها، كذلك شهر للرضاعة والعناية بصغارها، وعليه أيضا يتم الامساك عن أكل اللحوم في هذه الأشهر حماية للبيئة الفطرية الحيوانية من الاخلال بالتوازن الكوني، لكننا ضيعنا كل هذا بالاستهلال الذي اختلفنا فيه بين مثبت وناف وغدت المواقيت مختلفة تماما عما هي مقررة من الباري والتي استودعها في الكون عبر سننه ومواقيته وحساباته.

الأهلة هل هي الفلكية أم العينية؟

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ (*) [ سورة البقرة] الآية 189

وهنا يراد لنا فهم معنى الأهلة هل هي الاستهلال أم هي المواقيت والحسابات ، والأهلة هل هي الفلكية أم العينية؟ فالأهلة هي البدايات من كل شيء فمستهل الخطاب بدايته ومستهل القصيدة بيتها الأول والأهلة هي رؤوس الأشهر ليس بالضرورة الرؤية العينية للهلال فقد يتعذر رؤيته العينية ليس لعدم الولادة بل لسوء الاحوال الجوية فماذا عسانا نفعل في المواقيت إن غم علينا وهذه هي الزاوية العمياء التي من الممكن أن يكون فيها الخلط والاشتباه مما يضيع معها الحساب ، فلا أقلا من أن نصدق الفلكي الذي يحدد لنا مواقيت الصلاة أن يحدد لنا مواقيت الأشهر فعلم الفلك علم صادق .

فيديو المواقيت

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني