بــــيزنــــس الإرهـــــــاب و احترام إرادة الشعوب ؟!

هل نبارك لإيران تبوئها في عصر ترامب المنافس الأول لكيان العدو الإسرائيلي كدولة وظيفية في المنطقة بعد أن احتلت إسرائيل هذه المكانة لعقود منذ عام 1948م حتى قال البعض لو لم تكن إيران موجودة لوجب إيجادها ؟! 460 مليار دولار حجم الصفقة التاريخية التي وقعها ترامب مع السعودية بعد أن أُسْقط في يد الذئب الأميركي منتهزاً أن المملكة هي الدولة الوحيد القوية الصامدة اليوم وسط أمواج الفتن التي تضرب المنطقة و غيبت دول بالكامل مثل العراق والشام واليمن فمن هاهنا مَرَّت إيران ؟!

الفوضى الخلاقة جعلت من الإرهاب بيزنس و في إطار هذا التوجه الجديد للأمريكان جاء الهجوم على قطر واستهدافها قبل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة واتهامها بالإرهاب رغم أن استضافة قطر مثلاً لمكتب طالبان كان بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية كما أعلنت على لسان كبار مسؤوليها !

يبدو أن قطر و بنفس الأسلوب الذي حدث مع العراق يحاول البعض شيطنتها فصدام الذي كان حامي البوابة الشرقية ثم أطلق عليه الأمريكان رجالهم لشيطنته لتسقط وتدمر العراق ولنتحسر اليوم عليها ونترحم على شهيد العروبة والإسلام ! مع الأسف الكثير من الدول لم تراجع خياراتها الكارثية في الماضي و التي أفضت للوضع المأساوي الذي نعانيه اليوم بل وتصر على الاستمرار في ذات النهج ؟! فيتم اختراق وكالة الأنباء القطرية صدفة و تتداعى الأكلة إلى قصعتها صدفة ؟

الثابت الوحيد في سياسة ترامب إصراره على أن تدفع دول الخليج ثمن ما يدعيه بمظلة الحماية الأميركية ! ثم يطالبها بتولي زمام الحرب على الإرهاب الذي ثبت مصادفة أن خمسة وتسعين في المائة من ضحاياه هم المسلمون ؟! لغة الجسد أكثر صراحة من كلام ترامب الذي أصرَّ أن يخرج وهو المنتصر الوحيد على الطريقة الأمريكية !

فهل جولة ترامب التي هدفت لأخذ الدعم المالي من السعودية و السياسي من إسرائيل و الديني من الفاتيكان ستمثل طوق النجاة له داخلياً أم أن الشعب الأمريكي سيكون له كلام آخر ؟! هل سترضى إيران لأميركا أن تستثمر في كونها فزاعة المنطقة ؟ هل ستسمع إيران لصوت العقل من مراجع الشيعة مثل مقتدى الصدر الذي طالبها بالكف عن المهاترات السياسية والطائفية ؟!

الغائب الوحيد في لقاء ترامب والدول العربية و الإسلامية كانت الديمقراطية ؟! فهل هي شئ آخر غير احترامُ إرادة الشعوب في اختيار من يتولى إدارة شؤونها وحماية مصالحها  ؟

صوت الشعوب الإسلامية والعربية

سبق أن استضافت مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو ندوة بعنوان : الأمن الديمقراطي في زمن التطرف والعنف و يمكن اعتبار كلمة المدير العام للمنظمة الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري بمثابة رد لغيبة الشعوب العربية والإسلامية حيث أكدت المنظمة الإسلامية أن الديمقراطية تُلزم الدولة باحترام الدستور والقانون في جميع الحالات ومهما تكن الظروف التي يمر بها المجتمع لأن هذا الالتزام بالديمقراطية هو الذي يضمن تخطّي الأزمات واجتياز المراحل الصعبة وهو الأمر الذي يتطلب تطبيق القانون وفقاً للدستور والإجراءات القانونية بحيث لا يجوز أن يكون هناك أي مبرر للتضحية بالديمقراطية بتجاوز الدستور والقوانين المنظّمة لحياة الأفراد والجماعات لما في ذلك من تحريض للخارجين عن النظام العام على الإمعان في ارتكاب الجرائم المهـددة لاستـقـرار المجتمع مما يفتح المجال أمام تفاقم التطرف والعنف.

إعمال القانون وليس تجاوزه يقضي على الإرهاب

ورأت المنظمة الإسلامية أن إعمال القانون يقطع الطريق على الجماعات المتطرفة التي تنخرط في العمليات الإرهابية وتهدد أمن المجتمعات واستـقـرارها مستغربةً ممن  ينادون بعدم الالتزام بالقواعد القانونية في التعامل مع المتطرفين المتعصبين الذين يخططون للإرهاب وينفذونه وينغمسون فيه و أنه يغيب عن هؤلاء أن سلطة القانون أقوى من سطوة الإرهاب وأن الغلبة تكون للقانون في جميع الظروف حتى ولو طال زمن الصراع بين الحق والباطل .

تجاوز الخطوط الحمراء وعواقبها الوخيمة

وردت المنظمة على مَن يدعو إلى تخطّي النهج الديمقراطي في زمن المواجهة مع التطرف والعنف والانخراط في محاربة الإرهاب أن هذا التوجه ستكون له عواقب وخيمة من شأنها أن تُفقد الدستورَ والقوانين هيبتهما ومصداقيتهما وتُزيّن لمن يرغب في التسلّط والتحكّم تجاوز الخطوط الحمراء التي تصبح الديمقراطية خارجها إسماً دون جسم وتدفع بالمجتمع إلى الدخول في دوامة من العنف والعنف المضاد موضحاً أن البديل للأمن الديمقراطي لن يكون بطبيعة الحال إلا الأمن المضاد للديمقراطية أي الأمن الذي لا يلتزم بالدستور والقانون أو الأمن الذي يطوّع الدستور والقانونَ لمصلحته بحيث يجعلهما يتلاءمان مع الإجراءات الأمنية المتخذة وفي ذلك مخاطرة جسيمة باهظة التكاليف لن يكون من نتائجها القضاء على التطرف والعنف واجتثاث الإرهاب من جذوره بأية حال.

وذكرت  المنظمة الإسلامية أن عالمنا يعيش اليوم في صراع محتدم مع المخاطر التي تهدد الأمن والسلم الدوليين ولقد استفحلت ظاهرة التطرف والعنف بدرجة كبيرة سواء على مستوى الأفراد والجماعات أو على مستوى بعض الحكومات التي تمارس إرهاب الدولة أو تدعم تنظيمات إرهابية تحت أي شعار بحيث صارت ظاهرة كونية بقـدرما تَـتَـفَـاقَـمُ المخاطر الناتـجة عن انتشار الأعمال الإرهابية في مناطق عـدة من العالم يَـتَـزَايَـدُ الاهتمام بالحرص على احترام حقوق الإنسان ومراعاة الضمانات الحقوقية والإجراءات القانونية في التعامل مع هذه الظاهرة لأن منطق هذه الحرب المشـهـرة على الإرهاب لا يقضي بإعلان الحرب على حقوق الإنسان ففي هذه الحالة ستكون حرباً بأثر عكسي وستكون العواقب وخيمة إلى أقصى درجة وستغرق المجتمعات الإنسانية في بحار من الفوضى العارمة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

السبب الحقيقي للإرهاب

وشدَّدت المنظمة الإسلامية أن الكرامة الإنسانية ينبغي أن تكون فوق كل اعتبار وأن حقوق الإنسان يجب أن تكون مكفولة على أوسع نطاق وحق الشعوب في تقرير مصيرها وفي حماية أوطانها وفي أن تعيش في أمن وسلام وعدالة وحرية وكرامة يتوجّب أن يكون مضموناً والقانون الدولي ينبـغي أن يظل حـكـمـاً عـدلاً بين جميع الأمم والشعوب و أن الأمنَ والسلم والديمقراطية لن يُعيدها لهذه البلدان إلاّ احترام إرادة شعوبها وعدم التدخل في شؤونها أو فرض أنظمة تسلطية قمعية عليها وإخضاعها لهيمنة فئة طائفية أو عرقية من سكانها على بقية الفئات.

فيديو بــــيزنــــس الإرهـــــــاب و احترام إرادة الشعوب ؟!

 

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان