موت سندريلا

بقلم: نداء علي

انتهت من قراءة كتاب كانت قد بدأت به منذ شهور وتأخرت في انهائه لكثرة مشاغلة الحياة لها وسحبها من تحت ذراعها الى قلب خضمها المجهول، تستيقظ صباحا وعلى وجهها ابتسامة او تتصنع تلك الابتسامة لكي تبدأ يومها تكمل ما تكمل دون الشعور بالتعب او الملل لأنها تعبت من شعورها بتلك المشاعر التي لا طاقة لها على الخلاص منها او تغيرها، كانت تحب قدوم الليل لأنه الوحيد الذي يعطيها مرادها بالخلوة والحب والهدوء وان كان يحرمها من لذة النوم والسكون كباقي البشر لكن لا بأس هي راضية وشغفة تدخل عالمها الخاص كل يوم بهيئة وحلة جديدة وتخرج وهي تتحسر على تركه وكأنها فعلا كانت هناك، وفي احد الايام تمنت ان تلتقي بجنية سندريلا التي حققت لها اجمل امنياتها علها تحقق ما لم تستطيع تحقيقه لها, كانت اميرة وملكة في شعورها وخيالها وشكلها وصوتها وحتى باختيار الوانها بل وتربيتها وقلبها … اااه من قلبها اضعف من ان يؤذي شعور انيملة صغيرة تحسب حساب كل شئ الا ذاتها حتى مرضها لا تعتني بنفسها الا حين جثوها على الارض تصرخ من الالم، تضحك لأتفه الامور وتبكي أيضا، تتسلق القمم في معنوياتها رغم وجود اتعس الظروف التي تحول بينها وبين تحقيق ذاتها، وفعلا اتت تلك الجنية وجلست امامها تحدق بها وتنظر بعين الرحمة والعطف اليها واكتشفت مالم اكتبه عنها فرقرقت عيناها بالدموع حينما هرعت اليها وارتمت بين يديها لم تسألها الجنيه عن امنياتها حتى لا تقطع عليها البكاء .. نعم البكاء ذلك الذي تحتاجه سندريلتنا وبصوت عال جدا وصرخة تقتلع من قلبها كل ذلك السواد الذي تركه البعض خلفهم وغلفته ببياض المغفرة ونسيت ان تعالج الجرح او المكان .. بكت وبكت وبكت

ثم هدأت ونامت .. نعم نامت كطفل لم ير امه وكاد يقتله العطش لثديها، نامت كما لو انها ماتت دون ان تطلب شيء كأنها ارادت من يطبطب على كتفها المتعب ويستمع لها .. نامت لأنها اقتلعت كل غضبها ببكائها ذاك تكلمت فيه عاتبة لامت استرحمت وطلبت النجدة ايضا

نامت نوما عميقا جدا سادتي .. نامت حيث لا وجع ولا ضغوط، حاولت تلك الجنية سؤالها بعد ان هدأت وسكنت ارادت ان تحركها لكنها نامت

وكان في نومها موتها وحققت اجمل امنياتها بالخلاص دون عودة .. دون الم

وعادت الى حيث تنتمي الى عالم رحب عالم لا يدخله الا سندريلا مثلها ومثلها فقط

فيديو موت سندريلا

بقلم: نداء علي

أضف تعليقك هنا