هنا…يحبون السمينات؟

إحدى فتيات قريتي في اقصي شمال السودان توفت بصورة غامضة قبل زواجها المعلن بيومين فقط لتخرج نتيجة التشريح صادمة لأهل القرية والمنطقة ككل فالوفاة وفق تقرير الطبيب الشرعي حدثت بسبب صدمة نتيجة داء السكرى .
الزوجة-المرتقبة- ضحية أخرى لإحدى العادات المجتمعية التي ضمن عمليات ترتيب الزوجة للزواج وتجهيزها يتوجب حبسها في المنزل لشهور وأعطاها غذاء دسما يوميا بغرض التسمين والوصول للحجم المناسب للزواج وشهر العسل فحسب شريحة كبيرة من الشباب السودانيين يعتبر معظمهم الفتاة الممتلئة الجسم اجمل من النحيفة وان النحيفة تحتاج لإعادة بناء جسد سريع.

ذلك يدفع الكثير من الشابات السودانيات للإسراع في عملية كسب الوزن وان اقتضي الأمر استخدام الأدوية الكيميائية لزيادة سريعة في الوزن في فترة قصيرة للغاية قد تصل للأسبوعين .

(الجيران اتخلعوا) أحد اسامي تلك الأدوية عند مجتمع الفتيات وهي عقار يوصف نفسه بنفسه فزيادة فتاة في الوزن بسرعة شديدة أمر مستغرب ومفاجئ للجيران والاقربين لها ، حبوب (ابو نجمة)شكل اخر لاستخدام تلك العقاقير في غير محلها واسمها الحقيقي(Dexamethasone) وهي عبار عن علاج يستخدم في حالات مرضية معينة كأمراض المناعة والحساسية حيث يمنع افراز المواد المسؤولة عن الالتهاب بما في ذلك البروستاغلاندين، كينين والهستامين وهو يغير أيضا استجابة الجسم المناعية مما يؤدي بدوره في زيادة مضطردة في الوزن العام للفتاة. وقد أصدر المجلس السوداني للصيدلة والسموم عدة تحذيرات في استخدام أدوية أمراض معينة في الاستفادة من أعراضها الجانبية السمنة علي وجه الخصوص فتلك التصرفات قد تؤدي لعواقب وخيمة تنتهي بالإصابة بأمراض السكري والضغط والسرطان واقلها مرض وجه القمر بالنسبة للتدوير الذي يحدث للوجه ما تعتبره الفتيات علامة للجمال
. وبين المطالبات والحملات الشعبية لا زالت تلك الأدوية متوفرة بكثرة وفي يد ابعد الناس عن مجال الطب والصيدلة وبأسعار رخيصة نوعا ما وفي سبيل إرضاء شريك اخر تتعرض الفتيات السودانيات لخطر اكثر الأمراض فتكا مستقبلا ، أفعال تنم عن مشاكل نفسية وعدم رضاء ذات حاد .

الأمر لم يقتصر علي السودان فقط فهو منتشر في عدة دولة كموريتانيا التي تعرف بها عملية تسمين العروسة بال”تبلاح” حيث تكون الفتاة موضوع لها برنامج غذائي يتضمن الإكثار من شرب اللبن والأكل الدسم لكسب وزن مناسب وفي موريتانيا يعتبر مؤشر لفخر الاسرة بانها اهتمت بابنتها ولم تكن مهملة ولا زالت قائمة حتي الأن رغم الحملات الشبابية التي تنادي وتهدد يوم السمنة شيء سيء يجب البعد عنه.

وفي الوقت التي تسارع فيه الفتيات الغربيات للتخسيس ويعتبر المجتمع الفتاة النحيفة جميلة تسارع فتيات السودان وموريتانيا لكسب الوزن سؤال يطرح نفسه متي ستتوقف اهتمام البشر الزائد بالآخرين علي قول صديقي لي “اغدا اذا احب الرجال فتيات بساق واحدة ستتسارع الفتيات لقطع ساقهم ؟” قبول الذات هي أولى سمات قبول المجتمع وشمعة قد تنير كهفا كاملا مستقبلا .

فيديو هنا…يحبون السمينات؟

أضف تعليقك هنا

خالد سراج الدين

خالد سراج الدين

من السودان