حراك الريف المغربي:لماذا؟

عرفت منطقة الريف المغربي تصاعدا بعد مقتل المواطن محسن فكري بتاريخ 28أكتوبر /تشرين 2016، إثر محاولته اعتراض عناصر الشرطة في المدينة، الذين سعوا إلى مصادرة بضاعته و إتلافها بحجة عدم الترخيص لها ،و في ليلتها، استنكرت العديد من العائلات طريقة معاملة الشرطة لهذا المواطن و استهانتها بروحه قائلة بعد صعوده على الشاحنة و محاولته لاسترجاع بضاعته “اطحن مو”، هذه المقولة أثارت المغاربة جميعهم لكن الحاضرين كانوا أولى باحتجاجهم للمعاملة العسكرية، فكان محسن فكري النقطة التي أفاضت الكأس، و الحادثة التي دفعت أهل الريف المغربي و كذلك مجموعة من المدن الداخلية للخروج و التنديد و المطالبة بمحاسبة من كانوا سببا في مقتل المواطن محسن فكري داخل شاحنة النفايات، و أن “المخزن” هو المسؤول عن ذلك.
فصدرت أوامر ملكية بمعاقبة من كان السبب، لكن…
و من يومها خرجت مظاهرات بمدينة الحسيمة، و من بجوارها من أهل الريف حاملين شعار “لا للعسكرة”، ففي يوم الخميس الموافق 18 أيار/مايو 2017، شهدت الحسيمة مسيرة ضخمة سلمية لساكنة الريف تشدد على مشروعية مطالبها، لكن الحكومة و الساسة لفقوا لهذا الحراك تهمة التخطيط لتقسيم المغرب و أن أهل الريف انفصاليون، و أنهم ممولون من طرف جهات داخلية و خارجية ، لكن أهل الريف أبوا إلا أن يواصلوا حراكهم السلمي الحضاري إلى أن تستجاب مطالبهم و التي تتجلى في رفع العسكرة على المنطقة و اطلاق صراح المعتقلين و بهذا يمكنهم فتح باب الحوار مع عناصر الدولة لتلبية حقوقهم التي لم يتمتعوا بها و دمجهم في مشاريع الدولة التي أعطت أهمية للمدن الداخلية و الصحراء المغربية ناسية ما يفتقر له أهل الريف من حقهم في وجود جامعات و مستشفيات بها كافة التخصصات ، فلا يعقل أن يترحل مريض من أقصى شمال المغرب من أجل العلاج إلى وسطه فلربما وافته المنية في طريقه تلك.
واصل الريف حراكه بدون كلل و لا ملل، و سانده الشعب المغربي من شتى المدن ، و واصلت الدولة إرسال قواتها لتحاصر المسيرات السلمية ، و شرعت في تنفيذ سلسلة من الاعتقالات كان أولها ناصر الزفزافي الملقب ب”أمغار ناريف” وتعني قائد الريف.
كانت التهمة الموجهة إلى ناصر الزفزافي إهانة الخطيب و إثارة البلبلة داخل المسجد، كان السيل قد بلغ الزبى، أصبحت الخطب في المساجد مملة و في غالب الأحيان لا تضيف الجديد لعقول الشباب، خطب موزعة من وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية، ناسية أن وظيفة يوم الجمعة هي تحدث إمام عالم في أمر يهم الرعية حيث أن خطبة الجمعة هي المناسبة التي يتجمع فيها العديد من الناس ليس كسائر الأيام، فما كان من ناصر الزفزافي إلا أن انتفض و عبر عن هم المغاربة أجمعين و ليس إخواننا في الريف وحدهم قائلا: “يقولون لنا الفتنة.. هناك شباب لا يجدون قوت يومهم وهناك شباب هجروا خارج البلد”، وتابع أن “الفتنة موازين هي (مهرجان الموسيقى الذي يكلف المليارات)، الفتنة (…) هي الأجساد العارية التي تبث على قنوات الدولة التي تتكلم عن نفسها أنها إسلامية…
نعم اعتقل ناصر بتهمة انتهاكه حرمة المسجد ويكأن الدولة تكترث لحرمة المساجد و التي كان من أول قرارات وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية هي خفض صوت الأذان.
اعتقل ناصر الزفزافي و تلاه ناشطون اخرون، شباب قهروا بالتهميش و الصمت عن حقوقهم حفاظا على أمن البلاد ، لكن هيهات أن تعترف البلاد بفضلهم، فقط، تتمادى في تهميشها لمنطقة الريف و تجهيزها عسكريا، و كان محسن فكري الصفحة الأخيرة في كتاب الصبر، و خرج الشيوخ و الأطفال و النساء ليطالبوا بحقي الصحة و التعليم و إزالة التهميش، تحية لرجالات الريف، كل المغرب يعاني من اختلال في الصحة و التعليم، كل المغرب له نفس المطالب، لنعمل من أجل تحقيقها.

فيديو حراك الريف المغربي:لماذا؟

 

أضف تعليقك هنا