شماعة عبد الله ابن سبأ !!

ذهب بعض الكتاب إلى أن شخصية عبد الله ابن سبأ شخصية خيالية ليس لها وجود ، استخدمها المسلمون لتكون مثل الشماعة التي يعلقون عليها كل قبيح ابتليت به الأمة، و حاول بعض الباحثين إثبات وجود هذه الشخصية، لكن هل كان يجب أن يشغل الباحثون أنفسهم بإثبات وجود هذه الشخصية لهذه الدرجة؟ لقد رأيت من واقع ما نعيش من أحداث أن هذه الشخصية موجودة بالفعل في كل عصر و مكان مع إختلاف أسمائها و أشكالها.

لقد كانت بدايات ظهورهذه الشخصية في الدولة الإسلامية، بعد ما توفى النبي-صلى الله عليه و سلم- و اندلعت حروب الردة ، و قام أبو بكر الصديق-رضي الله عنه- بقمعها، حينها أدركت بعض الشخصيات التي لم تستضيء قلوبها بأنوار النبوة، أن الحرب العلنية لن تُفلح، و أنه لا سبيل إلا العمل في السر كما ينخر السوس في جسم الشجر، إلى أن يخر على الأرض لا حياة فيه، و كان عبد الله ابن سبأ من هؤلاء الذين عملوا على ظهور الفرق و المذاهب التي مزقت وحدة المسلمين، و تظاهروا بالحب لآل بيت النبوة ، و في نفس الوقت عملوا على القضاء عليهم، و كان لهم ما تمنوا حينما سمحت لهم الفرصة عندما دب الخلاف بين المسلمين في خلافة عثمان بن عفان-رضي الله عنه- و كان على رأس هذه الفرق : عبد الله بن سبأ، الملقب بابن السوداء.

اتفقت معظم كتب التاريخ و الأدب التي تعرضت لموضوع الفتنة التي حدثت أيام الخليفة عثمان بن عفان-رضي الله عنه – ، و لحادث مقتل الخليفة علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- ، على ذكر عبد الله بن سبأ، و أنه شخصية يهودية ظهر في مجتمع المسلمين بعقائد و أفكار، ليفتن المسلمين في دينهم، كما اتفقت المصادر السنية والمصادر الشيعية على أن عبد الله بن سبأ يهودي من صنعاء باليمن، أسلم لتدبير المكائد للمسلمين، و بث الفتنة، و عوامل الفرقة و الاختلاف فيما بينهم.

لكن من وجهة نظرى المتواضعة أحب أن أقول أن من قالوا بأن شخصية عبد الله ابن سبأ خيالية، لهم كل الحق، لأنهم نظروا إلى هذه الشخصية فوجدوها متكررة في عصور متتالية، مستمرة إلى عصرنا هذا الذى كثرت فيه الفتن و الوقيعة بين أبناء الأمة أو الدين أو الوطن الواحد، فكل يوم يمر علينا نرى فيه فتنة هنا أو هناك يكون الفاعل فيها عبد الله ابن سبأ زمانه، لقد حذرنا منه الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم حين قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال (بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن) فقال قائل يا رسول الله وما الوهن؟ قال (حب الدنيا وكراهية الموت) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم. باب في تداعي الأمم على الإسلام، سنن أبى داود.

لكن هل لنا من وقفة مع النفس نراجع فيها أنفسنا و نسألها لماذا أستشرى فينا هذا المرض العُضال المسمى بابن سبأ؟.

فيديو شماعة عبد الله ابن سبأ !!

 

أضف تعليقك هنا

جمال البنان

جمال البنان