الخنوع

 

لعلك الآن واقع في معضلة عقلية شديدة!!!…فور قرآءتك ذلك المقال سينكشف الستار عن الكثير من لؤم هذا العالم الخبيث…إذا كنت تود ان تمضي ما تبقي من عمرك في سلام نفسي مع كل ما تعودت عليه,مع عادات مجتمعك,مع العرف و السخرية,معايير الجمال و القبح…فلا تكمل قراءة!

قبل ان ابدأ كلامي اسأل نفسك ؟؟؟…لماذا تعودنا علي شرب قمر الدين في رمضان؟!…لما علينا عندما نأكل في مناسبة ان نتناول الشوكة في اليد اليسري و السكين في اليد اليمني؟!!!…لماذا عندما تقرأ هذا المقال لا تأخذه بجدية كما لو كان من كتابة أحد جهابزة الأدب العربي؟!

للإجابة عن تلك الاسئلة علينا سؤال انفسنا هل هذا امتثال ام خنوع؟!

عندما سأل الإنسان نفسه هل أنا مُسير ام مُخير؟!…لم يجد إجابة مقنعة ففتي و الجانب الأيسر من الدماغ حاول تفسير تلك الأجوبة الحمقاء فصدق تفسيره الساذج و مهما كانت الإجابة مقنعة ام لا دخل في الصراع الأزلي بين الخير و الشر ليبين علماء الدين أننا مُخيرين و أن كل الإنسان يتحكم في أموره الشخصية و مسئول عن تصرفاته رغم أن كلاً منا له قدره المكتوب و نصيبه المعروف منذ ولادته حتي مماته! فسأل آخرون كيف ان قدرنا مكتوب و نكون مُخيرين؟؟؟ لتوضيح الإجابة علي هذا السؤال نذكر قول الله عز و جل في القرآن الكريم “من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر والله عزيز حكيم” و من قول الله في الآية الكريمة نستشف أننا مُخيرين لكن كيف و قدرنا مكتوب و كل تصرفاتنا معروفة منذ ولادتنا؟؟؟ معرفة الله لسلوك و تصرفات مخلوقاته مُسبق و ليس جبري “آلا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير” لذلك نستنتج أننا مسئولون مسئولية كاملة علي افعالنا و تصرفاتنا و من وجهة نظري اننا مخيرون في دائرة من التسيير فلا علاقة لنا لما يحدث خارج نطاق تفكيرنا او كوكبنا الضئيل.

 

لكن ما علاقة كل هذا بتناولنا قمر الدين في رمضان؟؟؟ ما تم ذكره يُدعي الأمتثال فنحن نصلي و نصوم امتثال لآوامر الله عز و جل و ليس لتلك الاسباب الساذجة التي يذكرها بعضنا من تعلم الصبر او الإحساس بالفقراء…نعم…نحن نعبد الله لأنه اهل بالعبادة و ننفذ تلك العبادات امتثالاً لا لسبب.

لكن هذا الامتثال بسبب إيماننا الراسخ لكننا اكيد لا نتناول قمر الدين في رمضان لإيمان منا بأي شئ و إنما نتناوله لتعودنا انه مشروب اساسي في رمضان و كذلك نمسك الشوكة باليد اليسري في المناسبات لتعودنا علي هذا الفعل و السؤال هنا هل هذا امتثال ام خنوع ؟؟؟

 

في الغالب ما نفعله نتيجة تعودنا راجع إلي إستراتيجية سلوك القطيع بداخلنا فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي شاء ام أبي فلا يقدر اي إنسان سوي علي الحياة المنعزلة و هذا هو الواضح في تفسير تلك الظواهر التي نشئنا عليها بدون اي مبرر لتقبلها او تكرارها لكننا نفعلها بدون تفكير بمجرد اننا تربينا عليها حتي لو كنا نكره مشروب قمر الدين او لا نعرف كيف نأكل بالشوكة باليد اليسري او حتي لا نرتاح بالأكل بالشوكة و السكينة !!!

هذا ما اسماه العالم بالبروتوكول المتعارف عليه دولياً و من يخالف ذلك البروتوكول يصبح منبوذاً من العالم وحيداً و كل هذا بسبب سلوكه الشاذ المتطرف عن تصرفات القطيع…لا بأس لا تحزن فأنا دائماً علي خلاف مع هذا القطيع و لا تقلق فلا احد يدعوني بالمسخ و لا يرجع هذا لشدة بأسي او صلابتي لا…بل يرجع لأننا اصبحنا نعيش في عالم لا يشعر احده بالآخر فلا يهتم احد بأحد و بالتالي لا يراقب احد تصرفات الآخر …فلا تقلق يا عزيزي فلا احد يراقبك في المطعم إذا كنت تأكل بالشوكة و السكينة او تأكل بيدك!

فيديو الخنوع

 

أضف تعليقك هنا

محمد فايد

محمد فايد