الفياض يفيض خيرا، لتغيث الفلوجة اهلها.

 

‎الفلوجة كما يقال المعرف لايعرف، لكن مهم سرد بعض المعلومات للقراء الكرام، الفلوجة جزء من محافظة بالانبار وهي مدينة عراقية غرب العاصمة بغداد على بعد٦٠كم، تلك المدينة صاحبة المجد التليد
‎ هي المدينة التي يجري على ارضها نهر الفرات، وتعلو بسماءها المأذن الشاهقة
‎في كل حدبا وصوب، مامن شخص يرفع رأسه في
‎شوارعها الا يرى هذه المأذن التي تزيين مناطقها، لذلك تلقب “مدينة المساجد وبلدة الاماجد” والفلوجة هي الارض الصالح للزراعة، وان تعددت المعاني في اسمها، الا ان اسمها يختصر الكثير، فهو ايقونة عربية بل عالمية، اكاد اجزم بأن لا يوجد شخص عربي مسلم واحد لايعرف اسم الفلوجة وتأريخها واهلها.

 

‎اسم الفلوجة هو رصيد لابناءها في كل مكان
‎وهم خير من يمثلونها، وتمتاز الفلوجة برجال الدين
‎والعلماء والمثقفين والمبدعين من كل التخصصات، ويشتهر اهلها بالضيافة وحسن الكرم، الفلوجة من المدن التي لا يوجد فيها فنادق رئيسية، لأن اهلها تربوا على عادات بأن الضيف يكرم ويضييف في دواوينها، في هذه المدينة لايجوع الفقير فيها حيث هناك تكافل اجتماعي على الفطرة الفلوجية واحد يساعد الاخر دون برمجة وتقلبات ومصالح الزمان.

 

 

‎عانت كثيرا هذه المدينة وعلى مدى اكثر من مئة عام، الى انها بكل ازمة تعود وتنفض الغبار عن مناطقها، وتستعيد الحياة بشكل لايصدق لكن في الفلوجة يصدق، حيث يوجد عند ابناء هذه المدينة همه وارادة قوية في بناء مدينتهم بعد كل معاناة والم، وهذا يأتي من الحب الذي في قلوبهم باتجاه هذه المدينة المميزة على كافة الاصعدة.

 

‎بعد ازمة النزوح الاخيرة والتي استغرقت اكثر من عامين ونصف عادوا اهل الفلوجة بشوق لمدينتهم، واطلقوا الحملات الانسانية فيما بينهم، لبناء مدينتهم، حيث اطلق الشيخ عبدالمنعم الفياض الكبيسي وهو احد وجهاء مدينة الفلوجة المعروف عنه بمساعدة الفقراء والمحتاجين والاهتمام بامور المدينة الاجتماعية الانسانية، بجهود شخصية مع كوكبة من رجال الفلوجة اعلن حملة كبرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي “ارحموا ترحموا”
‎والحملة تهدف الى التكاتف الاجتماعي والمساعدة بين ابناء المدينة، على سبيل المثال لا الحصر، التبرع بعدد من الاشهر لاصحاب البيوت والمحلات التجارية دون دفع بدل ايجار، وتقديم المواد الاغاثية للمحتاجين بالاضافة الى ذلك تخفيض الاجور في العيادات الطبية والمحلات وهذا بدء طوعا من الناس، ما ان نُشر المنشور على صفحة  الشيخ عبد المنعم الفياض حتى تهافتوا اهل هذه المدينة على عمل الخير، منهم من يتبرع بايجار منزله والاخر يبني بيت لمحتاج، والشعراء يكتبون القصائد والصحفييون يكتبون المقالات لاضافة الزخم لهذه الحملة.

 

‎الجميل في الموضوع حصل الذي لم يتوقع يحصل
‎هناك اشخاص يطلبون اخرين ملايين الاموال، قاموا بشطب الديون وتمزيق دفتر الديون، لله تعالى،
‎والرائع هناك من المتعففين الذين لايملكون شيء
‎لتقديمه، فكروا بأن يقوموا بتنظيف المدينة او من يحتاج المساعدة في العمل والبناء طوعا، لذلك وبعض الاساتذة يدرسون الطلبة دون مقابل، وكثير من المساعدات الانسانية بمختلف مسمياتها،
‎نقول هكذا هي الفلوجة تغيث نفسها والمغيث هو الله، وابناءها الذين رغم الصعاب بقوا وسيبقون كراما، وبعد اغاثة نفسها والى يومنا هذا هم يتساعدون فيما بينهم في حملات اجتماعية وانسانية مختلفة سوف يشهد لها التأريخ.

 

‎رغم انها لازالت تضمد جراحها، وتخفف عن الالام لم تكتف الفلوجة باغاثة نفسها، فاهلها اليوم يغيثون النازحين من اهالي الموصل عبر ارسال المساعدات بحملات بأسم المدينة الى المخيمات القريبة من اربيل شمال العراق، واهل الفلوجة هم ذاقوا مرارات النزوح والمعاناة، لذلك يشعرون بالنازحين الاخرين ويغيثونهم بالمواد الغذائية والدواء والكلمة الطيبة، لأن وجهاء المدينة وابناؤها يشعرون بأن مساعدة الاخرين واجب ومسؤولية تربوا عليها، ان المدينة رغم الشدائد التي تعصف بها بين الحين والاخر لانقلق عليها وعلى اهلها لانهم يغيثون انفسهم بانفسهم بعد الاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى، يصنعون من الالم امل ومن والشدة تكاتف اجتماعي لتغيث وتبني الفلوجة نفسها.

 

فيديو الفياض يفيض خيرا، لتغيث الفلوجة اهلها.

 

أضف تعليقك هنا

محمد الكبيسي

محمد الكبيسي

صحفي مستقل