القرآن الكريم والطب البيطري

القرآن الكريم دعا إلى الدراسة العلمية للحيوان

القرآن الكريم الذي نزل على الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا قد دعا إلى الدراسة العلمية للحيوان، وأوضح حقائق علمية عن الحيوان تُمكِّن الإنسان من الوقوف على أصول علم الحيوان ومعرفة أسراره، فدعا للنظر والمشاهدة.

ومن خلال المتابعة للوصف الظاهري للحيوان يمكن التوصُّل إلى معرفة مدى سلامته وقوة بدنه وصحته، أو معرفة درجة صوابيته وذلك بدقة المشاهدة -أي الرؤيا بالبصر-.

بقرة إسرائيل

فقد تحدث القرآن عن ذلك وأورد الوصف العلمي التفصيلي لمشاهدة الإنسان ببصره للحيوان، ففي وصف بقرة إسرائيل حيث حال جدالهم لموسى الكليم -عليه السلام-، فجاء القرآن بأوصاف مميزة لها عن غيرها من سائر أبناء جنسها آنذاك.

واستمر الجدال منهم وتوالت آيات التنزيل بالوصف، في قوله تعالى: “وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. قالوا ادع لنا ربَّك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرةٌ لا فارضٌ ولا بكرٌ عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون. قالوا ادع لنا ربِّك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرةٌ صفراء فاقعٌ لونُها تسرُّ الناظرين. قالوا ادعُ لنا ربَّك يبين لنا ما هي إنَّ البقر تشابه علينا وإنا إن شاء اللهُ لمهتدونَ. قال إنه يقول إنها بقرةٌ لا ذلولٌ تثير الحرث مُسلمةٌ لاشية فيها قالوا الآن جئت بالحقّ فذبحوها وما كادوا يفعلون” (البقرة؛ 67: 71).

فلقد وضَّح القرآن الكريم ضوابط فنية كمقياس لصحة البقر، فاعتبر من العلامات الدالة على سلامة صحتها وعافيتها، إثارتها لغبار الأرض بحوافرها حال سيرها، ودعا الإنسان إلى النظر إلى الحيوان حال سيره، وبيّن له علامة التمييز للصحة والعافية من المرض والهزل، إذ يلاحظ سير الحيوان السليم والمريض بحركات أقدامه واستقامته واتزانه حال السير وقوة دفعه وتحكمه في أعضائه.

خيول سليمان بن داوود -عليهما السلام-

وأورد القرآن الكريم الفحص العلمي للخيل، فمن الثابت أن أصول الطب البيطري تُقرّر أنه لاختيار صلاحية الخيل ومعرفة صحتها والوقوف على سلامتها أولاً فحصها ظاهريّاً شكلاً ومنظرًا، ثم تُجبر على العدوّ لشوط كبير على قدر استطاعتها مع مراقبتها أثناء العدوّ لتظهر سلامة أجزائها، خاصةً السيقان والأرجل ومدى تناسقها مع باقي أجزاء الجسم.

وبعد شوط العدوّ هذا، يُقاس نبض الخيل عن طريق الشريان تحت الفكي والصدغي والكعبري الموجود في عنق الحصان، مع فحص ساقه بدقة بعد المجهود الذي بذله أثناء العدو ليُعرف ما وصل إليه، ومدى طاقة الساق وتناسقها.

وهذا ما قرّره القرآن الكريم فيما حكاه وقرّره عن سليمان بن داوود عليها السلام، من أنه كان يقوم بفحص خيوله التي أعدّها للدفاع عن دين الله تعالى ووطنه وأهل ديانته في قوله تعالى: “ووهبنا لداوودَ سُليمان نِعْمَ العبدُ إنَّهُ أَوّاب. إذ عُرضَ عليه بالعشيّ الصَّافنات الجِيَادُ. فقال إنَّي أحببتُ حُبَّ الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب. ردُّوها عليَّ فطفق مسحًا بالسُّوقِ والأعْنَاقِ” (ص؛ 30 : 33).

وهنا يوضِّح القرآن كيفية الفحص العلمي للخيل، وهي أولاً: يقوم باستعراضها، ثم يأمر بأن تجرى إلى أبعد شوط حتى تتوارى بالحجاب أي حتى لا يدركها البصر، ثم يأمر بردها عليه مباشرة ليتضاعف جهدها، وبوصولها إليه يقوم بفحص شريانها للوقوف على نبضها، ثم يأخذ بفحص سوقها فيتعرّف على حالتها بعد هذا الجهد وتأثيره عليها.

وفي قوله تعالى: “والعاديات ضبحا” (العاديات: 1) فهي دعوة للنظر في الخيل حال جريها، ودراسة كيف تأخذ شهيقها وتُخرج زفيرها مع سرعتها الفائقة.

أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت

وقد دعا القرآن أيضًا إلى دراسة الإبل في قوله تعالى: “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت” (الغاشية: 17)، فهي دعوة للإنسان إلى دراسة الإبل وما فيها من روائع خلق الله تعالى وجميل صنعه.

ومن الحقائق العلمية التي أوّردها القرآن الكريم، تحريمه أكل الميتة والدم ولحم الخنزير في قوله جل وعلا: “إن ما حُرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهلَّ لغير الله به” (النحل: 115).

الحيوان إذا مات دون أن يُذبح فإنه يموت بسبب مرض تستمر جراثيمه وميكروباته برغم التبريد والحرارة.

فلقد توصّل العلم الحديث بعد استخدام أجهزة الفحص والتحاليل والتقديرات الدقيقة وأجهزة الإشعاعات أن الحيوان إذا مات دون أن يُذبح (أي موت عن غير ذبح)، فإنه يموت بسبب مرض تستمر جراثيمه وميكروباته في التبريد “الثلاجة” أو إنضاجًا بالحرارة “الطبخ بالنار”، بحيث لو تناول الإنسان أي كمية من لحم الحيوان الميت لأصابته هذه الجراثيم والميكروبات فورًا، كما ثبت أن الدم وهو سائل الحياة للحيوان، توجد فيه إفرازات سامّة يصبها فيه جسم الحيوان من جميع أجهزة جسده مهما كان الحيوان سليما.

لحم الخنزير

وأما لحم الخنزير فقد ثبت علميّاً أنه يُصاب ببعض الديدان الخطيرة التي تنتقل منه إلى الإنسان، وهي تُغلِّف نفسها داخل لحم الخنزير بحويصلات واقية تكون في حالة سكون إلى أن يتناولها الإنسان، فتأتي عصارة المعدة فتذيب الأكياس التي تتحوّصل فيها الديدان وتخرج منها لتتعلق بالأمعاء عن طريق خطاطيف في فمها، وتتغذى على غذاء الإنسان، ولا يمكن التخلص منها.

كما يوجد في لحم الخنزير أنواع أخرى من البكتيريا والجراثيم تصيب أجهزة الإنسان، ثم أثبت العلم أن شحم الخنزير وهو يتخلل لحمه، يسبب ترسبات في كِلى الإنسان ينشأ عنها حصى تصيبها. وتشير دراسات وأبحاث علميه قامت بها المعامل الألمانية لأبحاث الغذاء إلى أن لحم الخنزير يحتوى على نمط من الأحماض الأمينية تسبب الإصابة بمرض السرطان.

فيديو القرآن الكريم والطب البيطري

أضف تعليقك هنا