إذا كنت ترى إنك شخص فاشل بكل المقاييس ولا فائدة منك ، إذا كان اليأس قد بدأ يتسلل إليك بعد كثير من المحاولات الفاشلة التى لم تترك للأمل مكان بداخلك ،فعليك ان تعرف مسيرة نجاح جو جيرارد ، حينها ستعرف أنك مهما مررت بتجارب فاشلة فإنك لن تكون أكثر فشلا من جو جيرارد ذلك الرجل الذى أصبح أعظم بائع فى العالم .
كنت قد بدأت عملا جديدا فى مجال المبيعات و كنت اخاف من صعوبة العمل فى ذلك المجال الذى يتطلب قدرة كبيرة على الاقناع لتحقيق الهدف من العمل وهو البيع ، وقتها نصحتنى احدى صديقاتى بقرأء كتاب ” كيف تستطيع بيع إى شئ لإى إنسان ” بدأت فى قرأء ذلك الكتاب وكان أكثر ما تأثرت به هو قصة حياة ذلك الرجل والتى لم تكن حياة عادية على الاطلاق .

* نشأة قاسية :

ولد فى إيطاليا فى أسرة فقيرة مع شقيق له وأب عاطل يعامله بكل قسوة يتهمه دائما بانه بلا فائده وان الحال سينتهى به الى السجن.. و قد قام بطرده عشرات المرات من المنزل ، كمان انه كان يترك المدرسة كثيرا لخلافات مع المعلمين ، ولكون الأب عاطل فقد دفع ذلك ‘جو’ للعمل فى الثامنة من عمره كماسح للاحذية و لقلة الدخل اضطر ان يعمل عمل إضافى وهو بائع للجرائد ذلك العمل الذى ساعده فيما بعد على النجاح فى مجال المبيعات .

* تجارب فاشلة :

بدأ ‘ جو’ تجربة جديدة حيث قام هو وزملائه بسرقة احد الحانات وحصل على 60 دولار ولكن سرعان ما تم القبض عليهم ليقضى’ جو ‘فترة فى السجن من أصعب فترات حياته حتى أخرجه صاحب الحانه من السجن بعد أن تعرف عليه ووعده ‘جو’ بإعادة الاموال ، ليبدأ بعدها بالعمل فى إحدى المواقد وتم فصله منها لتدخينه السيجار فى موقع محظور فيه ذلك ، و ظل ينتقل من عمل لاخر حتى انه عمل بأكثر من 50 وظيفة وجميعها أنتهى مصيرة بها إلى الفصل ، حيث عمل بمصنع طلاء وإصيب وقتها بالربو و عمل منادى للنزلاء لتسليمهم البريد ولكن دفعه الارهاق ذات يوم للتخلص من البريد وعدم توصيلة للنزلاء فكشف الامر و تم فصله إيضا، ثم تطوع بالجيش الامريكى لعله يجد عملا ثابتا ولكنه سقط من احدى الشاحنات وإصيب ظهره فتم إعفائه من الجيش … هل لازلت ترى أنك أسواء حظا او اكثر فشلا من جو جيرارد ؟ .. على كل حال فإن ذلك ليس الأسواء فى حياة جيرارد

*الربح السريع :

بعد ذلك قام جيرارد بالبحث عن مصدر كسب سريع فقام بفتح وكر للقمار مع شريك له وكان بالفعل يكسب الكثير إلى أن قامت الشرطه باغلاق ذلك الوكر و هرب شريكه وتم الزام ‘جو’ بسداد المخالفات التى تم تحريرها ضد ذلك الوكر ، وبدأ بعد ذلك فى العمل اماكن كثيرة ولكنه سرعان ما كان يتعرض للفصل ،حتى تحسنت الظروف قليلا حين عمل جيرارد لدى رجل يدعى سابرستين كان يعمل فى بناء البيوت وتأجيرها وتعلم منه جيرارد العمل وكان يحسن سابرستين معاملته حتى إنه حين قرر التقاعد سلم مؤسسته لجيرارد وأدار جو المؤسسة بمفرده ونجح لسنوات حتى حدث أن خدعه أحد رجال العقارات فخسر جو الكثير من المال بل وتراكمت عليه الديون لدرجه أنه كان يتسلل إلى بيته من السور الخلفى فقد حاول البنك الحجز على سيارته ليس ذلك فقط بل إنه وصل به الحال الى أنه لم يكن يجد طعام لأبنائه ، ولكنه رغم كل ذلك لم يستسلم لفشل او ليأس بالعكس فقد كان يرى ان الماضى الاليم هو وسيلة للتخطيط لمستقبل مشرق .

* اول خطوات النجاح :

بعد ذلك قرر جيرارد العمل فى مجال بيع السيارات لكن واجهته مشكله وهى انه كان يعانى من التلعثم فى الكلام منذ الصغر وما أزاد ذلك الأمرهو قسوة والده و لم يكن جيرارد يحاول علاج ذلك لعدم وجود دافع حتى قرر العمل فى مجال السيارات حينها قرر العلاج وبالفعل نجح فى العلاج من التلعثم وبعدها قام بالتقدم للعمل كمندوب بيع فى شركة ” شيفرولية ” لم يكن هناك سبب لقبوله فى العمل حتى أستطاع أن يثبت لمدير المبيعات أنه يملك طرقا مختلفا للبيع تختلف عن غيره من مندوبى المبيعات ، حينها تم قبوله فى العمل وبدأ فى إبتكار طرق للبيع وجذب العميل و لكن كان ينقصة وجود قائمة للعملاء فبداء بقطع ورقتين من دليل الهاتف وأستخدمها كبداية لتكوين قائمة عملاء ، يقول جيرارد أنه رغم ذلك لم يحصل على أولى مبيعاته من هذه القائمة ، لكن ما حدث هو أن أول عمليه بيع قد تمت داخل صالة العرض فقد جاء احد الزبائن فى اخر ساعات اليوم و كان وقتها مندوبي المبيعات مشغولون مع عملاء أخرين ولم يبقى سوى جيرارد ، يقول أنه فى ذلك الوقت لم يكن يفكر فى اى شئ سوى أن يبيع السيارة لذلك الرجل حتى يستطيع الحصول على طعام لأبنائه ، لم يكن وقتها يعرف معلومات كافية عن السيارات وأنواعها لكى يستطيع إقناع العميل ولكنه كان يملك إرادة قوية جدا ودافع أقوى وهو إطعام أبنائه .. وكما يقول جيرارد أن الارادة ليست كافية وحدها ليكون رجل المبيعات ناجح ، لكنها أهم شرط لنجاح عملية البيع ، وأن معرفة ماتريد يقوى دافعك ومن وقتها أصبح مع كل عملية بيع يضع أمامه دافع أو هدف قوي ليمنحه ذلك الهدف إلارادة القوية التى جعلت منه قادرا على إنجاح عملية البيع وأستمر جيرارد فى نجاحه كرجل مبيعات حتى وصل لبيع 16 سيارة فى اليوم ، كما باع أكثر من 13001 سيارة خلال 15 سنة وفى عام 1973 باع 1425 سيارة وقد باع فى شهر واحد 174 سيارة وقد حطم بهذه الارقام كل الأرقام القياسية فى المبيعات ، وهو يحمل رقم جينيس العالمى كأفضل رجل مبيعات فى العالم وكان شعاره إيضا فى البيع هو حب الزبائن فكان يعطى لكل زبون ميدالية مكتوب عليها إنى أحبك ، كما أنه من أشهر مقولاته ” إننى على إستعداد لكسر ظهرى فى سبيل خدمة زبون ما ” وقد باع كتابه ” كيف تبيع أى شئ لأى إنسان أكثر من مليون ونصف مليون نسخة .
* بعد أن عرفت كل هذا عن حياة أفضل رجل مبيعات فى العالم والذى بدأ نجاحه بعد 35 عام من الفشل فعليك أن تعلم أن الفشل هو مجموعة التجارب التى تسبق النجاح وألا تيأس اوتستلم أبدا لاى إحباطات تخبرك بانك قد فشلت او انك لن تنجح فى يوم ما ، وعليك أن تعلم أن الظروف الصعبة و تكرار الفشل ماهى إلا وسائل ستدفعك إلى تحقيق ما تريد بإذن الله ، وأن الدافع و الإرادة القوية تصنع المستحيلات، فقط لاتتوقف عن المحاولة .

فيديو جو جيرارد من الفشل إلى قمة النجاح