فن المحاماة بالذكاء الذاتي ، الشخصي ( 1)

الكثير منا لا يدرك تماما ما يوجد في أعماق شخصيته فاكتشاف النفس يعتبر عملية مستمرة ليس لها نهاية .كلما اكتشفت ما هو داخلك كلما زادت قوة شخصيتك أكثر وأكثر ،وستفكر أفضل ،وتتصرف أفضل وتنجز أفضل .فما أعظم أن يعرف المرء نفسه !! فمعرفة النفس هو كشف ما بداخلها من مزايا قائمة ،وتشخيص ما بها من جوانب الضعف والنقص .ولمعرفة الإنسان بكينونته لابد له أولا من دراسة شخصيته دراسة وافية ،مستكشفة ، جادة ، من كل الزوايا والأبعاد. وليبحث له عن مرآة تكشف له ولو قدراً بسيطاً عن ظاهره وباطنه .وكما يبحث كل منا في عيون الناس عن نفسه ، وماهيته ،ومدى تقدير الآخرين له ،وإعجابهم به،لابد من أن يبحث بنفس اللهفة وبعين الناقد الفاحص عن عيوبه وجوانب التقصير في شخصيته
كما أن الوعي بالذات مهارة تلعب دورا كبيرا في تطوير الذات و الارتقاء بها بفاعلية نحو التفوق في كافة المجالات في الحياة ،وتقتضي إثراء الفرد بمفردات المشاعر وكيفية التعامل معها وتحديد نقاط القوة والضعف ، في الانفعالات وفي المواقف المختلفة، ومحاولة رؤية الذات في منظور إيجابي آخر.

مظاهر الضعف الذاتي:

من مظاهر الضعف الذاتي عند البعض القلق الزائد عند المرافعة ولتوضيح ذلك نذكر مايلي :
إن الحقيقة الواضحة أنه مهما كتبت ومهما قرأ القارئ الكريم عن أسباب القلق في الدعاوى وخاصة الجنائية فإن ذلك لن يحل كثيراً من المشاكل النفسية عند نظر كل دعوى.
ولكن دعوني أذكر بعض النقاط الأساسية التي يجب أن يكون عليها المحامي و المحامية حتى يستطيع أن يتغلب على القلق الذي يسببه انشغاله على القضية.
1) أسأل نفسك عن أسوء الاحتمالات التي يمكن أن تحدث ثم هيئ نفسك ذهنياً لقبول أسوء الاحتمالات فإذا حدثت نسبة أقل فهذا أيسر.
2) لا تفكر في بداية القضية كثيرا وتنشغل على نتيجتها بل أعمل فالعمل هو خير سلاح للقلق في هذه الحالة.
3) إذا حدثت نتيجة قضية غير متوقعة فارض بما قسمه الله لك وارض بما ليس منه بد وما تشاءون إلا أن يشاء الله وقدر الله وما شاء فعل وإرادة الله فوق كل إرادة وبالتالي أجعله في حكم الماضي ولا تفكر في الماضي فليست هناك قوة بوسعها إعادة الماضي و تجنب القصاص من الخصوم فأنت مجرد وكيل.
4) استرح قبل أن تبدأ تلك القضية وتعلم كيف تسترخي وأنت تزاول عملك.
5) لا تجادل إذا كنت مخطئاً واعلم أن خير السبيل لكسب جدال هي أن تتجنبه وسلم بخطئك إذا كنت مخطئاً.
6) بالنسبة للموكلين كن مستمعاً طيباً وشجع غيرك على الكلام عن نفسه وعن قضيته وأظهر اهتماماً بالناس وابتسم فمن لا يستطيع الابتسام لا يجوز أن يفتتح مكتباً للمحاماة وأجعل الموكل يشعر بأهميته بإسباغ التقدير والفت نظره إلى أخطائه من طرف خفي.
7) قدر للقضية أسوء احتمال تراه وأخبر به الموكل فإذا حدث أقل فلن يكون هناك أثر.
يعتبر هذا النوع من الذكاء من أهم الأنواع وذلك لأنه نقطة البداية لاكتشاف الذات والسعي لتطويرها .

المحامي الدكتور / عبدالكريم بن إبراهيم العريني
القاضي في المحكمة العامة في جدة سابقا

فيديو فن المحاماة بالذكاء الذاتي، الشخصي (1)

أضف تعليقك هنا

المحامي د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني

د.عبد الكريم العريني - محامي وقاضي سابق
قاضي سابق، محامي، محكم دولي.
مستشار شرعي وقانوني ومحكم دولي.
مستشار دولي في الذكاءات المتعددة معتمد من المعهد الأمريكي للتعلم والتنمية البشرية
زميل اتحاد التحكيم الدولي

خبير في تفسير العقود التجارية أكاديمية ليدز إنجلترا

الموقع الإلكتروني لمكتب د.عبد الكريم العريني هو aolaw.com.sa