ماهو الدرس الذي تعلمته الحسابات الفنية من الصحافه العربية؟

كلنا يعلم أن تطور وسائل التواصل الإجتماعي أتى مُتزامناً مع نشأة و إزدهار الصحافة الإلكترونية وكان لهذه النهضة تبعات عديدة منها إنتتشار ما يسمى بـ (الحسابات الفنيه) والتي تتنوع وتختلف توجهاتها وأهدافها ما بين النقد الفني إلى أخبار المشاهير أو فضائحهم بشكل أدق مروراً بحسابات الفانز لفنانين أو مجال معين ..

تفاعل المشاهير والجمهور العربي مع هذه الحسابات يؤكد سيادتها و مدى تأثيرها فنستطيع القول أنها إستمدت قوتها من الصحافة العربيه كون الأخيره سُلطة رابعة.

بالإضافة إلى أن بعض هذه الحسابات أثبت وجود فئة واعية وتستحق الدعم والتشجيع خصوصاً بمجال النقد الفني وربما لم تتسنى لهم فرص حقيقة على أرض الواقع لإثبات هذه المهارة ،فعندما تعطلت عجلة النقد وإنقسم الدارسون و ذوي الخبرة إلى (صحفي فانز) أو (أدمن حساب بهوية مُستعارة) خوفاً من تقلبات مزاج الفنانين الشباب وتعنت بعض الكبار ،إتضحت الحاجه لوجود الناقد الحيادي صاحب الأسلوب والنظرة الواعيه وهو غير مُطالب بإبراز الشهاده أو ترخيص الممارسة طالما لديه (بايو) مُلفت و مُتابع يثق به.

ولكن مع كثره هذه النوعيه أصبحنا نتسائل عن الدروس التي تعلمتها هذه الحسابات من الصحافة العربيه وهي بإعتقادي:

  • المسؤولية تجاه الكلمة:

للكلمة قوة دفع لا يُستهان بها ،لهذا يقال بأن الحرف أحد من السيف وبعض الكلمات أقوى من الرصاص وهذه الحقيقة تعيها الصحافه العربيه جيداً ولكنها لا تعمل بها وبذلك كانت أول درس إعتمدت عليه بعض الحسابات الفنيه عند كتابتها للمنشورات بلغة تتفاوت ما بين القسوة والوقاحه بإنتقاء المفردات ،فهذا فنان فاشل وتلك فنانة تركض وراء البيزة و … من ماخف نطقه وعظُم معناه ،ماذا سيحدث لو إستبدلنا صفة “فاشل” بـ ” لم يوفق”؟

  • دورة حياة الفضيحة:

الصحافه هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها قبل تقديمها للجمهور ولكن حين إنعدمت الدقه وغاب التثبت أصبح من الطبيعي إختلاط الرصاص باللون الأصفر و نتيجة لذلك صدرت الأخبار والفضائح المُفبرك جزء لا بأس به منها من نفس المصدر وعلى صفحات نفس المجلة ،ومنها للحسابات مع إضافة حقوق و آلاف التعليقات التي تُدين ،تشجب أو تستنكر ومن حساب لآخر أصبح للـ “فضيحه” دورة حياة.

  • ضياع الهوية:

الطريف ليس في كون معظم المؤثرين عبر هذه الحسابات يتخفون وراء الأسماء المستعارة وكأنهم بلا هوية ولكن في عدم إرتباط محتوى حساباتهم أو “منابرهم الإعلاميه” _كما يحب من “كبرت الخسه برأسه” أن يصف حسابه_ بمعنى الإسم المستخدم ،فلا كياسة بلغة “الراقي” ولا فضائح عند “مُسترق الأضواء” أو مقارنات لدى “قبل وبعد” ولا شيء غير الإنطباعات الشخصيه لدى “الناكد الفني”،من قال أن لكل شخص من إسمه نصيب…؟

  • إتفقنا على أن لا نتفق:

أسهل ما قد يفعله أصحاب هذه الحسابات هو الكتابه عن المصداقية ،الموضوعية ،الحيادية و تقبل الآراء مالم تكن طائفية أو عنصريه بالمساحه الخاصة لذلك ولإختبار هذه الروح الرياضية ماعليك عزيزي القارئ سوى أن تُعارضه بموضوع معين وحين يصلك تنبيه بـ “وصلة ردح” فلا تُنهك نفسك بالقراءة والتفكير بالرد فقد حصلت على (بلوك).

  • لا تجعلوا من الحمقى مشاهير:

من جملة الأقاويل التي أكون معها وضدها هي مقولة (لا تجعلوا من الحمقى مشاهير) وسبق أن فندت موقفي منها ولكن إذا كانت الصحافة هي المروج الأول للحماقة فالحسابات الفنيه جزء من عملية الترويج فمن جهة تُساهم بشهرتهم رغم تأثيرهم السلبي ومن جهة ثانية ثقة الناس ببعض هذه الحسابات السيئة يحول الأخيره إلى “مشهور بحماقته”.

فيديو ماهو الدرس الذي تعلمته الحسابات الفنية من الصحافه العربية؟

أضف تعليقك هنا

ابتهال العمودي

ابتهال العمودي