هل أنت وحيداً مثلي ؟!

ماذا يعني أن تكون وحيداً!!
هل مررتَ بلحظةٍ، أو أيامٍ، أو شهورٍ و شعرتَ بوحدةِ روحٍ رغم زُحام الأمكنة و الأزمنة؟!
هل شعرتَ مرةً بانسلاخِ كيانك عن جسدك؟!
و أن جسدك تربع على عرش الآخرين… بينما ترحل روحك إلى مكان آخر؟!
إلى مكانٍ تبحثُ فيه عن أُنسٍ لا تعرف أين تجده؟ و مع من، و متى؟…
هل شعرتَ بأن المكان ليس مكانك؟!
أو أنكَ بين ناسٍ لا يمتون لك بصلة مشاعر حتى و إن ربطتك بهم أواصر الدم؟!
إنه المعنى الحقيقي لأن تكون وحيداً

يرى علماء النفس أن الشعور بالوحدة هو أصعب ما قد يمرُ به الفرد حيث الخلل في شعوره بالترابط مع من هم قريبين منه، بمعنى أنه خبرة شخصية مؤلمة يخبرها الفرد نتيجة غيابِ نوعاً محدداً من العلاقات ( أسرية، صداقة، حب أو ما شابه ذلك)… هذا يذهبُ بالفرد إلى الشعور بعدم الانسجام مع الآخرين.
و ترى بعض الدراسات أن لأسلوب الأسرة التسلطي في تربية الأبناء دوراً كبيراً في معاناة كثيراً من أبنائهم من الشعور بالوحدة و التي بدورها تفصلهم عن عالمهم الاجتماعي،،، فلا يرغبون في التواصل مع غيرهم، بل و يشعرون باختلاف الآخرين عنهم و ببعدهم النفسي عنه.
و تبدأ وحدة الفرد بشعوره أنه وحيداً لا أحد يشعر به، بل يرى الناس و الكون بنظرة الغريب الذي لا يعرف أحداً، و يبدأ بالانزواء على نفسه و الابتعاد عن هذا و ذلك، و تصبح علاقاته الاجتماعية محدودة حيث يحصرها مع نفسه، و في أحيانٍ قليلةٍ مع شخصٍ واحدٍ و لكن دون أن يُحدثه عن ما يجول بداخله… حيث يُؤثر أن يكون إحساسه خاصاً به دون غيره، بل و يرى أنه لا فائدة في البوح…
و لكن!

خلافاً عن أسباب الأسرة في زرع شعور الوحدة في أرواح الأبناء، لماذا نشعرُ نحن البالغين بالوحدة؟!
قال أحدهم أن شعوره بالوحدة تفاقم من ظلم المحيطين به، و آخر قال أن فساد المجتمعات و تنازلها عن القيم الأخلاقية عزز شعوره بالوحدة…
أصبحنا نعيشُ الآن في أوطان تربطها المصالح المادية دون الاهتمام بالعلاقات الإنسانية، كثيرون هم من يتمنون العيش في عالم افتراضي لا أُناس فيه؛ يرون أن موت الضمير و الأخلاق في أرواح الكثيرين كفيلٌ بدمار الكون و الإحساس، كفيلٌ بجعل الفرد وحيد الجسد و الروح…
و ماذا لو سألنا أنفسنا؟

هل يشعرُ جميعنا بوحدة الروح؟

أم أن هذا الشعور اقتصر على من ضاعت أحلامهم وسط ضياع الأوطان؟
أم أن كثيرين ساروا في تيار المصالح دون الاكتراث بالمشاعر الإنسانية؟!
و تبقى الوحدة رفيقة الوحدة…

فيديو هل أنت وحيداً مثلي ؟!

 

أضف تعليقك هنا