لماذا نبحث عن السعادة بعيدا؟ وهي بداخلنا!

فعلا لماذا نبحث عن السعادة بعيدا. هذا السؤال دفعنى إلى البحث والقراءة كثيرا والتأمل في مجريات الأحداث من حولى ،وتوصلت إلى عدة من وجهات النظر حول السعادة الداخلية لكل إنسان على وجه الأرض .هيا بنا لنتعمق في موضوعنا عن السعادة الداخلية.

ما هي السعادة؟

مفهوم السعادة: تعددت مفاهيم السعادة في شتى المجالات في الاسلام ، علم النفس،والفلسفة،وفي اراء الناس .فقد رأيت منهم من يري السوعادة الحقيقية تكمن في امتلاك أموال طائلة ،ومنهم من يتصورها في امتلاك بيت فخم وسيارة فارهة، ومنهم من يراها في التمتع والنظر الي منظر خلاب ،او في تحقيق غرائز الجسد وشهوات النفس ،او في كثرة الاولاد،او في تغذية العقل بالتعلم والقراءة.وأنا أرى وأوافق رأي الأديان السماوية في تعريفها السعادة أنها حالة الصلح بين الظاهر والباطن ،وبين الإنسان والاخرين،بين الانسان وبين الله.

الوصول إلى السعادة الداخلية

ولكى نتوصل الى السعادة الداخلية لابد من تنمية الجانب الروحى وعلاقتنا مع الله.نعم بالعبادة وحسن التوكل والظن بالله والرضا بما قسمه الله لنا . فقال أفلاطون “السعادة هي فضائل النفس .الحكمة والشجاعة والعفة والعدالة،واعتبر أن الإنسان لا يسعد السعادة الكاملة إلا بعودة الروح إلى العالم الآخر . وقال أرسطو “السعادة هي هبة من الله واعتبرها تتكون من خمسة أبعاد وهي صحة البدن وسلامة الحواس،الحصول على الثروة وحسن استخدامها، والنجاح في العمل وتحقيق الطموحات،سلامة العقل وصحة الاعتقاد، والسمعة الطيبة والاستحسان من الناس.”

السعادة عند ارسطو

ومن هنا اري ان أرسطو رأيه يتفق مع رأي القرآن والمنهج السمواى العظيم. وهو المنهج الأمثل لهذه التذكية النفسية. فقد خلقه الله وانزله واختار له طريق الوسط طريق الاعتدال،بين الإفراط والتفريط، وإذا نظرنا إلى القرآن نجد فيه كثير من المعجزات الربانية لنا وفي الكون. قال تعالى “كلوا واشربوا ولا تسرفوا”وهذا نصح على ضبط النفس وعلى اجادة الاعتدال.

السعادة في القرآن الكريم

وقال تعالى ايضا”وفي انفسكم افلا تبصرون” انظر إلى نفسك كيف انشأك الله في أحسن تقويم .كيف أسماك الله خليفته في الأرض وسخر لك الكون وتشعر بالتعاسة .قال تعالى “اذ قال ربك للملائكة انى جاعل في الارض خليفة”

وقال تعالى” من اتبع هدايا فلا يضل ولا يشقي*ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا”.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس الغنى عن كثرة المال،ولكن الغنى غنى النفس”.فهنا نجد السعادة تنقسم إلى قسمين سعادة دنيوية وسعادة آخروية .
الدنيوية :وهي التوكل على الله وحسن الظن وعبادة الله وأن لا نرهق أنفسنا بامر الدنيا كثيرا ولا يشغلنا سوى أنفسنا لكي نستطيع التغلب على كل اختبارات الحياة.

والسعادة الاخرويه:هي ذات السعادة الأبدية الدائمة الخالدة ،وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته

ومن هنا أرى ان السعادة هي شعور بالطمانينة يقذفه الله سبحانه في قلب من يطيعه ولا يعصيه بحيث يفعل ما أمره الله به وينتهي عن ما نهاه عنه وهو ما يعرف بتقوى الله وهو بلا شك ليس بالشيء السهل فلا بد من مجاهدة النفس والاستعانة بالله على ذلك أن يوفقك فإليه سبحانه يرجع الأمر كله ولا بد على الإنسان أن يحاول ان يعيش في وسط نظيف يعينه على أن يحيا حياة مستقيمة فإن نجح في ذلك بعد جهد لا بد منه ستهدا نفسه ويطمئن قلبه بإذن الله
وسوف نتوصل إلى السعادة في داخلنا

فيديو لماذا نبحث عن السعادة بعيدا؟ وهي بداخلنا!

أضف تعليقك هنا

مختار صبحي

مختار صبحي