سوسة النخيل الحمراء 1 – الخصائص التركيبية والحياتية للسوسة

معلومات مهمة عن سوسة النخيل الحمراء؟

  • يصاب النخيل بالكثير من الآفات الحشرية من بينها سوسة النخيل الحمراء . تنتمي السوسة لجنس الرينكوفورس، عائلة الليليات، رتبة غمدية الأجنحة.
  • سوسة النخيل الحمراء باللغة الإنكليزية: Red palm weevil, Rhynchophorus ferrugineus, Curculionidae, Coleoptera.
  • اسم الجنس والنوع أصلهما يوناني حيث يشير اسم الجنس لشكل خرطوم السوسة أما اسم النوع فيشير ‏للون السوسة.
  • سوسة النخيل الحمراء هي نوع حشري غازي يهاجم العديد من أنواع النخيل مفضلة النخيل الأقل من 20 عاما مسببة أضرارا ‏اقتصادية.

ستتناول في سلسلة مقالات كل ما يخص سوسة النخيل الحمراء استنادا علي نتائج الملاحظات والابحاث:

  • الجزء الاول: شرح الخصائص التركيبية والحياتية للسوسة
  • الجزء الثاني: أعراض الإصابة وجزء من المكافحة
  • الجزء الثالث: باقي طرق المكافحة بالإضافة للمصادر المختلفة.

الخصائص التركيبية والحياتية لسوسة النخيل الحمراء

الخصائص المورفولوجية

تتميز الحشرة الكاملة بشكل بيضاوي مطاول. لونها أحمر. يتباين طولها وعرضها من 2-4 سم و 0.8-2 سم تقريبا عالتوالي. يبلغ ‏طول قرن الاستشعار المرفقي الصولجاني 4/5 طول الصدر والشمروخ من 6 عقل. أجزاء الفم قارضة بسيطة. يتكون الصدر من صدر أولي يقارب حجم الرأس وصدر وسطي طوله حوالي 1/6 الصدر وصدر ‏خلفي. الأجنحة الأمامية لا تغطي البطن تماما ورسغ الأرجل يتكون من 5 عقل.‏

تتشابه الاناث مع الذكور في شكل وحجم ولون الجسم بينما تختلف عنهم في أن: ‏خرطوم فمها أرفع وأطول وأسطواني ولا تحتوي نهايته علي شعر كما أن فخدها الأمامي لا يحتوي علي ‏شعر وساقها الأمامي شعره أقصر، أيضا حلقتها البطنية الأخيرة أقل انحناء ولا تحتوي علي شعر.
يتباين طول اليرقة السمنية عديمة الأرجل من 0.05-0.8 سم تقريبا. ‏ العذراء من النوع الحر ويتباين طولها من 3-4 سم وعرضها من 1-2 سم تقريبا والغمد لا يغطي ‏أول فتحتين بطنيتين. تتواجد في شرنقة طولها 4 سم تقريبا.

دورة حياة سوسة النخيل الحمراء

تتراوح دورة الحياة من 45-298 يوم بمعدل 3-4 أجيال متداخلة في السنة.

الحشرة الكاملة لها قدرة عالية على الطيران حيث قدرت المسافة التي أمكنها قطعها من 1-7 كم حسب الموسم مفضلة الطيران في الساعات الأولي والأخيرة من اليوم.

انتشار سوسة النخيل الحمراء

يتبع نمط انتشار السوسة التوزيع المكاني الثنائي السلبي.

نظرا لطبيعة معيشة السوسة مختفية داخل النخلة فانه من الصعب الكشف عن وجودها الا بعد أن تدمرها ومع ذلك فان هناك تأكيدات علي امكانية الكشف المبكر عن الاصابة.

يمكن ايجاد السوسة في أي مكان على النخلة. لوحظت الاصابة علي ساق النخلة علي بعد صفر-100 سم من التربة. درجة الاصابة علي بعد صفر-50 سم أكبر منها على بعد 50-100 أو 100-150 سم.

يعتقد أن السوسة تعيش أيضا في التربة وذلك من الملاحظات الآتية: وجود السوسة علي جذور النخيل حديثة الخروج وأن 20-100% من السوس المصطاد مصاب بالنيماتودا وتعداد المصائد المدفونة في التربة أكبر من المصائد المعلقة علي جذع النخلة كما أن النخيل الصغير أظهر اصابة حادة بالسوسة علي أو تحت مستوي سطح التربة.

اناث وذكور وتزاوج سوسة النخيل الحمراء

لوحظ أن عمر الاناث يفوق عمر الذكور بحوالي 1-100 يوم. يفرز الذكر فرمون لجذب الاناث للتزاوج ثم يقوم بسلوك معين للتزاوج بحيث يمنع أي ذكر آخر يقترب من الأنثي. تتراوح فترة التعانق من 2.9-4.8 دقيقة. لوحظ حدوث تزاوج للأنثي أكثر من مرة ومع ذلك مرة واحدة من التزاوج كانت كافية لانتاج بيض حيث يمكن للاناث الاحتفاظ بالاسبرمات حيوية.

بيض سوسة النخيل الحمراء

تتراوح فترة قبل وضع البيض من 1-11 يوم. تضع الأنثي معظم البيض خلال الأربع أسابيع الأولي من حياتها. يستمر وضع البيض من 17-37 يوم قبل موت السوسة في حالة وجودها مع ذكور أو بمفردها علي التوالي. تستطيع الأنثي الواحدة انتاج 5 مليون فرد في 4 أشهر أي 4 أجيال. يستمر وضع البيض طول العام.

لوضع البيض تعمل الأنثي حفرة بخرطومها في الأشجار المجروحة أو المحطمة والأماكن الرطبة والتاج والورق وأماكن خروج الفسائل والجذور الخارجة حديثا وغيره. تفضل وضع البيض علي النخيل عمر من 5-20 سنة. لوحظ في بعض الحالات أن السوسة استطاعت وضع البيض علي نخيل سليم. تضع الأنثي طوال فترة حياتها من 33-500 بيضة. تضع البيض معا لكن غير ملتصق ثم تفرز مادة لاصقة لغلق مكانه. تبقي الأنثي في النخلة بعد وضع البيض أو تخرج منها.

تتراوح فترة حضانة البيض من 2-18 يوم حسب درجة الحرارة والغذاء. يفقس البيض بحيوية تتراوح من 30-94% عن يرقات تكون معرضة للبيئة في حالة أنها خارج النخلة ثم تختفي في مكان رطب أو داخل النخلة صانعة أنفاق بطول15-20 سم. لليرقة 3-17 عمرحيث يتحدد العمر بحسب حجم الكبسولة. يستمر الطور اليرقي من 24-82 يوم حسب البيئة ومدي المنافسة علي الغذاء.

تصنع اليرقة خلال طور ما قبل العذراء -2-20 يوم- شرنقة بيضاوية من الألياف المقضومة وتعذر داخلها. يستمر طور العذراء من 10 أيام لعدة شهور.

تغذية سوسة النخيل الحمراء

تتضمن وسائل التغذية البديلة للسوسة:

1) أجزاء نباتية مختلفة:

نخيل البلح والذي تتميز أجزائه مقارنة بقصب السكر بأنها: تحتوي علي العناصر الغذائية اللازمة، سهل الحصول عليها، رخيصة الثمن، مستوي استهلاكها عالي، تؤدي لنسبة خروج عالية من السوسة، متوسط وزن العذاري أكبر ومتوسط وزن اليرقات أعلى 3 مرات. كما أن استخدام البلح في المصائد الفرمونية كان أفضل من قصب السكر. لوحظ أن صنف خشب هو الأفضل لتغذية السوسة.

  • لوحظت فائدة أجزاء قصب السكر لتغذية اليرقات حيث أنها مناسبة لعملية التعذير.
  • لوحظ أن الموز غير مفضل لتغذية السوسة حيث أدي لمستوي عالي من الموت ونسبة خروج منخفضة للحشرة الكاملة.

2) البيئات الشبه مصنعة:

المحتويات الأساسية للبيئة الغذائية تتضمن: مصدر نيتروجيني و ليبيدات وكربوهيدرات وفيتامينات ومعادن ومواد مثبتة ومواد حافظة ومواد مالئة. قد تضاف أحيانا أجزاء نباتية.

3) مزارع الأنسجة.

درجة الحرارة وتأثيرها على سوسة النخيل الحمراء

-درجة حرارة النخلة لا تؤثر علي تطور السوسة حيث أنها أعلى من الحرارة الخارجية بـ4-6 درجات سيليزية.

علاقة درجة حرارة النخل وسوسة النخيل الحمراء

– ترتفع درجة حرارة النخلة تدريجيا مع تقدم الاصابة بالسوسة و يمكن الكشف عنها بعد الأسبوع الثالث للاصابة حيث تختلف بحوالي 0.8-2.63 درجة سيليزية عن السليمة. تلك الدرجات أعلي من الحد الأدني وأقل من الحد الأقصي لدرجة الحرارة الخارجية. فسر ارتفاع درجة حرارة النخلة المصابة بحدوث تخمر لأنسجة النخلة نتيجة الاصابة او ربما لعوامل اخري حيث ان درجة حرارة النخلة ترتفع حتي في وجود أعداد قليلة من السوسة. تختلف درجة حرارة النخلة المصابة عن البيئة الخارجية من 1.4 درجة سيليزية خلال الشتاء (ديسمبر-فبراير) الي 6.6 درجة سيليزية خلال الصيف (أغسطس).

– معدل وضع وفقس البيض عند ارتفاع درجة الحرارة في حدود 10-25 درجة سيليزية. بينما في احد التجارب لم يلاحظ وضع بيض عند درجة حرارة أقل من 20 درجة سيليزية. عند تربية السوسة علي 25 درجة سيليزية ثم نقلها عند عمر 14 يوم ل 10 و 15 درجة سيليزية قل معدل وضع وفقس البيض.بنسبة 84-94% عالتوالي.

تأثير الحرارة على بيض سوسة النخيل الحمراء

-درجة الحرارة الحرجة الدنيا لوضع وفقس البيض تحت ظروف حوض البحر الأبيض المتوسط يقارب المتوسط السنوي لدرجة الحرارة لمعظم دول للساحل الشمالي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط وأقل من متوسط الحرارة الشهرية. وبالتلي لا يتوقع اصابات جديدة خلال الشتاء. تم تقدير فترات وضع وفقس البيض في منطقة البحر الأبيض المتوسط اعتمادا علي درجة الحرارة الحرجة الدنيا لوضع وفقس البيض والمتوسط الشهري لدرجة الحرارة. الفترتان أطول في المنطقة الشمالية عن الجنوبية. وضع البيض تبدأ من أبريل لمنتصف أكتوبر أو أول نوفمبر وتتوقف في الأشهر الباردة. الفقس منتصف مارس حتي منتصف أو آخر أكتوبر وتستمر طول العام. تطور الأطوار المختلفة يأخذ وقتا أقل صيفا عن شتاء.

-لوحظ أن متوسط الحرارة الشهرية أقل من 10.3 درجة سيليزية مميت لليرقات حديثة الفقس. بينما متوسط الحرارة الشهرية أقل من 4.5 درجة سيليزية مميت لليرقات الكبيرة. معدل بقاء اليرقات اعلي من أبريل لسبتمبر بينما معدل موتها أعلي خلال ديسمبر ويناير بحسب دراسة علي نخيل الكناريا في أسبانيا. تتطور العذاري في مدي واسع من درجات الحرارة، حيث تتطور طول العام في مصر. درجة الحرارة المثلي تتراوح بين 15 درجة سيليزية (فبراير/24.2 يوم/1.19 دورة خروج) و29.5 درجة سيليزية (أغسطس/3.14 يوم/2.3 دورة خروج).

-لوحظ وجود علاقة طردية بين متوسط درجة الحرارة السنوية والعظمي والصغري وعدد أجيال السنوية للسوسة. في حالة المناطق ذات متوسط الحرارة السنوية الأقل من 15 درجة سيليزية (الساحل الشمالي) يتوقع حدوث جيل واحد فقط في العام للسوسة. أما في حالة المناطق ذات متوسط الحرارة السنوية الأقل من 19 درجة سيليزية (الساحل الجنوبي) يتوقع جيلان في العام. وذلك في حوض البحر الأبيض المتوسط. هناك علاقة طردية بين متوسط عرض كبسولة الرأس لكل عمر يرقي مع الوحدات الحرارية المتجمعة فوق الحد الحرج للحرارة الدنيا.

النشاط اليومي والموسمي لسوسة النخيل الحمراء

يلاحظ النشاط اليومي للسوسة خلال الشروق والغروب في عدة بلاد. الطقس له تأثير على السوسة حيث سجلت علاقة طردية بين نشاط سوسة النخيل الحمراء ودرجة الحرارة وعلاقة عكسية مع سقوط الأمطار.

يختلف النشاط الموسمي للسوسة من فصل لآخر وكذا داخل نفس الفصل. لوحظ أن السوسة أكثر نشاطا خلال الأشهر الدافئة من مارس حتي نوفمبر حيث بلغت أقصاها خلال شهور مارس وأبريل ومايو. فسر ذلك النشاط بأنه نتيجة خروج النسل الذي تطور ببطء خلال البرودة. يقل تعداد السوسة من يونيو-سبتمبر حيث يصل متوسط درجة الحرارة خلال اليوم ل42.8 درجة سيليزية. ربما يختبئ في النخيل المصاب أو التربة. يصل التعداد أدناه في أغسطس. تحت ظروف البحر الأبيض المتوسط تقل الاصابة بالسوسة بعد فصل الشتاء حيث يقل معدل تطورها عند انخفاض درجة الحرارة خلال فصل الخريف.

عوامل نجاح سوسة النخيل الحمراء

  1. النقل العشوائي لفسائل النخيل بين البلاد والمناطق المختلفة.‏
  2. نموذج التوزيع المكاني للسوسة، حيث تتجمع بأعداد كبيرة مؤدية لانتشار ‏عشوائي للاصابة في منطقة تواجدها و في الأماكن المحيطة.
  3. خلو المناطق التي يتم غزوها من أعدائها الطبيعية.‏
  4. طبيعتها المختفية حيث تستطيع أن تقضي معظم حياتها داخل النخيل في أنفاق علي عمق ‏من 15-20 سم دون اكتشاف وجودها الا في وقت متأخر من الاصابة.
  5. تستطيع الاناث الحياة ووضع البيض تحت مدي مناخي واسع.
  6. للاناث قدرة عالية علي الاحتفاظ بالاسبرمات الذكرية.
  7. للاناث قدرة عالية علي وضع البيض.‏
  8. طول عمر اليرقات.‏
  9. طبيعة عائلها النباتي تساعد في اخفائها عن الأنظار وعن الظروف البيئية السيئة.
  10. الممارسات الحديثة لزراعة النخيل بالاضافة للحدائق المهملة والمغلقة تساعد علي ‏زيادة معدل الاصابة.

– انتهى –

إقرأ أيضا:

سلسلة مقالات سوسة النخيل الحمراء

أضف تعليقك هنا

د. رباب المرجاوي

د. رباب ع.ع. المرجاوي