الجرح العميق -قصة-الجزء الأول-

نفساً جديداً للحياة

لم يرق لي الصمت ولا السكوت والمكوث جالساً وسط هذا الصراخ وسط هذا الكم الهائل من الكلام الذي لا فائدة منه ، كان أدنى ما يمكنني فعله هو الوقوف والنظر بدهشة وبعصبية أشد أصرخ في وجهها ثم أتراجع عن ذلك بتحسس على خديها وأن أرسم عليهما قبلة طويلة أخد منها نفساً جديداً للحياة.

كانت الساعة آن ذاك تشير إلى الخامسة وكان ذلك اليوم عيد رائع لأنه عيد الفطر ولأنه عيد لقاء أعظم تكلل بمعرفة قلبية ، لكن لم يرقني طبع كلمها أحيانا وصمتها حينا آخر ربما كنت وما أزل بحاجة كبيرة لطول كلامها ولو كان تافها ولبحثها في تفاصيل كل لحظاتي كل أفعالي ، لم أكن أعلم أنني أنا التافه بالنسبة لها حيث أنها تصبرني بكلام لن يقع.

حان وقت الرحيل استقلنا سيارة أجرة لأنزل قبلها بحوال مائة متر رغم أن بيتي وبيتها بجانب بعض لكن قدر هذا الحب أن يكون حبيس قلبين أو بالأحرى حبيس قلبي, إني مؤمن أنها لم تحبني بل كانت محتاجة لمؤنس لوهلة قصيرة تريح ذلك الخاطر المجروح.

للمرة الأولى أعتبر أن وجود الحب تافه في مجتمعي قد تتراجع الفكرة مستقبلا حينما تتغير أفكار الناس وبما أننا مازلنا في مجتمع ديماغوجي كهذا فالفكرة ستظل كما هي ، وصلت بيتها وقبل النزول قدمت لي كيسا يحمل بعض حلوى العيد فرحت بذلك قبلت يدها ونزلت, ظل السائق يترقبني ويترقبها…

وفي محاورة داخلية..

لا تخف أخي السائق لا نفعل طقوس العشق إلا نادراً …

وصلت البيت وكلي تخوفا حينما رأيتها لم تفتح حسابها على موقع التواصل الاجتماعي باكراً كالمعتاد, هنا راودتني الشكوك الكبرى لم أدرك ما أفعل سوى أني حاولت الاتصال فلا من مجيب كررت ذلك ثلاث مرات متتابعة والرابعة انطفأ الهاتف, أفكار شيطانية تراودني ، ما الذي وقع؟ هل صادفها مكروه؟ هل كرهتني بذلك الصراخ في وجهها؟ …خرجت أمام الباب أتفاجأ بوجه تشابه للوهلة الأولى يغلق النافذة لكن بعد تحليل زمني أتذكر أختها الكبرى التي تشبهها.

جلست وحنيت رأسي يائساً وبدأت أتأمل جالساً حتى سمعت صوتاً كصوتها, إنه الشيطان يفتعل ذلك …. يتبع

فيديو مقال الجرح العميق -قصة-الجزء الأول-

 

أضف تعليقك هنا

ياسر ملكاوي

ياسر ملكاوي