الحبُّ في الإسلام حلال أم حرام؟!

الحبّ وما أدراك ما الحبّ الكلمة التي شغلت عقول وقلوب الجميع ولن يسلم منها أحداً في الوجود قديمأ أو حديثاً حاضراً أو مستقبلاً
فالحبُّ هو الأمر الذي يرهق الإنسان ويصعب عليه تحمله وهو الرابط الذي يجمع من اختلفت ألوانهم وأعراقهم وأفكارهم كيف لا وهو الذي يكسر كل الحواجز ويهدم كل الصعوبات
والحبّ هو الشيء الجميل الذي يجعل الإنسان سعيداً ومنتشياً بمحبوبه ويجعل لحياته معنى وهدفاً

تكثر التساؤلات

لذلك تكثر التساؤلات دائماً هل الحبّ في الإسلام حراماً وكأنَّ الإسلام جاء ليكبت عواطفنا ورغباتنا ويظلمنا ويمنعنا من التمتع بحياتنا ولم يعلموا أنّ الإسلام جاء ليبعدنا عن الحرام الذي فيه ضرراً علينا ولم يأتي ليبعدنا عن الحياة
فمن قال أنّ الحبّ في الإسلام حراماً ومن قال أنّ الحبّ مقتصرٌ على حبّ الشاب للفتاة أو حبّ الفتاة للشاب وإقامة العلاقات المحرمة بينهما
فالإسلام لا يمنعنا من الحبّ والله تعالى لن يحاسبنا على هذا الحبّ ولكن سيحاسبنا إن أدّى ذلك الحبّ إلى الوقوع في المحظور وإقامة العلاقات الغير الشرعية

الحب في مكانه الصحيح

فالإسلام وضع لنا الضوابط لنوظِّف هذا الحب في مكانه الصحيح وبالطريقة الصحيحة التي لا تسبب الضرر لأي طرفٍ من الأطراف المعنية
فانظروا كيف كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلَّم العاطفية والزوجية وكيف كان يعامل زوجاته فتارةً يُصرحُ بحبه لخديجة رضي الله عنها امام الناس جميعاً عندما قال: “إني رزقت حبّها” وتارة أخرى عندما سئل من أحبُّ الناس إليك يا رسول الله فقال: “عائشة”
وانظروا كيف كان يشرب من نفس الموضع الذي كانت تضع عائشة رضي الله عنها فمها وكيف كان يتنزه معها ليلاً بل كيف كان يثني ركبتيه لتصعد عليهما حتى تركب الجمل والقصص في ذلك كثيرة جداً وفيها من العاطفة والحب ما يغنينا عن قصص الحب والعشق
ولكن قد يقول قائلٌ أنّ هذا الحبّ يأتي بعد الزواج فنقول له قد يأتي الحبّ بعد الزواج ولكن ما المانع إن وجد قبل الزواج ولم يصدر عن هذا الحب أي فعل محرم
فلو كان الحبّ قبل الزواج محرما ما كان للنبي صلى الله عليه وسلَّم أن يقول: “ما رأيت للمتحابين مثل النكاح” أي لا يوجد حلٌّ أفضل وأنسب للمتحابين غير الزواج فهو لم ينهى المتحابين عن الحبّ بل أرشدهم للطريقة الصحيحة التي تقوي هذا الحبّ
فلا يتهمنَّ أحدٌ الإسلام بأنه دينٌ جاف ليس فيه من الحب والعواطف شيء فهذا بهتان وظلم عظيم فالحب مطلوب في حياتنا لتكون سعيدة ومستمرة حتى في ديننا هو مطلوب ويثاب صاحبه إن وظفه في الطريقة الصحيحة
فكل علاقات البشر إن لم تكن مبنية على الحب فهي علاقات واهنة تنتهي بمجرد انتهاء المصلحة التي أنشأت هذه العلاقة
حتى علاقتنا مع الله مبنية على الحب فكيف لعبد ان يطيع أوامر خالقه دون أن يُحبَّهُ وكيف له أن يصبر على الإبتلاءات والأقدار المؤلمة إن لم يكن محبّاً لخالقه راضياً بقضائه
وكيف لنا أن نؤمن بنبينا محمَّد صلى الله عليه وسلَّم بالغيب دون أن نراه ونطيع أوامره لو لم يكن في قلبنا الحبّ القوي له والشوق لرؤيته في جنّة عرضها السماوات والأرض

امور المجتمع

وإن أردنا التحدث عن امور المجتمع وأحوال الأسر والمشاكل التي تعيشها هذه الأسر في مجتمعاتنا فلا بدَّ لنا أنلقي الضوء كثيرا على أهمية وجود الحبّ فلن تستوي أمور الأسرة من غير وجود الحبّ بين أفرادها الذي يجبر أفرادها على التضحية وتحمّل مصاعب الحياة ومشقاتها في سبيل تأمين الراحة والسعادة لبعضهم البعض
وهل أوقع الخلافات بين الزوجين غير عدم وجود الحبّ الصادق والحقيقي الذي يؤدي إلى تفاهم عميق لأن الحبّ وحده دون تفاهم واتفاق لا يسمن ولا يغني من جوع فمت أوجد هذا الحبّ التفاهم المطلوب أصبح من السهل تجاوز الهفوات من كلا الطرفين فالحبّ يبدأ حقاً عندما نعلم أنَّ من نحبه ليس كاملاً وبالتالي فنحن مضطرون عند ذلك ان نتغافل عن هذا النقصان ما لم يكن متعارضاً مع الضوابط الشرعية والخطوط الحمراء لحياة وشخصية كل واحدً منّا
ففي قانون الحبّ انت ملزم أن تفعل ما يسعد حبيبك وتبتعد عن ما يكرهه ويزعجه فما أحوجنا في هذا العصر الذي طغى عليه مفهوم الماديات والمصالح أن نعود لمفهوم الحبّ الذي بسببه يعمُّ السلام والأمان بين الناس جميعاً

فيديو الحبُّ في الإسلام حلال أم حرام؟!

أضف تعليقك هنا

مجد الدين المزوق

مجد الدين المزوق