الفساد … وتآكل النظام العربي

الاسلام ومحاربة الفساد :

الفساد سبب كل الفقر وسبب ضياع النظام العام للدولة وفقدان هيبته وسبب فكرة هجرة الملايين من الشباب العربي , والفساد سبب للاستبداد والدكتاتورية وخير معين للطغاة الطامعين, فأينما وجد فساد وجد الفقر والجوع , وأينما وجدالطغاة والديكتاتوريين وجدت فكرة الهروب والهجرة لبلدان اكثر أمانا واستقرارا واحتراما لعقلية بني ادم ,اصبح العرب أكثر شعوب الارض تخلفا بعد أن كنا سادة هذا العالم, وصرنا أضعف الامم وأفقرها بعد أن كنا اثرى سكان هذا العالم علما وثقافة ودينا , و على الرغم ان الإسلام اصدر عقوبات صارمة على جرائم عدة من أهمها جريمة السرقةالتي تصل عقوبتها لحد قطع اليد، وهو عقاب رادع جدا تجعل كل مجرم أو فاسد يفكر ويعيد التفكير مرات عدة قبل أقدامه على السرقة، خوفا من هذه العقوبة الشديدة التي ستؤثر عليه طيلة حياته القادمة ، وهذا دليل على عظمة هذا الدين الذي يحمي المجتمع بخلاف مكوناته من الفاسدين والعابثين في الارض ، ويقضي على معظم المنافذ المتاحة للنهب والسرقة والإفساد العام

الفساد سر فقر الشعب العربي :

الكل يدرك ان الفقر والفساد متلازمان يدمران حياة الشعوب والدول .فالدولة الفقيرة تتاكل من نفسها على المدى والدولةالفاسدة تأكل نفسها بنفسها وتنتهي كما حدث في تونس ومصر ولبييا واليمن .فالمسؤولون هناك كانوا يحكموابتسلطهم وعنجهيتهم باسم العدالة والمساواة في التوزيع العادل للثروة وهم اول من استأثر بالسلطة والثروة معا .

كل منابع الثروة الظاهرة والباطنة كانت تذهب اولا لجيوب الفاسدين من كبار المسؤولين وصغارهم .لم يكن يصدق احد ان فلان يملك حصة في الحقول النفطية مصدر الدخل الرئيس لمعظم الدول العربية .ولم يكتف المسؤول العربي بذلك فقط بل كدس معظم امواله في بلاد اخرى . ربما تناسى هؤلاء المسؤولين ان ما جمعوه من ثروة وارصدة يعود لشعب فقير يعاني الجوع . كماان معظم الثروة صعب استرجاعها او سحبها بسهولة .

الضمير العربي في سبات عميق:

فالمسألة اولا واخيرا مسألة ضمير مسألة انعدام الامانة في نفس المواطن والمسؤول فديننا الاسلامي يحثنا على الامانة والعدل والمساواة وقطع يد السارق .كيف توصل الغرب الى ذلك ولماذا يكتفي كل مسؤول غربي براتبه فقط .

نحن امه اصحاب دين الحق كان حري بنا النهوض من غفوتنا التنموية قبل الغرب اومايسمى بالعالم المتحضر .

صحيح ان الكثير اصبح الدين عنده شكلي اكثر مما هو جوهري لاننا لانطبق من ديننا سوى مايخدم مصلحتنا الشخصية فقط .فالدين عندنا بضاعة يروج لها متى اراد مسؤولينا

لن تنفع مائة ثورة :

لن تنفع كل الثورات العربية ولو اقمنا مائة ثورة فالانسان العربي غلب عليه الطمع والجشع والفساد الطامة الكبرى الذي انتشر في كل المؤسسات الحكومية العربية عامة ولن يردعه الا قوة القانون الصارم الشديد .فحياة الانسان العربي عموما اصبح هدفها البحث عن المال فالغني يريد ان يزداد ماله اكثرواكثر دون اعتبار لاي شئ .والفقير المسكين يبحث عن المال ليسد به رمق عيشه واولاده .اصبح المال وجمعه والبحث عنه باي وسيلة هو الغالب على حياة الانسان العربي المتعلم والأمي على حد سواء .فالضمير العربي دخل في اجازة رسمية منذ سنوات عديدة من بداية التسعينيات اصبح المال الهم الاكبر لكل انسان ولهذا تحول الفساد الى عنوان حياة الانسان اليومية فمن اليوم لم يتعامل بالرشوة في حياته الكل اما( راشي او مرتشي) هكذ هو الانسان العربي ولذا لن تنفع هذه الثورات العربية طالما الضمير العربي الغالب معدوم .

لا عبرة لمن لا يعتبر :

هل كتب على الشعب العربي ان يظل يدور في حلقة مفرغة عنوانها الاول والآخر الفساد الذي لن يبقي على اي أمل لحياة الانسان العربي واي نوع من العيش بكرامة وتعفف من طلب الحاجة والعوز فكارثة الجوع قادمة لا محالة في اكثر من بلد عربي .

ولعل ليس من المبالغة القول ان الفساد سيظل يتمدد ويتربع وسيقضي على اي امل بالتنمية، الا تنمية كروش المسؤولين فقط ولحظتها سيكون حال الشعب العربي يقول كأنك يا بو زيد ما غزيت.

.فالضمير اصبح في غيبوبة ولم يعد احد ليهتم لامر الشعب بقدر الاهتمام للمصالح الشخصية الواهية في ظل متغير دولي جديد جدا لن يرحم احد .

الصين خير تجربة وبرهان ناجح:

ولعلنا لن نبالغ اذا ما طالبنا باتخاذ جمهورية الصين كنموذج في محاربة الفساد وضربه بقوة القانون وذلك عندما أقر مجلس الشعب والحكومة الصينية قانون معاقبة الفاسدين واعتبروا أن مقدار رشوة وحجم اختلاس بـ 3 ملايين يوان صيني (حوالي 463 ألف دولار أمريكي) يمكن أن تكون عقوبته الإعدام. فالصينيون ادركوا مخاطر الفساد على النظام في البلد وان الحكومة الصينية غير مستعدة ان يضيع الفاسدون البلد وعودته للخلف بعد هذا التقدم السريع والمذهل الذي حققته الصين لتصبح احد ابرز القوى الاقتصادية في العالم لذا أطلقوا منذ خمس سنوات حملة مكافحة الفساد في الصين التي انطلقت بعد وصول الرئيس شي جين بينغ إلى السلطة.

فيديو الفساد … وتآكل النظام العربي

أضف تعليقك هنا