دعم التمويل المناخي في الوطن العربي وفلسطين

يعاني العالم أجمع من مخاطر التغير المناخي، الذي بدأت تأثيراته تظهر في تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بفعل النشاطات البشرية وذلك تزامناً مع التطور الصناعي المتزايد منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر واستمرار هذه المشكلة حتى يومنا هذا، دون وجود حلول جذرية لمثل هذه المشاكل المتفاقمة والتي تؤثر علي حياة الفرد والأجيال القادمة وأيضاً على الكائنات الحية مما قد يعكس اختلالاً في توازن البيئة ومن هذا المنطلق علينا البحث عن الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة وإعادة النظر في التمويل المناخي الذي تضعه الدول لحماية البيئة، وذلك من أجل تحقيق الأهداف المناخية التي تم تحديدها من قبل الدول العربية، والتأكد من أن لدينا التمويل الكافي لمواجهة هذه التغيرات قبل الوصول إلى نتائج لا تُحمد عقباها، والتي قد تكلف الحكومات الملايين الملايين من الأموال وأيضاً خسائر لا يمكن تعويضها، فيجب على الحكومات العربية وضع خطط ممنهجة لمكافحة التغيير المناخي وإيجاد الدعم الكافي لمواجهة هذه التغيرات.

التمويل المناخي

والتمويل المناخي  هو مصطلح يتم تطبيقه على كل من الموارد المالية المخصصة لمعالجة تغير المناخ على الصعيد العالمي وعلى التدفقات المالية إلى البلدان النامية لمساعدتها في التصدي لتغير المناخ.

وهو التمويل الذي توجهه الكيانات الوطنية والإقليمية والدولية من أجل مشاريع وبرامج التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. وهي تشمل آليات الدعم الخاصة بالمناخ والمعونة المالية لأنشطة التخفيف والتكيف من أجل حفز وتمكين الانتقال إلى نمو وتنمية منخفضين الكربون وقادرين على التكيف مع تغير المناخ من خلال بناء القدرات والبحث والتطوير والتنمية الاقتصادية. وقد استخدم هذا المصطلح بالمعنى الضيق للإشارة إلى عمليات نقل الموارد العامة من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية، في ضوء التزامات الأمم المتحدة المتعلقة بالاتفاقية المناخية بتوفير “موارد مالية جديدة وإضافية” وبمعنى أوسع للإشارة إلى جميع الموارد المالية والتدفقات المتعلقة بالتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.

ثقافة التمويل المناخي

ويفتقر الوطن العربي لثقافة التمويل المناخي حيث أن الحكومات العربية تدعم التمويل المناخي لمناطقها بنسب ضئيلة وهذه النسب غير كافية لإحداث أي تغيير يذكر، حيث أن غالبية دعم التمويل المناخي تكون من المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة والمنظمات التي تكافح التغيير المناخي، فيجب على الدول العربية أن تتبنى ثقافة التمويل المناخي في بلدانها والسعي الدؤوب من أجل إحداث تغيرات فعلية على أرض الواقع، ووضع استراتيجيات لمكافحة التغير المناخي موضحةً المبالغ المالية اللازمة من أجل ذلك ووضع احتياطات مالية لمواجهة التغيرات الطارئة في بلدانها، و على الرغم من قيام بعض المشاريع الجيدة إلا أن التكيف مع التغير المناخي لا يزال يعاني من نقص شديد في التمويل في الدول العريبة.

منذ عام ٢٠٠٤ تم تمويل مليار دولار أمريكي من صناديق التمويل المناخي الدولية المكرسة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, حيث تم توجيه هذا التمويل نحو قيام ٥٢ مشروعاً مع العلم بأنه تمت الموافقة على ١٩٤٫٥ مليون دولار فقط من هذا المبلغ. تم أيضاً الموافقة على ١٦ مشروعاً بقيمة ٥٦٫٢ مليون دولار أمريكي للتكيف مع التغير المناخي ويجري تنفيذ هذه المشاريع في البلدان الأقل نمواً في المنطقة مثل اليمن وجيبوتي. توجد مشاريع يجري تنفيذها في لبنان و العراق و الأردن تركز على إدارة المياه و الأغذية و الزراعة و هذه النوعية من المشاريع تعكس قطاعات العمل ذات الأولوية التي تم تحديدها من قبل معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في برامج عملها الوطنية للتكيف مع التغير المناخي.

فلسطين والاحتلال

وفلسطين كغيرها من الدول العربية تعاني من التغييرات المناخية وذلك بفعل النشاطات الصناعية من جهة والاحتلال وسياسته المدمرة للبيئة من جهة أخرى، حيث أن التمويل المناخي في فلسطين يكاد يكون معدوماً وذلك لأن فلسطين من الدول النامية والتي تعتمد في ضبط ميزانيتها على الدول المانحة في كل شيء تقريباً، بالإضافة لذلك فلسطين تمتلك خطط استراتيجية ولكنها تفتقر لدعم تمويل مناخي حيث دعا نائب رئيس الوفد سلطة جودة البيئة، في اجتماعات صندوق المناخ الأخضر في بالي أندونيسيا (جميل مطور)، لدعم فلسطين لتمكينها من حماية البيئة الفلسطينية، موضحاً المشاكل التي تعاني منها البيئة الفلسطينية من جراء الانتهاكات الاحتلال للبيئة الفلسطينية وسيطرته على الأراضى والموارد الطبيعية مثل الغاز والمياه الأمر الذي يزيد من مشكلات التغير المناخي وآثاره المترتبة على فلسطين.

وآن الأوان للدول العريبة للنظر إلى الطاقة المتجددة كمستقبل أفضل لصناعاتها وذلك من أجل التخفيف من حدة التغيرات المناخية في بلدانها والاستثمار في المشاريع التي تحد من المشاكل المناخية، والاستفادة من مواردها الطبيعية و بالتالي العمل على التكيف مع اَثار التغير المناخي التي تهدد مستقبل عالمنا العربي.

فيديو دعم التمويل المناخي في الوطن العربي وفلسطين

أضف تعليقك هنا

عائشه بلحه

عائشه خضر علي بلحه