عزيزى الزوج…رفقآ بزوجتك!

حقوق الزوجة فى الإسلام

غالبية الأزواج دائمآ يتشدقون بحق الزوج على الزوجة, وأن الرجال قوامون على النساء, وأن الرسول قال )لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها(
وأن عليها السمع والطاعة وعليها واجبات كثيرة جدآ عليها أن تؤديها بلا كلل ولا ملل أو تقصير, وإلا كانت مقصرة فى حق زوجها, ويطبق عليها العقاب من تجريح فى حقها, وجعلها تشعر دائمآ إنها مقصرة ومهملة, والبعض يتشدق بقول الله عز وجل”وإضربوهن”
مع أن المقصود بالضرب هنا أنها تعني في غالبها المفارقة، والمباعدة، والانفصال والتجاهل!
والضرب هنا للمرأة الناشذ فقط, ويكون الضرب غير مبرح على الإطلاق, وحين سئل الرسول عن كيفية الضرب, فأجاب إنة بالشىء اليسير كأن يكون بالسواك فقط……
للأسف……..يبحث دائمآ الزوج عن حقوقة, وينسى أو يتناسى حقوق المرأة علية!

حقوق الزوجة على زوجهأ:

1- حق الإنفاق: فقد قال رسول الله”تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ”
أى تشترى لها مأكلآ وملبسآ مما تأكل وتلبس أنت, أنت لست أفضل منها, فجميعنا بشر, وممنوع تمامآ ضرب الوجه, وممنوع الإهانة على الإطلاق, كأن يسب الرجل إمرأتة, ويقبح فيها وفى أهلها, فهذا إهدارآ لكرامة المرأة, وجعلها فى منزلة أقل من منزلة الجوارى, وإذا غضب منها, فإنة لا يحق لة أن يترك البيت, ويذهب مثلآ عند أهلة, بل يهجرها فقط فى المنزل, وليس مثلما نرى الآن الأزواج الذين يتشاجرون مع زوجاتهم, فيقول لها إذهبى إلى بيت أهلك! فهذا يجعلها تشعر بأن هذا البيت الذى تديرة وتقوم بكل شئونة, ليس بيتها, هذا بخلاف طبعآ الإحساس بعدم الأمان وعدم الإستقرار, والغصة التى تحملها الزوجة فى قلبها مدى العمر من الزوج, فحتى وإن سامحت, فسيبقى هناك سوادآ فى قلبها تجاة هذا الزوج, إما يستطيع هو فيما بعد أن يزيل هذا السواد, أو يقوم بتثبيتة وإتساع رقعتة, إذا كان مصرآ على إهانة زوجتة وطردها وتحقيرها, ومعاملتها كأنة بشرآ مميز عنها!
– وإذا كان للزوجة دخلآ ماديآ مستقلآ بها, فلا يحق للزوج أن يأخذة على الإطلاق, فللمرأة ذمة مالية خاصة بها, ولكنها من باب التفضل فقط وبكامل إرادتها, إذا أرادت أن تساعد زوجها فى المنزل, هذا إذا كان لا يستطيع وحدة تحمل كل نفقات المنزل, أن تساهم بجزءآ من دخلها فى مصاريف البيت.
2- حق حسن المعاملة والعشرة: الله والرسول أمرا بحسن معاملة المرأة, فقد قال الرسول”أن يضع الرجل اللقمة فى فم زوجتة هى لة صدقة” وقال أيضآ” وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ” والعوان أى ضعفاء, فيقصد أن المرأة كائنآ ضعيفآ, لابد لة من الرعاية والإهتمام وحسن المعاملة.
“وعاشرهن بالمعروف” ولقد بحثت فى هذا المعنى, فوجدت إنة يشمل العديد من المعانى:
• العفو والمسامحة دائمآ لزوجتة
• نسيان الهفوات وترك تتبع العثرات: أى لا تبحث لزوجتك دائمآ عن الأخطاء لتواجهها بها, ولا تنتظر دائمآ أن تخطىء زوجتك حتى تعلق لها المشانق
• إحتمال الأذى منها, فقد غضبت ذات مرة إحدى زوجات الرسول وقامت بإلقاء صحفة الطعام على الأرض فإنفلقت, فما كان من الرسول إلا أن أمر الخادم بتجميعها, وإحضار صحفة أخرى لوضع الطعام بها, هكذا وبكل هدوء وبساطة, فتلك هى أخلاق الرسول, التى يجب على أزواج المسلمين الإقتداء بها, ولكن تسمع بعض الرجال أحيانآ يقولون أنا لست الرسول حتى أقوم بفعل ذلك, والرد بكل بساطة نحن جميعآ مأمورون بتنفيذ كلام الله وسنة الرسول, والدين لا يتجزأ.
• وكان أعرابيٌّ يُعاتِبُ زوجته، فعلا صوتُها صوتَه، فساءه ذلك منها، وأنكره عليها،
ثُمَّ قال : و الله لأشكوَنَّكِ إلى أمير المؤمنين عُمَر،
وما أن كان بباب أمير المؤمنين ينتظر خروجه حتى سمِع امرأة أمير المؤمنين تستطيل عليه،
وتقول له: اتَّقِ الله يا عُمَر فيما ولاّك، و هو ساكتٌ لا يتكلَّم،
فقال الرجل في نفسه و هو يهُمُّ بالانصراف : إذا كان هذا هو حال أمير المؤمنين، فكيف حالي أنا ؟
و فيما هو كذلك خرج عمر، ولمّا رآه
قال : ما حاجتك يا أخَا العرب ؟
فقال الأعرابي : يا أمير المؤمنين، جئتُ إليك أشكو خُلُق زوجتي، واستطالتها عليّ، فرأيت عندك ما زهّدني إذ كان ما عندك أكثر مما عندي، فهممتُ بالرجوع، وأنا أقول : إذا كان حال أمير المؤمنين مع زوجته، فكيف حالي ؟ فتبسَّم عمر رضي الله عنه
وقال : يا أخَا الإسلام، إنّي احتملتها لحقوقٍ لها عليّ ـ إنّي احتملتها، أنا قادر أن أكون لئيماً، وأن أحطِّمها، ما أكرمهُنَّ إلا كريم، ولا أهانهُنَّ إلا لئيم، يغلِبنَ كلَّ كريم ويغلبهُنَّ لئيم، وأنا أحبُّ أن أكون كريماً مغلوباً لا أن أكون لئيماً غالباً ـ قال له : يا أخا العرب، إنّني احتملتها لحقوقٍ لها عليّ، إنّها طبّاخةُ لطعامي، خبّازةٌ لخُبزي، مُرضعةُ لأولادي، غاسلةٌ لثيابي، وبقدر صبري عليها يكون ثوابي, وتلك هى أخلاق الصحابة……
• تنظر إلى مزاياها, ولا تركز على مساوئها, فلا يوجد إنسان كامل, وبعض الأزواج يركز فقط على عيوب زوجتة, بالرغم من إنها قد تحمل العديد من المزايا, فهذا يجعل الزوجة تشعر بالنقص دائمآ, وتشعر إنها أقل من الزوجات الأخريات, وقد قال الرسول”لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ” أى أن إذا كان هناك شيئآ يضايقك فى زوجتك, فانظر إلى مزاياها التى تحبها فيها,
• عدم إساءة الظن بها: كأن تظن بها الظنون وهى مظلومة فى ذلك, فإحرص أشد الحرص على أن تظلمها, لأن حق المظلوم يأتى بة الله سريعآ لأصحابة
مساعدة الزوج لزوجتة فى المنزل وقت تواجدة بة, فإذا وجد الزوج مثلا أمرآ لم تقم بة زوجتة فى المنزل وهو متواجد معها فى المنزل وقد فرغ من عملة, فليقم هو بهذا الأمر بكل بساطة, دون أى صوت مرتفع وتجريح وإهانة, فحتى الخدم لابد أن تعاملهم بكل إحترام وآدمية إذا قصروا فى شىء, فقد سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي الْبَيْتِ ؟ قَالَتْ :
كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ خَرَجَ”
أى وقت تواجد الرسول فى المنزل, كان يساعدهم فيما يفعلونة, دون أن يقلل ذلك من كرامتة, بل العكس, فهذا يجعل الزوجة سعيدة, والزوج كلما كانت زوجتة سعيدة معة فى حياتها, كلما آثابة الله على ذلك, والعكس صحيح
3- 3- التزين لها: فكما يحب الزوج أن تتزين لة زوجتة, وجب علية فعل المثل, فقد أتت امرأة إلى سيدنا عمر بن الخطاب، وزوجها أشعث أغبر،
فقالت : يا أمير المؤمنين، خلصني منه، فنظر إليه عمر، وكان لماحا فطنا، فعرف ما كرهت منه، فأشار إلى رجل،
وقال له :
اذهب بهذا، وحممه، وقلم أظافره، وخذ من شعره، وائتني به
فذهب، و فعل ذلك، ثم أتاه به، فأومأ عمر إليه، أن يأخذ بيدها
فقالت : يا عبد الله، سبحان الله ! أبين يد أمير المؤمنين تفعل هذا ؟ فلما عرفته أنه زوجها ذهبت معه
فقال عمر رضي الله عنه :
هكذا فاصنعوا لهن، فإنهن يحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم
فهذه القصة تبين أن للزوجة حقا في أن يتزين لها زوجها،
والنبي عليه الصلاة والسلام رأى رجلا أشعث الشعر، فقال لة: :
احلق، فإنه يزيد في جمالك
قَالَ الرَسُول أيضآ: ,:
مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ
4- إحترام الزوجة وإحترام أهلها, وجعلها تحافظ على صلة الرحم بينها وبين أهلها, لا يجوز شرعآ أن يمنع الزوج زوجتة من زيارة أهلها, بل يجب على الزوج أن يجعل زوجتة تزور أهلها وتودهم ويزورهم معها بصفه مستمرة, فكما تدين تدان, ومثلما يفعل مع زوجتة اليوم, سيأتى غدآ تفعل فية إبنتة ذلك معة…….
– وعدم إهانة زوجتة مهما حدث بينهما, وحفظ كرامتها دائمآ بينهما وأمام الجميع, فكرامتة الزوجة من كرامة الزوج, فإذا أهانتها وقللت من كرامتها أمام الناس, فأنت بذلك تقلل من كرامتك أنت أمامهم, وخاصة لو كان هؤلاء الناس هم أهل الزوج, وبعض الزوجات لا تغفر لزوجها ذلك, حتى ولو تخطت تلك المشكلة من أجل إستمرار الحياة الزوجية, ومن أجل الأطفال, وإذا ظلت غير مسامحة على ذلك, فإنة ذنب على الزوج, يحاسب علية يوم القيامة, وإذا سامحت, فإحرص على عدم تكرار ذلك مرة أخرى…..
5- عدم الذهد فيها وهجر مضجعها, وإرشادها دائمآ إلى الخير ومساعدتها على صيانة نفسها, وأن يكون غيورآ على زوجتة, ولكن غيرة معتدلة ومحافظآ عليها, فقد قال رسول الله:
“مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَمِنْهَا مَا يَكْرَهُ اللَّهُ، فَأَمَّا مَا يُحِبُّ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا مَا يَكْرَهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ”
6- عدم التحدث نهائيآ عن الأسرار الزوجية, فإن مايحدث بين الزوج والزوجة, يجب ألا يعلمة إلا الله, ولكن تجد بعض الرجال والنساء, يتحثوا عن أدق أسرار المنزل للآخرين, فالرجل الذى يفعل ذلك ديوث, ولا يغار على أهل بيتة, وإذا تحدث إلى الآخرين عن مشكلة بينهما, فإن تلك المشكلة حتمآ ستكبر, وسينظر الناس إلى هذا الطرف الآخر على إنة مخطىء ومقصر دائمآ, فقد قال رسول الله:
“لَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَنَّةَ : مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ”
وقال أيضآ”إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا”

هكذا رأينا أن دين الإسلام جعل المرأة فى منزلة عالية, ودائمآ مكرمة, وليست بأى شكل من الأشكال أقل منزلة من الرجل, بل لها حقوق كثيرة جدآ, حث عليها الله عز وجل ورسولة الكريم, ويجب على الأزواج الفهم الصحيح للدين, حتى تحفظ حق الزوجة, ويكون هذا عملآ صالحآ لك فى الدنيا يقودك إلى الجنة……..
وفى نهاية المقال’ أقول: عزيزى الزوج……رفقآ بزوجتك…..

فيديو عزيزى الزوج…رفقآ بزوجتك!

أضف تعليقك هنا