عمق الرمزية في فكر الفراعنة

 

مادام هناك انسان فهناك فن ،وما أجمل فن المصري القديم عندما طوع الأدوات ،والأفكار ليخدم فنه مستخدما الرمزية ليعبرعن الكثير بالقليل ويعبر عن فيض الكلمات بحرف واحد مهيئا للفلسفة واعمال العقل مكان ومنطلق.

تعددت الآلهة

،وصورها عند المصريين القدماء ما بين الهيئة الآدمية والمختلطة ،وهيئة الكائن الحي طائر كان أو حيوان بشرط أن تكون الصفة التي اختلق من اجلها الاله متأصلة فيه مثل طائر الايبس ،وهو من أقدم رموز الآلهة ولنتتبع سلوكه لنربط بينه وبين الاله المقترن به حيث عند شروق الشمس يحلق الطائر مرتفعا علي الحقول المصرية وبعينين ثاقبتين يستطيع التعرف علي موضع الديدان في التربة فيهبط مباشرة ليلتقطها فهو ذو علم، ومعرفة وحكمة فتم ربطه برب العلم والمعرفة جحوتي كما أن منقار الايبس وحركته تشبه حركة ،وشكل القلم المستخدم في الكتابة وجحوتي مرتبط بنشأة الكتابة فهو واضع الكلمات ومن يربط بين جحوتي ،والقمر فنقول له انظر الي استدارة منقار الايبس التي تشبه القمر .

اختيار الكائن المرتبط بالاله

لم يكن عشوائيا بالمرة بل كان شديد الدقة حيث أن روح الاله تحل في جسد هذا الرمز المقدس فما كان قليل عليه ان تقام له الأعياد والمقابر الفاخرة مثل السرابيوم المخصص لدفنات العجل أبيس الذي كان يشترط ليكون رمز للاله أن يكون بكر ولونه أبيض ببقع سوداء ويكون لسانه كأنه جعران وبعض الشروط الدقيقة الاخري ليتم اختياره رمزا للاله علي أنه من الأهمية أن ننوه أن المصريين لم يعبدوا أو يقدسوا كل الحيوانات من نوع الحيوان المقدس أو يحرموا أكله أو اعتراضه كالهندوس ،ولكن فقط هو حيوان أو طائر مقدس واحد يتم اختياره بواسطة الكهنة وكانوا يدربونه علي حركات معينة كطقوس للأعياد وعن وفاة ذلك الكائن يتم تحنيطه ودفنه واستبداله بكائن آخر بنفس الطريقة .

لم يطوع المصري القديم الرمزية من أجل التعبير عن التقديس والحسن فقط ولكن أيضا ليعبر عما يكره وأيضا لم يكن عشوائيا ولكن بدقة ولسبب فكما قدس المصري القديم الجعران ملاحظا أن حشرة الخنفساء (الجعران) تقوم بعمل كرات من الروث، وتضع فيها البيض وتحركها بأرجلها الخلفية الرشيقة والمتمكنة من مكان لآخر مبتعدة عن الخطر فربط المصري القديم بين ذلك، وبين قرص الشمس متمثلا في كرة الروث التي تخرج منها الحياة عندما يفقس البيض ،وتخرج منها الجعارين الصغيرة للحياة وذلك رمزية من أجل الاشارة الي رع الذي يبعث الحياة للبشر .

كما كره المصري القديم النعامة وجعلها رمزا للكفر

حيث أن سلوك النعام عند شروق الشمس (المقدسة) يجعلها تدفن رأسها في الرمال للوهلة الأولي فهي بمعني آخر تكره شروق الشمس ،وتكره بالضرورة رع فحاد بالمصري القديم عن تقديسها… كما كره الحمار لصوته المزعج قأصبح من رموز الشر ورمزا للاله ست الذي قتل أوزير ذو القدسية الطاغية  كما كره الجمل ليس لسلوكها هذه المرة ،ولكن لأنه مرتبط بالبدو ذوي الاغارات المتكررة علي مصر فكرهوه .

كان ذلك جانب من الرمزية التي استخدمها المصري القديم والتي جعلت لما قدم عمق، وثقل حير الفلسفة الحائرة بالأساس ،واستطاع أن يؤثر برمز صغير علي الفكر لأن ذلك الرمز كان نتاج فكر أيضا .

فيديو عمق الرمزية في فكر الفراعنة

 

أضف تعليقك هنا