عندما يكون العرب أغبياء

عندما يكون العرب أغبياء ما زال العرب يعتقدون بأن الولايات المتحدة الأمريكية حليفة وصديقة لا تخون ولا تخلف ولا يهون عليها ما يفتك بالمنظقة من خلافات وإنقسامات وتشتت وضياع فيذهبون لها باحثين عن حل أزماتهم ومشاكلهم التي لا تنتهي وكأنهم يبحثون عن جمرة في كوم رماد بل عن إبره في أكوام قش

لا يبصرون

يبحثون عن الحل والحل بين أيديهم ولكنهم لا يبصرون أو يبصرون ولكنهم يعجزون عن فعل شيء تلك هي العرب وصانعي القرار في الامة بل أقصد منفذي القرار لأن في الامة ليس هناك من يصنع القرار بل من ينفذه فقط والدليل على ما أقول أن كل حيثية تحدث في المنطقة نقف حائرون عن إيجاد الحلول ونكون عاجزين من أن ننهي المشكلة كما بدأناها فما يكون منا إلا أن نذهب مسرعين للغرب نستنجدهم أن يكونوا معنا في ما يعصفُ بنا من محن وخلافات فيستغل الآخير الفرصة التي قدمناها له ويوهمنا بأنه هو من سيستطيع حل الإشكاليات وهنا تكمن المصيبة فليتهم يكونوا صادقين في نواياهم وجادين في مساعيهم وحيادين في التعامل وسرعين في إنهاء الخلاف وهو في بداياته قبل أن يطول ويصل للحظة يصعب فيها حلحلته فتكون النهاية سوداء على الجميع. فمثلا في الأزمة السورية التي كانت أهلية الخلاف قبل أن تصبح دولية القتال قد تناسينا الدور الأمريكي في إحلال الدمار في العراق بعد إحتلاله لسنوات وذهبنا لها نبحث عندها عن الحل ويا ليتنا لم نكن أغبياء عندما عزمنا ذلك فها هي سوريا كما تروها اليوم مدمرة من كل النواحي بفضل النظام وحلفائه من جهة ومن جهة اخرى محاربيه ومعاديه من منظمات وقوات دولية تجمعوا في أرض واحدة على أهداف متوافقة مع من له أطماع مبيته منذ زمن في النيل من المنطقة

سرطان المنطقة

فلهذه الدرجة لم تعد ذاكرة العرب تذكر الماضي ولا حتى تدرك الحاضر أم أن العرب بالفعل أغبياء أنسي العرب من يدعم سرطان المنطقة إسرائيل منذ أن إحتلت فلسطين ولا زالت ولولا ضعفنا وذلك الدعم لتحررت فلسطين منذ زمن وما إستقوت شوكة الإحتلال الإسرائيلي وإستعمر وإستوطن دونما أي شيء يخاف منه ويرهبه وكلما إسترجل من الامة منفذ قرار لا صانع وصرخ في وجه الدولة المحتلة نظرت إليه الولايات المتحدة وأصمتتهُ وقالت له نحن مع تسوية القضية لا مع غيرها وما هي التسوية إلا أن يمضي الإحتلال في إستيطانه على حساب أرض وشعب فلسطين فلهذه الدرجة لم تعد العرب تذكر الماضي ولا حتى تدرك الحاضر أم أن العرب بالفعل أغبياء لقد صدق العرب إكذوبة التحالفات التي جاءت بفكرتها الولايات المتحدة الأمريكية لهدف ضرب الإرهاب وقمعه ولكن ليس من شروشه فهذا إن حصل فسيكون المتأثر الأكثر والخاسر الأكبر هي أمريكيا التي تلعب لعبتها الخفية المكشوفة لمن أراد كشفها وإلا فأين النفعة من هذه التحالفات الخادعة التي باتت تحصد أرواح من لا ذنب لهم من المدنيين ومن غير المعقول أن نصدق أن هذه التحالفات هدفها محاربة الإرهاب وتطهير المنطقة منه وإلا فلماذا لم يحصل أم إن قوات التحالف بكل ما بيدها من عتاد وفيها من قوة عاجزة عن محو آثر المتطرفين والإرهابيين من أرض البلاد يبدو أن الذاكرة العربية ما عادت تذكر الماضي ولا حتى تدرك ما يحدث في حاضرها ذلك أهون من أن يكون العرب إغبياء ومع أن رحمُ الامة ما زال يستطيع حبل الأزمات وحملها وولادتها فهناك أزمة تعصف بالمحيط الخليجي منذ شهور لم يتغلب فيها العرب على صعفهم ولم يستعينوا بأنفسهم لحل الخلاف الناشب بل ما كان منهم إلا أن ذهبوا للغرب باحثين عندهم عن حلول تبدد إنقطاعهم عن بعضهم البعض فلينتظروا قليلاً حتى تُحل ما سبقها من أزمات عربية موجودة على طاولتهم

فيديو عندما يكون العرب أغبياء

أضف تعليقك هنا

عاهد الدحدل العظامات

حلمي اني سأصبح شيئاً يوماً ما