غمامة الاستمتاع 2 – الاكتئاب

الاكتئاب

هو مرض نفسي يصيب واحد من كل ست أشخاص في العالم.

هل الحزن مرادف للاكتئاب وما هو الفرق بينهما؟

إن هذا غير صحيح لأن الحزن هو عرض واحد من عشرات الأعراض التي قد تصاحب حالة الاكتئاب، والحزن هو ردة فعل طبيعية تصيب الانسان تجاه بعض الأوقات والظروف الصعبة التي يمر بها، ورغم أنه يؤدي في بعض الحالات للاكتئاب إلا أنه يستغرق وقتاً قصيراً ليعود الانسان لحالته الطبيعية، ويتحول لمؤشر على الاكتئاب عندما يكون من غير سبب واضح ويستمر لفترة زمنية طويلة.

ما هي مسببات الاكتئاب؟

هناك عدة أسباب منها وراثية وقد يصاب الانسان بالاكتئاب عندما يصاب بالسكري والسرطان وأمراض القلب وفي بعض الأحيان يتكون الاكتئاب نتيجة للأدوية المعالجة لهذه الأمراض، والأحداث الصعبة التي نمر بها قد تكون سبباً في نشوء حالة الاكتئاب مثل فقدان الأحبة، والتجارب الصعبة أيام الطفولة والعلاقات التي يغيب منها التفاهم.

إن انخفاض هرمون السيروتونين (هرمون السعادة) داخل الدماغ يعيق انتقال الرسائل بين خلايا الدماغ وبالتالي يؤدي إلى الاكتئاب.

وإن مبدأ الأدوية التي ظهرت في بداية الثمانينات لعلاج الاكتئاب تعتمد على مبدأ الحفاظ على السيروتونين من امتصاصه من خلايا الدماغ ورفع نسبته، وقد حققت نسب شفاء لدى مرضى الاكتئاب تصل بين 80-90% ولكن بعد ظهور الألفية الجديدة حدثت المفاجأة بأنه لم يتم السيطرة على هذا المرض.

وفي دراسة أجريت عام 2007 وجدوا أن نسبة السيروتونين لدى المصابين بالاكتئاب أعلى من الأصحاء، وقد استخدموا علاج يسمى اختصاراً بـ RTMS أو تكرار التحفيز المغناطيسي للدماغ، ولكنه علاج مكلف جداً وغير متوفر للكثير من الناس.

وظهر علاج جديد يسمى بالكيتامين ونؤكد أنه لا يأخذ الانسان أي دواء إلا بعد أن يراجع الطبيب المختص.

وفي دراسة أيكينز سكول أوف ميديسن في نيويورك تبين على 72 مشارك أنه عندما لم يتجاوب مصابون الاكتئاب مع مختلف مضادات الاكتئاب الطبيعية فإنهم تجاوبوا مع الكيتامين الذي يحقن في الوريد.

ومبدأ هذا الدواء أنه لا يزيد من السيروتونين في الدماغ وإنما يحرر ناقل الغلوتاميت، وقد اعتقد العلماء أن الغلوتاميت مثل السيروتونين تكون مستوياته منخفضة جداً في المصابين بالاكتئاب، فعملوا على إنتاج أدوية لرفع نسب هذا الناقل العصبي (الغلوتاميت) في الدماغ.

وهذا يعني وجود أمل كبير وفرصة كبيرة للعلاج من هذا المرض.

كيف نقي أنفسنا من دون أدوية؟

هناك علاج يقينا من الوقوع فريسة لمرض الاكتئاب وهو “الكتابة” فجرب من اليوم عندما تصيبك مشاعر الحزن والقلق أن تفرغها على الورق، فالعلاج بالكتابة يعني أن تكتب كل ما تشعر به على الورق، من دون تحفظ أو صياغة لغوية، وهذه الكتابة سوف تبقي الحزن في إطاره الطبيعي، ولا يتحول على المدى البعيد لاكتئاب، وسوف تخرجه من داخلك وتضعه على الورق، وهذا هو السلوك المناسب.

والرياضة مهمة جداً في مكافحة الاكتئاب، وكما يقول الطبيب ماديكار تريفيدي من المركز الطبي في جامعة تكساس ساوثويستون، وقد وصف لمرضى الاكتئاب الرياضة علاجاً لحالات الاكتئاب والحزن.

أما المعهد الوطني للصحة والرعاية المتفوقة في أمريكا فينصح ببرنامج علاجي يستمر لمدة عشرة أسابيع قائم على الرياضة فقط، هذا البرنامج يساعد المصابين بالاكتئاب الخفيف إلى المتوسط إلى التخلص تماماً من المرض.

ونوعية غذائك أيضاً ممكن أن تجنبك الإصابة بالاكتئاب، وتعرضك للشمس يومياً يمد جسمك بالكمية التي يحتاجها من فيتامين “د” لأن نقص هذا الفيتامين قد يؤدي للإصابة بالاكتئاب.

والنوم المنتظم هو أحد أسرار الحماية من الاكتئاب، وقد نشرت دورية سليب أن الذين لديهم اضطرابات في النوم تزيد قابليتهم للإصابة بالاكتئاب عشر مرات أكثر من الأشخاص الذين ينامون بشكل كافي.

فالانسان الأقل عرضة للاكتئاب ليس بالشخص الذي ليس لديه تحديات أو أزمات في حياته فكلنا لدينا هذا الشيء، لكنه الشخص الذي يملك أدوات التفكير الصحيحة التي تجعله لا يضخم المشكلات ولا يعيش حياة سوداوية، بل يتفاعل مع الواقع ويتمكن من تجاوز هذه المشكلات.

فالتأمل واليوغا والرياضة والنظام الصحي وغيرها، كل هذا كفيل بأن يبعدك عن الإصابة بالاكتئاب ومشكلاته.

فالعقل يؤثر في الجسم، والجسم يؤثر في العقل، والعقل السليم في الجسم السليم.

فيديو مقال غمامة الاستمتاع ٢ – الاكتئاب 

  • إن انخفاض هرمون السيروتونين (هرمون السعادة) داخل الدماغ يعيق انتقال الرسائل بين خلايا الدماغ وبالتالي يؤدي إلى الاكتئاب.
  • تعرضك للشمس يومياً يمد جسمك بالكمية التي يحتاجها من فيتامين “د” حيث أن نقص هذا الفيتامين قد يؤدي للإصابة بالاكتئاب.
أضف تعليقك هنا