كيف تمثل الطاقة المتجددة اللامركزية مستقبل المغرب في مجال الطاقة؟

المغرب بلد يمتلك موارد محدود جداً و يواجه تحديات كبيرة لتغطية الطلب المحلى للكهرباء و بتالي تقوم المغرب بتطوير مشاريع الطاقة المتجددة من أجل تلبية و تغطية زيادة الطلب على الكهرباء، وحماية مواردها الطبيعية وبيئتها. المملكة لديها موارد وفيرة من الطاقة المتجددة، والتي يمكن أن تلبي الطلب الوطني كله بكل سهولة. وعلى الرغم من أن المغرب حقق تقدما ملحوظا في مجال إنتاج الطاقة المتجددة حيث قامت المغرب بإحراز تقدم كبير في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة، لا تزال البلاد تواجه تحديات فيما يتعلق بالأطر القانونية والترتيبات المؤسسية والتكنولوجيات والخبرات ونقل وآليات التمويل للمشاريع الصغيرة الحجم.

تعد استضافة المغرب للدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف

في عام الماضي دليل واضح على اهتمام البلاد بمستقبل البيئة و بذل المملكة لجهود كبيرة لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة. كما تهدف المغرب لنشر تكنولوجيات الطاقة المتجددة من أجل الحد من الاعتماد على سوق الطاقة الدولية، وتلبية احتياجاتها من الطاقة عن طريق الاعتماد على الإنتاج المحلي. وعلاوة على ذلك، مع قدرة المغرب التنافسية الاقتصادية في إنتاج الطاقة المتجددة، يتوقع أن يتجاوز المغرب أهدافه في مجال الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وفي الآونة الأخيرة، حقق البلد أدنى سعر على الإطلاق لكل كيلوواط ساعة من طاقة الرياح، وهو 3 سنت دولار أمريكي لكل كيلوواط ساعة. وهو أرخص بكثير من الكهرباء المولدة من محطات توليد الطاقة ويشكل ذلك أساسا جذابا لزيادة نشر الطاقة المتجددة والتكنولوجيات، وبالتالي، مزيد من حماية البيئة والمناخ.

وعلى الرغم من أن المغرب أصبح رائدا في نشر الطاقة المتجددة

، فإن المملكة لم تشهد بعد انتشارا كبيرا للطاقة الشمسية اللامركزية مثل أنظمة الطاقة الكهروضوئية إلى بيوت الطاقة، وذلك لتكملة المشاريع الضخمة. وتعد المشاريع الكبيرة مثل مزرعة نور وززازات الشمسية طريقة رائعة لمكافحة تغير المناخ والتلوث. و لكن فوائد هذه المشاريع الضخمة قد تكون غير واضحة للمجتمعات المحلية مما يؤثر بالتالي على دعم عامة الشعب لمشاريع الطاقات المتجددة. حيث لا تزال الكهرباء تأتي إلى منزلهم بنفس الفواتير و قد تكون أعلى في بعض الأحيان والفوائد البيئية ليست واضحة على الفور بالنسبة لهم.

لا يزال الشعب المغربي لا يدرك حقيقة أن تكنولوجيات الطاقة المتجددة مجدية ويمكن نشرها لتسخير الموارد المتجددة على مستوى الأسرة المعيشية وبالتالي توليد قيمة مضافة ودخل إذا كانت البيئة التنظيمية والتشريعية والمالية المناسبة قائمة. وهذا النقص في الوعي يؤدي إلى عدم وجود ضغط عام واجتماعي لصالح الطاقة المتجددة اللامركزية وعدم وجود حاجة ملحة من جانب السلطات لتهيئة بيئة مواتية لنشر هذه التكنولوجيات وانتشارها. و هنا يأتي دور المنظمات من اجل رفع الوعي بشأن هذا الموضوع. حيث يعتبر توفير الطاقة الشمسية اللامركزية من جهة أخرى له فوائد مباشرة للمجتمعات المحلية لأنها تملك النظام، ويمكنها إدارتها، واستخدامها لتلائم احتياجاتها والأهم من ذلك أنها يمكن أن ترى ذلك بتالي تقدير قيمتها و أهميتها. توفر أنظمة الطاقة الشمسية اللامركزية فوائد اقتصادية واجتماعية واضحة لأصحابها مثل بيع الطاقة الفائضة مرة أخرى إلى الشبكة وبالتالي التخفيف من فواتير الكهرباء.

 

منظمة غرينبيس تعتبر من المنظمات الرائدة في مجال التوعية باهمية الطاقة المتجددة

حيث أطلقت المنظمة مشروعها الشبابي للطاقة الشمسية في المملكة المغربية، والذي يعمل على إنشاء شبكة من سفراء الطاقة الشمسية “قافلة الشمس La Caravane du Soleil”. يهدف المشروع إلى تحفيز نشر الطاقة الشمسية اللامركزية في المملكة لاستكمال تطوير الطاقة المتجددة على نطاق واسع. و قامت منظمة غرينبيس بورشة تدريب المدربين، في مركز AESVT في الدار البيضاء، لأكثر من 20 متطوعا مغربيا، على مهارات الطاقة الشمسية لتمكينهم من ان يصبحوا سفراء هذه الطاقة النظيفة، وسيعملوا بدورهم على توزيع فوائد الطاقة الشمسية على المجتمعات المحلية من خلال التعاون مع المنظمات غير الحكومية والمؤثرين الرئيسيين المغاربة.

مشروع DIY يعتبر مثال حي لمشاريع الطاقة المتجددة اللامركزية التي يستفيد منها المواطن بشكل مباشر الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو تسليط الضوء على إمكانات وفوائد الطاقة الشمسية اللامركزية الرائعة من خلال نشر ثقافة “Do It Yourself” DIY والتجارب الطبخ بالطاقة الشمسية في المناطق الريفية من المغرب. إذا كنت تستطيع تسخير الطاقة الشمسية من الخردة واستخدامها لعمل مهامك اليومية، إذا يمكنك أن تتخيل مدى إمكانات التكنولوجيات الشمسية اللامركزية المتقدمة؟
كما يهدف المشروع لاستخدام قصص اسر استفادة من هذا المشروع وسردها من أجل بناء شهية لدى الجمهور من أجل الطاقة الشمسية اللامركزية وجذب الاهتمام وطرح وسائل الإعلام لسؤال: لماذا لا يتم استخدام الطاقة الشمسية اللامركزية بشكل واسع في المغرب؟ وعلاوة على ذلك، فإن مشروع الطبخ بالطاقة الشمسية بديل لربات البيوت الريفية من إستخدام وقود الطهي الحالي (الخشب والفحم والبوتان) التي تضر بصحتهم، وتمويلهم وبيئتهم.

وأشارت مديرة برنامج غرينبيس المتوسط في العالم العربي وشمال أفريقيا، غالية فياض:

“أنظمة الطاقة الشمسية اللامركزية توفر فوائد اقتصادية واجتماعية واضحة والتي لا تستطيع المشاريع الكبيرة تحقيقها. وبشكل مثالي، إذا توفرت القروض الخضراء، يمكن لمالكي الأنظمة الشمسية أن يخففوا من فواتير الطاقة الخاصة بهم، وسيكون بإمكانهم أيضاً بيع الكهرباء عن طريق توفير الطاقة الفائضة التي أنتجها نظامهم للشبكة الوطنية من خلال “القياس الصافي- عداد ثنائي الاتجاه بين المستهلك وشبكة الكهرباء” أو عبر “تعريفة التغذية الكهربائية” كما هو الحال في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم”.

“ولكن لتحقيق ذلك، يحتاج المغرب وبأسرع وقت الى العمل على تهيئة البيئة اللازمة على المستوى التشريعي والتنظيمي والمالي وتحسين البنى التحتية لتسريع نشر الطاقة الشمسية اللامركزية”.

فيديو كيف تمثل الطاقة المتجددة اللامركزية مستقبل المغرب في مجال الطاقة؟

 

أضف تعليقك هنا