منصب وزير الحج والعمرة في السعودية هل ممكن تشغله امرأة ؟!

قد يتبادر إلى الذهن أنه سؤال جدلي أو نوع من الفنتازيا ؟ كان هذا صحيحاً قبل فترة ليست بالبعيدة لكن الواقع يشهد أن العديد من المكاسب الهامة والنوعية قد تحققت للمرأة السعودية خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة فحصلت على الكثير من حقوقها الشخصية بدعم من ولاة الأمر في المملكة لتمكينها من أداء دورها في نهضة المملكة والمشاركة الفاعلة والإيجابية بجانب الرجل في تحمل المسؤولية و في الكثير من المواقع التي شغلتها المرأة كعضوة في مجلس الشورى السعودي كانت من الأفضل والأكثر تميزاً وتحملاً للمسؤولية وكشفت عن معدن النساء في المملكة فهن لا يقبلن بالفشل ولا يرضين بأنصاف الحلول والدليل ما تحملهن من الصبر و المثابرة لنيل ما يستحقنَّه من حقوق كفلتها الشريعة الإسلامية الغراء وقد نزلت سورة من سور القرآن باسم النساء و أخرى باسم السيدة مريم .

لماذا وزارة الحج والعمرة ؟

كانت المرأة مشاركةً مع الرجل تقريبا منذ فُرض الحج فهي ليست جديدة على هذا المجال وكانت المطوفات وبالتحديد منذ أكثر من ثمانية قرون في السعودية الأقرب لحجاج بيت الله الحرام خاصة ضيفات الله واليوم في المملكة يوجد جيل من الرائدات يجمعن بين خبرة الطوافة وبين التخصصات العلمية الراقية في شتى المجالات فضلا عن أن عدد ضيفات الرحمن مساوٍ إن لم يكن أكثر من عدد الرجال من الحجاج .

كان ينقص المطوفات الاعتراف بوجودهن فجاءت المادة ( 42 ) من لائحة انتخابات أرباب الطوائف التي أجازت لوزير الحج والعمرة أن يعين ما لا يزيد عن امرأتين ضمن الثلث المعين كأعضاء في مجلس الإدارة وفق الضوابط الشرعية مع أن المادة اعتبرنها أكثر من (1500) مطوفة دون سقف تطلعاتهن إلا أنها كانت بمثابة انتصار جديد يتحقق للمرأة السعودية خاصة في مجال كان محتكراً بالكامل من الرجال بل إن مؤسسات الطوافة ومنذ انشائها ما كانت تسمح بحضور المطوفة اجتماعات الجمعية العمومية وهذا ما أصبح ممكنا اليوم ومنذ أن حضرت المرأة بدأت النقاشات الجادة والصريحة وأحياناً الحرجة تفرض نفسها على هذه الاجتماعات داخل غرف الاجتماع وفي وسائل الإعلام فتطرق الحديث إلى محاور لم يكن مسموحاً الاقتراب منها على سبيل المثال لا الحصر منح المساهمين حق مساءلة أعضاء مجلس إدارة مؤسسات الطوافة الست ووضع حدِّ للامتيازات التي يستأثر بها أعضاء المجالس و الالتزام بالشفافية وعدم تأخر اعتماد الحسابات المالية وغيرها الكثير من الطرح الجريء الذي يكشف كم خسرت المملكة باستبعاد المرأة من المشاركة في مجالات التنمية والتطوير وتهميش دورها وأرجو ألا يتأخر القرار بتوليها المناصب الوزارية والقيادية .

هل يصبح الحلم حقيقة ونشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ منصب وزير الحج والعمرة تتولاه بجدارة امرأة ؟!

 

 

فيديو منصب وزير الحج والعمرة في السعودية هل ممكن تشغله امرأة ؟!

 

 

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان