26 سبتمبر .. يوم وقف الشعب غاضبا كالبركان

في ضحى يوم الخلود في سبتمبر المجد والتاريخ .. وقف الشعب غاضبا كالبركان ؛ على صهوات العز يمضي شامخا .. داحضا أعتى قلاع الظلم والطغيان ..
غدر بالظلام ؛ وأسرج النور فتجلت دروب الحياة الكريمة ؛ بعد ليل عاتي رهيب ؛؛
سلك طرقا مرعبة ومخيفة بصبر وشجاعة وتحدي

مضى الشعب

مضى الشعب يكفر عن خطيئته ؛ ويغسل وجه الأرض من دنس الظلم ؛ ورجس الطغاة .. صرخ ؛ لا بقاء لبغي في أراضينا ؛ ولن نعبد فيها وثنا ما حيينا ..

طوى الشعب يومها .. صفحة الظلم والاستعلاء والاستبداد ؛ في ملحمة سطرها الشباب والرجال والنساء والأطفال ، والشيوخ المستضعفون ..
ملحمة تسطرت حروفها بدماء الشهداء ، وبكاء الأطفال ، وأنّات الثكالى ، ودعاء الأرامل ، وجراح المعذّبين ، وآلام المعتقلين .

لماذا قامت ثورة ال 26 من سبتمبر الخالدة ..؟

إنّ ما ميز هذه الثورة العظيمة أنها ليست طموحاً سياسيّاً ، لمنازعة حاكم ؛ ولا منافسة على مناصب ومغانم .. إنّها ثورة السجين على جلاّديه ، ثورة مسلوب الحرّيّة والكرامة على سالبيه وغاصبيه ، إنّها ثورة على قيود العبوديّة التي تتراكم على الأيدي والأرجل والأعناق عاماً بعد عام .. إنّها ثورة على القهر وإهدار الحقوق ، التي تقايض بالكرامة ، وترهن بالاستعباد ، ويستبدل بها التسبيح والتقديس للطاغية مقابل أدنى الفتات ..
ثار الملايين من أبناء الشعب وصنعوا ثورة إنسانية جسدت ولاتزال إرادة شعب يتوق لحياة حرة كريمة ينعم فيها الجميع بالمساواة في الحقوق والواجبات في ظل نظام جمهوري ديمقراطي يعبر عن إرادة كل فئات المجتمع وليس أسرة أو جماعة أو سلالة أو قبيلة أو حزب .
تحرر اليمنيون وإلى الأبد من أبشع نظام استبدادي كهنوتي عنصري سلالي عزل شعب اليمن السعيد عن العالم بكل تحولاته ومتغيرات تطوراته.

لقد كانت صورة ذلك النظام بكلّ أجزائها وتفصيلاتها ، وتبايناتها ووحشيّتها ؛ هي صورة مكشوفة مجسّمة ، عن واقع البطش والمعاناة والسجون والمعتقلات ، التي زرعها ذلك النظام الطاغي في طول البلاد وعرضها ، وتفنّن في قهر الشعب وإذلاله فيها

وقد مثلت الثورة ميلاداً جديداً لشعب حضاري عريق تحرر من قبضة الكهنة الذين جزوا رؤوس الآلاف من رجالات اليمن في الميادين ضرباً بالسيف ؛ وممن وهبوا أنفسهم لتخليص شعبهم من براثن ذلك النظام الرجعي المتخلف للدفاع عن الثورة والجمهورية ؛ ووفاء لقيم ومبادئ تلك الثورة العظيمة وليتعلم الأجيال من بعدهم معنى التضحية والفداء من أجل الكرامة والوطن ..

لقد ترك لنا الآباء والأجداد إرثا زاخرا بالنضال والكفاح ورفض الظلم والاستبداد
لقد صنعوا بتضحياتهم الجسيمة دروبا مضيئة لأجيال واعدة تشبعت بقيم الثورة وأهدافها الإنسانية النبيلة .

مؤسف ومخزي

ولك أن تتصور كم هو مؤسف ومخزي أن ترى بعد ذلك الكفاح المرير والإنجاز الكبير ؛ وبعد مرور ما يقارب الخمسين عاما من عمر الثورة أن يأتي اليوم الذي نشاهد فيه ؛ محاولات زحف متواصلة دون كلل أو ملل .. تسعى إلى إعادة وإرساء قواعد ذلك الحكم البائد وبكل جرأة واندفاع ؛ وتغافل لكل أحفاد هذا المنجز الخالد ..
لك أن تستوعب ذلك فقد أتى هذا اليوم بكل ما يحمله من أدوات ووسائل ..
فهل يظن أولئك أنّ الشعب يقبل هكذا مهزلة .. يفر من ظلام إلى ظلام ، يهرب من استبداد إلى استبداد ، ومن ثقافة فساد إلى أختها …؟!
لابد على هؤلاء أن يعيدوا حساباتهم ؛ وأن يراجعوا ثقافتهم ويثوروا عليها ، وأن يتطهّروا منها .. وإلاّ فإنّهم ساقطون لا محالة ، ساقطون فكراً ، وأخلاقا وساقطون مجتمعاً .. ولن يقبل شعبنا بعد اليوم بمثل هذه العقليّة الرجعية والمتخلّفة ، وهذه اللغة البائدة ، والثقافة المفسدة ..
عليهم أن يدركوا ذلك تمام الإدراك .

فيديو 26 سبتمبر .. يوم وقف الشعب غاضبا كالبركان

أضف تعليقك هنا

محمد خالد الحسيني

محمد خالد الحسيني
بكالوريوس إعلام - جامعة صنعاء
دبلوم سكرتارية وحاسوب - وزارة التعليم الفني والتدريب المهني
كاتب سابق لدى صحيفة أخبار اليوم.
حاصل على شهادة استحقاق وتقدير وجدارة في العمل الإعلامي وصياغة التقارير، من مكتب وزارة الإعلام في صنعاء.
شهادة مشاركة وتقدير؛ في دورات الصحفي المحترف، من قطاع الطلاب في جامعة صنعاء