أزمة العقل العربي – قناعات شخصية

بقلم: يونس الديدي

قناعات في العالم العربي

طبيعة القناعات التي نحيا بها في العالم العربي اليوم ؛هي المسؤولة عن توجيه سلوكنا على نحو سلس للغاية، ولا يمكن أن نتعرف على هذه القناعات؛ إلا عندما نلاحظ نوعية السلوك الذي ينتج عنها ،لكن السلوك الإنساني عموما قد ينفصل عن قناعات يتبنها إما مؤقتا ويعود إلى حالته الطبيعية التي تنسجم مع قناعته اﻷصلية ،أو يفقد الاتصال بهذه القناعات بشكل كبير و يبقى أثرها في أعماقه، و بتالي تبدأ قناعات جديدة بالظهور ، و السؤال المناسب اﻵن هو كيف تشكلت قناعتنا الخاصة كعرب ؟ و ما مدى تماسكها ؟ وماطبيعة اﻷزمة التي نعيشها ؟

إن القناعات مثلها مثل اﻷزهار تحتاج دائماً إلى أن تسقى لتحيا و تظهر جمالها اﻷخاذ، وكما تتعرض اﻷزهار للرياح العاتية و الاقتلاع فإن القناعات أيضاً تلقى نفس المصير خصوصاً تلك القناعات التي تعكس طبيعة الوجود وتفسره على نحو دقيق و شامل.

التأثير على قناعات الأفراد الدينية في المجتمع

الدين مثلا كمصدر لقناعتنا الخاصة و حتى أكون واضحاً فإني أقصد بالدين هنا الاسلام الحقيقي حين يحارب؛ فإنه في الحقيقية تحارب القناعات التي استطاع الإسلام زرعها في الناس والتي لا تنسجم مع قناعات أخرى يتم إنتاجها من طرف اﻷنظمة الحاكمة لتثبيت حكمها و التحكم المقصود في شعوبها.

قناعات ينتجها المجتمع

وهناك قناعات أخرى ينتجها المجتمع فعندما تسمع كلمة مثل “الوقت بغى هاك” فعلم أنك تتبنى قناعات أنتجها الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه، وليس طبيعة اﻷشياء التي تتحدث عنها في ذاتها هي التي جعلتك تقول هذا الكلام.

قناعات مرتبطة بالخبرة والتجربة والشخص

وهناك نوع آخر من القناعات تنتجها تجارب الفرد الخاصة مع الحياة و طبيعته السكلوجية في التعاطي مع هذه التجارب فيصنع كهف خاص به قام أشار بيكون ،هذا الكهف ينظر من خلاله إلينا قد نبدو وحوشا في نظره أو حمقى أو أناس صالحون.

أقوى أنواع القناعات

أما عن مدى تماسك هذه القناعات التي نحيى بها فإن أقواها و أدومها هي القناعات التي زرعها فينا الإسلام و هي تتناغم تماماً مع طبيعتنا البشرية؛ أما القناعات اﻷخرى فهي قناعات وقتية مرحلية تختلف بختلاف اﻷنظمة السياسية والمجتماعات،و اﻷفراد و المرحلة التي تأطر هذه القناعات.

إن طبيعة اﻷزمة في عالمنا العربي، و إن كنت غير متحمس لهذه الكلمة “عالمنا العربي ” لما قد تحمله من نظرة قاصرة للوضع الحالي، ولكنني أقصد بها الثقافة السائدة و نمط التفكير الرائج وليس العرق أو أي شيء آخر ، هي أزمة قناعات بامتياز، فنحن نعيش في ظل قناعات الدول الحاكمة في المنطقة العربية وهي تسخر كل إمكانياتها للحفاظ على هذه القناعات و ترسيخها ،ولا يمكن الخروج من اﻷزمة إلا بهزيمة هذه القناعات الزائفة على مستوى البنية الدهنية ،نحتاج حقا إلى صعقة ذهنية في الاتجاه الصحيح تجعلنا نرى اﻷشياء كما هي لا كما تريد أنظمتنا المحترمة .

بقلم: يونس الديدي

أضف تعليقك هنا