الجرح العميق-قصة-الجزء الثاني الأخير

كان ذلك الصوت الشيطاني من جهة كونه وهماً, والملائكي من جهة كونه صوتها, يزاحم كل أصوات أطفال الحي وهي تلعب ، هنا ادركت أن الحب ألهاني عن احتساء قهوتي السوداء, دخلت البيت أحضر كأس قهوة سوداء حتى توالت أصوات رسائل, هرولت لأرى من المرسل لأتفاجئ بشركة الاتصالات تدعوني لشحن رصيد هاتفي ، ربما كان يكفي أن ألعن الشركة وأمضي.

حضرت قهوتي وولجت ببيتي أرمق من النافذة لربما قلبها يحن وتراسلني أو تخطف لحظات قليلة من النافذة تشير لي أن الأمور بخير وعلى ما يرام.

لم يكن عقلي يدرك آن ذاك أنه ربما هي مشغولة في العيد وضيوف تدخل وضيوف تخرج، فجأة وجدت رسالة برقم جديد عليَّ تخبرني فيها أنها منذ أن دخلت البيت وهي في المطبخ, فالضيوف كثيرون بالبيت انطفأ لهيب قلبي … و ألقيت جسدي على فراشي أنتظر قدومها و أنا أشاهد أشرطة فيديو وصور وألهي نفسي بها.

بلغت الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل وكلي انتظار علّ ضيوفا يغادروا أو أمها تخرج للباب, ربما حنان الأمومة يكفيني فالقمر من أراد أن يراه يجب أن يرى الشمس قبله…

حان منتصف الليل وتهاطلت عليَّ رسائل فرحت …نعم هي قد فتحت حسابها لكن مضمون تلك الرسائل كان ويلا كان عذابا

هل الحب كله مصاعب؟

هل كله عذاب؟ أخبرتني أنها مرهقة جدا ومتعبة ما تحلم به هو أن تضع رأسها على الوسادة وتنم ، كان طول فكري أنها حتى لو تكن مرهقة فإن من الأخلاق العاطفية أن تجالسني أو بالأحرى أن تشير لي بأنها متعبة, وكان سيكون مني الرد الحسن, كان الصمت سيد الموقع للحظات لأقطعه بوداع على شاكلة

“نصبح على خير”.

كنت دائما لا أتفرد أو أجعل الغير القريب من قلبي يتخصص بذلك الخير لوحده أو لوحدي في غضب وفي فرح, اريد كل شيء أن يكون مشتركا…

بزغت الشمس أو بالأحرى بزغت شمس على غرفتي على الساعة العاشرة صباحاً, لا أخفي نفسي أنني أول مرة أعيش حالة غربية وأن في جدران قلبي فتاة ، كنت دائما أفتتح الصباح على رسائل ود أو على صورة أضعها على واجهة هاتفي.

لكن هذه المرة كان لقلبي رأي آخر, أدرك قلبي أنه لن يواصل مسيرته مع كائن أكثر ما يمكن القول عنها انتهازية العواطف والمشاعر…أجدها متصلة منذ عشر دقائق ولم ترسل حتى كلمة او شيء ما يفرح القلب كان مفروضا أن أضع لنفسي حدا من التفكير في الوهم.

قمت أحتسي قهوتي الممزوجة بالحليب رغم أنها تضرني بشدة في بطني إلا أن الظروف كانت أشد مضرة من كل هذا ، أرسلتُ رسالة بادرة المدى بسلام فقط كي ارى ردة فعل لأستغرب بردة فعل شديدة ، ردها هذا جعلني أتوقف مع الذات وأقرر وأتأمل لكن رؤيتي الواقع غير واضحة المعالم وتقريري للمسألة غير مفهوم.

كل ما يجب فعله هو البحث الجدي في المسألة, ولجت حسابها بالصدفة لأصدم بخيانة عظمى خيانة بعد لقاء كانت الحميمية وقوة الحب تظهر منه حتى انخدعت، خيانة باردة الأركان بين تدحرج بين قلبان إن لم أقصد شيئا آخر…

وصلت لحظة أعدم فيها نفسيتي ولكن تأكدت في الختام أنها شخصية مطربة شخصية خائنة لنفسها لي.. لأهلها.. وفجأة استفقت, كان كل هذا كابوسا مخيفا يصدم الذات…

فيديو مقال الجرح العميق-قصة-الجزء الثاني الأخير

 

أضف تعليقك هنا

ياسر ملكاوي

ياسر ملكاوي